يعايش نحو 20 ألف نسمة، هم سكان قرية سُبك الضحاك 45 كيلو متراً شمال القاهرة، بين مصدِّق ومكذب، حكاية كالأساطير الريفية. وإن كانت هذه الحكاية حية تمشي على قدمين. إذ تجري الاستعدادات لاجراء عملية تحوِّل التوأم إيمان وأنعام ذكرين إجراء جراحة التحول الجنسي تُعنى به وزارة الصحة المصرية، وخصصت له بشكل مبدئي نحو ثلاثة آلاف جنيه مصري نحو ألف دولار وسيتم في مستشفى القصر العيني الحكومي. إيمان وأنعام - الأخيرة تسمى "رشا" تدليلاً - عمر كل منهما 17 عاماً. قضيتاها في ثياب النساء، يتعلمن أمور الطبخ والكنس والغسيل والتنظيف. واكتشف رجولتهما فجأة الدكتور سمير مصطفى اختصاصي الجراحة في مستشفى سرس الليان المركزي، اثناء كشف عادي. كانت "إيمان" على وشك ان تخطب لشاب في القرية لكن تأخر موعد دورتها الشهرية. الحصار مضروب من الأسرة حول التوأم، ممنوع الاقتراب والتصوير، خصوصاً أن آلات التصوير في الريف مكروهة. على كل اصبحت الحالة مضرب الأمثال في قرية صغيرة وجدت ما يسليها وتسهر عليه في لياليها القصيرة. والدهما الاسطى محمود شحتة ميكانيكي سيارات، انتقل من مرحلة الذهول والصدمة الى السعادة البالغة، واصبح يروي للناس بفخر أن عدد الذكور في عائلته الصغيرة سيكون خمسة بعد أن كان ثلاثة فقط. أما التوأم ففي ذهول وعدم قدرة على فهم ما يجري، خصوصاً أن 17 سنة في ثياب البنات كافية لتجعل من حلم الرجولة الذي كان يراودهما - منذ الصغر - مستحيلاً. مثل هذه الحالة في قصر العيني تحصل كثيراً، نحو 50 حالة تحويل جنسي كل عام - حسب الإحصاءات التقريبية للمستشفى - وربما هذه الحالة هي أسهل من غيرها، فإظهار الجنس أسهل كثيراً من تحويل الجنس. وإن كانت 17 سنة من البقاء في سجن الجنس الآخر جعلت حالة التوأم بحاجة الى علاج نفسي قبل كل شيء، كما أنها تحاط بإجراءات قانونية وطبية بالغة الصعوبة، وممنوع إجراء تلك الجراحات خارج نطاق المستشفيات الحكومية. في القرية، التي زارتها "الوسط"، يبدو الأمر كأنه نوع من الأسطورة التي تحلق فوق الرؤوس، ثمانية من كل عشرة في القرية يتهامسون بحكاية بنات الأسطى محمود شحتة، على رغم أن التوأم غادرا القرية منذ اسبوع لمستشفى قصر العيني، إنها "قسمة ونصيب وقدر مكتوب"، هكذا يراها بعضهم نعمة حلت على القرية ودليل خير، وآخرون يرونها نذير شؤم. "خيراً أو شراً فمن الله"... قالها الأسطى شحتة، وأضاف: كنت أعيش في حالي، حياتي مستقرة الى حد كبير مع زوجتي وابنائي السبعة بينهم ثلاثة ذكور. تقدم أحد شباب القرية لخطبة إيمان، ولأنها تعرضت لحروق قديمة في البطن في حريق أودي بحياة والدتها قبل عشر سنوات، قررت أن أجري لها جراحة تجميل، وبالمرة أسأل عن عدم بروز الثديين وتأخر الدورة الشهرية، حتى لا تحدث مشاكل بعد الزواج. المفاجأة أن الدكتور سمير خرج من غرفة الكشف ليقول لي إنهما رجلان، وأن لكل منهما عضواً ذكورياً كاملاً كامناً تحت الجلد. دارت الدنيا بي ولم أتمالك نفسي، سبعة عشر عاماً وأنا أعاملهن كبنات، وأخاف أن يخرجن الى الشارع، حاجة تجنن! تمالكت نفسي وقلت: "قسمتي ونصيبي. كانت مشكلتي كيف أشرح للبنات حكاية الرجولة التي هبطت عليهن فجأة هكذا، قبل أن أدخل معهن في متاهة، عرضتهما على أكثر من طبيب. كلهم ً أكدوا رجولتهما. وكذا الأشعة والتحاليل، ولم يبق أمامي سوى إعلان الخبر - الصدمة لهما. قلت لزوجتي هذا دورك. زوجتي ليست والدتهما فقد تزوجتها بعد وفاة والدتهما وهي حنونة عليهما، وعشن معها حتى الآن عشر سنوات منذ وفاة والدتهما". السيدة سميرة عبد الظاهر زوجة الأسطى شحتة قالت: "دخلت على التوأم وقلت لهما إيه رأيكما أن تكونا رجلين؟ ضحكتا، واستغربتا الكلام وبعد قليل قلت لهما الدكتور يقول إنكما رجلان. ولدان. استغربتا، ثم صمتتا تماماً. ولكنهما لم تبكيا، كانت حالة ذهول وعدم تصديق كاملة مستمرة حتى الآن". سألت السيدة سميرة كيف لم تكتشفي ذكورتهما مبكراً؟ قالت: البداية اعتقدت أن نحافتهما وعصبيتهما البادية وانعزالهما نظراً لكونهما توأم، وبدأت أقلق مع تأخر الدورة الشهرية، لا أنكر أنهما كانتا أكثر قوة من البنات وأكثر خشونة، وكان واضحاً في صوتهما أنه رجالي، لكن هذا عادي عندنا في البلد، وحتى يطمئن قلبي قبل زواج إيمان طلبت من الأسطى شحتة الكشف عند اختصاصي. طريف أن تسمع من الأسطى شحتة أنه سعيد بالرجلين الجديدين، وأنه كان يتمنى أن تصبح إيمان وأنعام رجلين، وأنه راضٍ بقضاء الله وقدره... "سأعود الى ورشتي مع ولدي الجديدين، ولكن ما يقلقني كيف سيعيش الولدان في القرية، فالعيون لن ترحمهما، والمستقبل الذي ينتظرهما، عموماً الفرج من عند الله. سأدعو لحفل كبير في القرية لكل أهل سبك الضحاك لأعلن مولد رجلين في العائلة ولأخفف من الصدمة على الجميع، وأحاول أن أشرح للناس الحكاية". الدكتور سمير محمد مصطفى مكتشف الحالة النادرة قال ل "الوسط": إن ذكورة هاتين الفتاتين كاملة: خصيتان وعضو ذكري وحبل منوي وبروستاتا، ولا يوجد أي أثر لرحم، أو مبيض أو جهاز تناسلي أنثوي. وأضاف: "انها حالة فريدة، وتذكر كتب الطب حالة مماثلة في الاربعينات في لندن وأخرى العام 1962 في اسكتلندا، عدا ذلك فهي أول حالة في الشرق الاوسط ومصر، ويزيد من غرابتها أنهما توأم، وأيضاً أن الاكتشاف تم بعد 17 سنة كانت كافية لدفن الرجولة في تلك الثياب النسائية. أما قصة الاكتشاف فكانت مفاجأة عندما قررت أن أكشف على التوأم لعلاج حروق قديمة في منطقة البطن، فكانت المفاجأة أن توزيع الشعر في مناطق الصدر والبطن والشارب واللحية رجالي. ومع الكشف عن سبب عدم نزول دم المبيض، اكتشفت عضواً تناسلياً ذكرياً كاملاً ولا علاقة للتوأم بحياة النساء سوى الملابس التي يرتدينها"! وذكر الدكتور سمير أنه عندما أخبر الأب لم يصدق إلا بعد سلسلة من التحاليل وصور الاشعة، "حذرته ألا يتساهل في إظهار ذكورتهما وإلا سيدخلان مرحلة شذوذ. وهنا تصبح المشكلة أكثر تعقيداً. التوأم الآن في قصر العيني تجري لهما جلسات تأهيل نفسي قبل التأهيل الجراحي". وأشار الدكتور سمير الى أن التوأم سعيدتان من الوضع الجديد. لكن المشكلة الآن كيف يرجعن الى القرية ويتحملن نظرات البسطاء القاسية على سذاجتها، خصوصاً انهما لم تواصلا التعليم حتى السنة السادسة الابتدائي. كما أن الأمية في القرية ستجعل منهما اسطورة ولن تسمح لهما بالحياة العادية؟ حديث التوأم مع "الوسط" كان بسيطاً. كلام مرسل لا يعني سوى الحيرة والقلق من العودة في ثياب الرجال. حالة انعدام وزن كاملة، ربما الوضع الآن أصبح أفضل بعدما مضى على اكتشاف الحالة اسبوعان، وأضحتا تعيشان وضع الاستعداد للعالم الجديد. سألتهما "الوسط" كيف تشعران الآن بالمشكلة خصوصاً أنكما على أعتاب حياة جديدة تماماً؟ قالت إيمان: عادي. ماذا نفعل؟ قدر ومكتوب، بدل ما أتزوج أصبحت رجلاً. أما أنعام فبدا كأنها لا تفهم شيئاً. ومشكلتها: كيف سيستقبلها الناس في القرية؟ خصوصاً أنهما من النوع المنطوي. قالت أنعام: المشكلة أن سيرتنا أصبحت على كل لسان. عمر ما أحد تكلم في سيرتنا، والآن كله بيتكلم، رغم أن هذا ممكن يحصل لأي واحد، ولكن حصل معنا نحن الاثنتين، طول عمرنا محل أنظار القرية لأن التوأم أيضاً مشكلة في القرية. عموماً ربنا يسترها وتعدي على خير. سألت "الوسط" إيمان: هل كنت تحسين أنك ولد؟ فقالت: "زي أي بنت في البلد كنا نلبس الإيشارب لتغطية الشعر والملابس البناتي. صحيح كنت أحب لعب الكرة وهي لعبة الصبيان ولكني أيضاً كنت أكنس وأطبخ وأغسل مثل أي بنت في المنزل، ومثل أي انثى كنت اتمنى أن تتم زيجتي على خير وأن ألبس الفستان الأبيض. لكن يا فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار. بدت أنعام عصبية وقالت: "بنت ولاّ ولد لا يهم. المشكلة أن نعالج بسرعة وكفاية فضائح". المستقبل يبدو غامضاً أمام التوأم، إيمان تقول سأعمل مع والدي في الورشة، أما أنعام فتهوى تصليح الراديو والتلفزيون. التوأم تشكوان سوء الحظ وموت الأم التي لو كانت موجودة لاكتشفت الحقيقة مبكراً، الأم ماتت في حريق منذ عشر سنوات. حالة التوأم آخر الحالات المكتشفة في مصر لن تكون آخرها، ولكن أول حالة هي حالة الطالب سيد محمد عبد الله مرسي، طالب نهائي طب الأزهر الذي تحول الى أنثى شديدة الإثارة تدعى "سالي". الضجة التي صاحبت تحول سيد الى سالي قبل خمس سنوات سببها أمران: الأول أن جامعة الأزهر التي كان سيد يدرس بها قررت فصله نهائياً، واضطر بعد تحويل الجنس الى العمل راقصة في الملاهي الليلية، واستغل أصحاب الملاهي شهرة "سيد" أو "سالي" لجذب مزيد من الزبائن لمشاهدة الراقصة الأعجوبة سالي سيد سابقاً! الأمر الثاني: أنها أول حالة تحويل جنسي صاحبها البحث عن قانونية تلك العمليات ومدى مخالفاتها للقوانين الطبية وللمراجع الدينية والفقهية، وقانونية التحويل واشتراطاته، الأمر الذي تحول جدلاً طبياً، خصوصاً مع تحويل الدكتور عزت عشم الله الذي أجرى الجراحة الى المحكمة بتهمة إحداث عاهة مستديمة في جسد طالب الطب وإجراء جراحة محظورة في عيادته الخاصة. لم يكن أشد المتفائلين يتصور أنه بعد "سالي" ستأتي الحالات فرادى وجماعات لتسجل نحو خمسين حالة سنوياً، وهو رقم كبير، أو أن تصل بعض هذه الحالات الى أقسام الشرطة وأحياناً الى المحاكم لحل نزاعات قضائية. مصير التوأم إنعام وإيمان يبدو أحسن حالاً من غيرهما. فالوضع بالنسبة إليهما سهل وميسور، وتحت سيطرة وزارة الصحة. المشكلة الحقيقية أن بعض عمليات التحويل تتم في المستشفيات الخاصة وبعض المستشفيات الجامعية. ويقوم بإجرائها أساتذة جراحات التجميل، ولأنها عمليات سرية فالاحصاءات تغيب، وهذا لا يمنع أن مصلحة الأحوال المدنية في القاهرة تعقد جلسة اسبوعية لتغيير الاسماء والاجناس وحتى هذه الاحصاءات تتمتع بالسرية. لا يبقى في هذه "المعضلة" سوى رقم واحد على مسؤولية الدكتور سعيد عبد العظيم