كأن محطات التلفزيون العربية لا تقدم على شاشاتها خلال شهر رمضان ما هو أهم من الفوازير، فمنذ أن ابتكر المخرج المصري محمد سالم هذا اللون من المنوعات اوائل الستينات مع ثلاثي اضواء المسرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف احمد