استاذ الطب النفسي في كلية طب جامعة القاهرة الذي يقول: في مقابل كل سبع حالات لرجال يريدون التحول نساء، هناك حالة واحدة لفتاة أو سيدة تريد أن تصبح رجلاً. وفي الحالتين الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها الآخرون، فأهم شروط العملية وضع المريض تحت الاختبار والعلاج النفسي عامين كاملين للتأكد من جدية الرغبة في التحول، مع إعطاء الفرصة لدراسات مستفيضة لمحيطه العائلي والاجتماعي. وأشار الدكتور عبدالعظيم الى أن هذه العمليات تتم في مصر في الخفاء، لسببين، الأول: الرفض الاجتماعي لنتائج هذه العمليات سواء أكانوا سيدات أو رجالاً، والثاني: رفض النقابة لإجرائها. النقابة تسمح فقط بإجراء عمليات إظهار الجنس عندما يولد الطفل بعيب خلقي يجعل صورة جنسه غير واضحة، هل هو ذكر أم أنثى؟ وعند مرحلة المراهقة تتضح الصورة فنجري العملية لإظهار الجنس الحقيقي. وهذه ليست فيها مشكلة مطلقاً وهي حالة التوأم إنعام وإيمان نفسها. وأشار الدكتور عبدالعظيم الى مشكلة أخطر تتعلق بالتوافق الاجتماعي لنواتج هذه العمليات، إذ إن آخر دراسة أجريت على المتحولين أوضحت أن 80 في المئة يصابون باكتئاب يؤدي بهم في النهاية الى الانتحار. ملف "المتحولين" تضخَّم في مصر، وآخر حالة مسجلة في محضر الشرطة تحمل الرقم 3012 في نيابة قصر النيل. تشكو أسرة ثرية ولدها الوحيد "شادي" الطالب في الجامعة الاميركية لأنه تحول انثى من دون رغبة العائلة. وتقول انه استغل فترة سفر الأسرة الى الخليج للعمل هناك ليصبح الفتاة الرابعة في سجل فتيات الأسرة. الأب اصيب بصدمة عصبية، خصوصاً أنه كان ولده الوحيد على ثلاث بنات، وقرر أن يحاول العودة به إلى عالم الرجال عبر الشرطة التي رأت عدم التدخل لأن الشاب بالغ، ولديه الحق في اتخاذ قراراته بنفسه، فضلاً عن ان التحول تم فعلياً. أيضاً أمام اللجنة القضائية في دائرة الأحوال المدنية القضية التي تحمل الرقم 167، وتطلب فيها السيدة فاطمة .... تغيير اسم ابنها "طارق" الى "سارة"، وكذا تغيير النوع من ذكر الى اثنى مولودة في 14 أيار مايو 1973. أكدت الأم أنها أجرت عملية جراحية لطارق وحولته الى "سارة" وقدمت المستندات الدالة على ذلك. ومعها تقرير من الدكتور جمال الدين استاذ الجراحة والتجميل في قصر العيني أكد فيه أن أعضاء ذكورة طارق ضامرة وأعضاءه الأنثوية واضحة، وأن جسد طارق كأنثى متناسق، وأن الأشعة أكدت وجود رحم ومبيضين. المثير أن الدائرة حولته الى مصلحة الطب الشرعي حيث فوجئوا بطارق يدخل عليهم في فستان قصير وضفائر مسدلة وأظافره مطلية وبصوت ناعم طلب الكشف عليه لأنه يريد التحول انثى. قال الدكتور أيمن فودة مساعد كبير الأطباء الشرعيين بمصلحة الطب الشرعي: كل ما يعرض على المصلحة من حالات تحول تكون من رجال لإناث، وذلك لسهولة إجراء هذه العمليات على عكس عمليات التحول من إناث لذكور لعدم إمكان تجهيز عضو تناسلي ذكرى. وحتى لو كانت الأعضاء الذكرية موجودة فإنها تكون ضمرت وغالباً لا تصلح. الطبيب الخاص للتوأم إنعام وإيمان قال إن حالة الأعضاء الذكورية لدى التوأم بحالة جيدة ولم تتأثر بطول فترة الكمون، لأن العضوين كانا خارج البطن وليس داخله. في القسم ال 34 في قصر العيني، توجد أيضاً سارة ودينا في انتظار إجراء الفحوص النفسية والطبية لإجراء عملية تحويل، سارة ودينا تنفذان تعليمات الأطباء حرفياً، ولديهما استعداد كبير للتحويل، إلا أن الخوف من عدم التأقلم مع المجتمع يبدو وراء تأخير إجراء العملية حتى الآن. أما القضية الأكثر إثارة فتحمل الرقم 1541، ملّي - كلّي، الجيزة، وفيها طلب عبده إبطال عقد زواجه من سهير لأنه اكتشف أنها رجل بعد زواج دام أكثر من عام! تزوج عبده من سهير في 10 كانون الثاني يناير 1993، طبقاً لشريعة الأقباط الارثوذكس، وبعد الزواج اكتشف أنها من دون رحم. وأرفق تحاليل وتشخيص أطباء أمراض النساء التي تؤكد أن زوجته تبدو عليها علامات الرجولة. يوم المحكمة وقفت سهير بشعرها الكستنائي الطويل هادئة الطباع لتؤكد أنها امرأة، ولم تظهر عليها علامات الأنوثة البيولوجية بعد. حولت أوراق سهير للطب الشرعي وما زال الزوج ينتظر. أيضاً جاء الى قسم الأمراض النفسية في قصر العيني ابن عمدة من إحدى قرى الشرقية يعاني حالة نفسية ويؤكد رغبته الشديدة في التحول الى امرأة إلا أنه خائف من أن يقتله أهل بلدته! أما أطرف الحالات هي حالة حولها الدكتور محمد شوقي كمال رئيس قسم جراحة التجميل في قصر العيني الى قسم الأمراض النفسية، وهي لفتاة من العياط إحدى قرى الجيزة كاملة الأنوثة في مظهرها الخارجي جاءت مع خطيبها تطلب اجراء عملية تحويل لرجل لأنها في الحقيقة ولد، لكنها تشعر دائماً بأنها بنت. بالكشف عليها اتضح أنها رجل كامل الرجولة ويتعاطى هرمونات أنوثة لأنه يحب زميله ويريد أن يتزوجه بعد التحويل! قال الدكتور محمد شوقي كمال رئيس قسم جراحات التجميل: إن عمليات التحول الجنسي في مصر كانت عادية جدا، وقبل خمس سنوات اتخذت نقابة الاطباء إجراءات مشددة مع الأطباء الذين يجرون تلك الجراحات وصلت الى حدود الشطب من جداول النقابة، واشترطت أن يتم التحويل بموافقة لجنة تعقدها النقابة كل شهر للبت في الحالات المعروضة، وللعلم النقابة تتشدد في حالات التحويل الجنسي من جنس لآخر، أما حالات الإظهار الجنسي أي إظهار جنس كامن مع وجود أعضاء تناسيلة كاملة فلا توجد فيها مشكلة مثل حالة التوأم إيمان وأنعام وعادة عند حضور هذه الحالات تطلب موافقة الأهل، وغالباً ما يرفضون، وأحياناً يذهب الشاب الى الخارج لإجراء الجراحة ثم يعود مرتدياً ملابس النساء. وكثير من النساء اللائي لديهن عيب خلقي، والمفترض أن يتحولن رجالاً، يرفضن التحول خوفاً من المجتمع، والنتيجة رجال يمشون في الشوارع وهم نساء! ونساء يمشين في ذات الشوارع وهن رجال! وربما وصل بعضهم درجة الانتحار دانا الاسرائيلية اذا كانت عمليات التحول الجنسي التي ذاع صيتها في مصر تقتصر على نساء فضلن التخلي عن أنوثتهن، ففي اسرائيل كان القسط الاوفر من الشهرة من نصيب رجل اسمه يارون كوهين خاض التجربة المعاكسة قبل حوالي 8 سنوات فأطلق على نفسه اسم دانا انترناشيونال وانضوى تحت لواء المرأة قلباً وقالباً . ودانا 29 عاماً التي ولدت في تل أبيب لعائلة من أصل يمني، لم تكن لتحظى بهذه الشهرة الواسعة لولا صوتها الذي كان جواز سفرها الى قلوب كثيرة في اسرائيل ومن ثم إلى جائزة أغنية ال"يوروفيجن"، التي اختطفتها بعد منافسة حامية مع مطربين ومطربات مثلوا 25 دولة. واللافت أن فوز أغنيتها "ديفا" بالجائزة المرموقة -على مرأى من جمهور لايقل عن 100 مليون شاهدوا وقائع المسابقة على الشاشات الصغيرة في انحاء العالم- لم يجعلها جديرة بالعفو، ناهيك عن الاحترام، في رأي الاصوليين اليهود. بل اعتبر هؤلاء الاورثوذكس المتشددون أن السماح لها بتمثيل الدولة العبرية في مسابقة بهذه الاهمية تتوافق مع الذكرى الخمسين لتأسيس اسرائيل "رسالة مظلمة" للعالم في هذه المناسبة التاريخية. وما ان أُعلن عن فوز دانا حتى انطلق عدد من مواطنيها المتشددين في تظاهرة صاخبة تندد بالمطربة وماتمثله من خرق للمألوف. وخرج حوالي 40 ألفاً من مؤيديها معبرين عن رفضهم للتشدد والمتشددين الذين يحتلون 23 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكينيست الاسرائيلي. وبدأ ناشطو الاحزاب الدينية حملة واسعة تهدف الى اجبار الحكومة على اعادة النظر باستضافة مسابقة "يوروفيجن" العام المقبل في القدسالمحتلة. هكذا صارت دانا محوراً للصراع السياسي بين الأصوليين والمستنيرين في اسرائيل. وأكدت انفتاحها على غير اليهود في مجتمع يهودي مغلق، اذ قالت أنها لاتمثل المواطنين الاسرائيلين العاديين فحسب بل كل الذين يعيشون في الدولة العبرية. والجدير بالذكر أن دانا حريصة على تأكيد انتمائها الى نساء العالم بغض النظر عن هويتهن الدينية أو القومية، فأغنية "ديفا" التي بيع منها ملايين النسخ وعادت عليها بجائزة أخرى في موناكو، تضم اشارات الى عدد من أشهر النساء غير اليهوديات في التاريخ: كليوباترا وفينوس وافروديت اضافة الى الملكة البريطانية فيكتوريا. من عالم المتحولين والمتحولات منحت فرنسا أوائل الشهر الماضي حق اللجوء السياسي لجزائري متحول جنسياً. وفيما رفضت السلطات المختصة الافصاح عن هوية اللاجىء وجنسه الاصلي، أكدت أنها سمحت له بدخول البلاد لأن حياته في خطر محدق مصدره طرفا النزاع الدموي في الجزائر. اذ اشتكى اللاجىء من اساءات تعرض لها على أيدي رجال الشرطة الجزائرية حين التمس حمايتهم من المتشددين الذي هددوه بالقتل. عالم الآثار الاسكتلندي الدكتور ديريك سلوان الذي يستعد لتحويل جنسه تعرض الى اعتداء بالضرب في أحد المقاهي حين حاول استعمال دورة المياه المخصصة للنساء. الاميركي ايدي مونديل 47 عاماً تحول جنسياً الى ايريكا ساندرا كاي بعدما فر من الجيش قبل حوالي 30 عاماً. ولايزال مطلوباً يلاحقه "مكتب الشرطة الفيدرالي" بتهمة عمليات ابتزاز وسرقات وخُدع كان في طليعة ضحاياها أزواجه الاربعة. السيدة فال ميويت 55 عاماً التقت زوجها روبرت 41 عاماً حين كان رجلاً طويل القامة بلحية كثة، ولم تتردد في الاقتران منه بعدما خضع لعملية تحويل جنسي وصار اسمه رومانا. ضجت الاوساط الاكاديمية البريطانية حين تم تعيين الدكتورة راشيل بادمان 43 عاماً ذات الشهرة العلمية المرموقة في ميدان الفيزياء الفلكية استاذة في كلية نيوهام للبنات في جامعة كبمردج، على رغم أنها كانت رجلاً حتى 1982. تعرضت الناشطة الارجنتينية مارييلا مونزو المتحولة جنسياً لاطلاق الرصاص بعدما أعلنت عن رغبتها في خوض معركة الانتخابات النيابية ودخول الكونغرس ممثلة للحزب البيروني. ويعتقد أن تحولها الجنسي ليس السبب الوحيد للاعتداء، إذ انهمكت في حملة ضد الفساد والتمييز الذي يتعرض له ابناء الاقليات بانواعها.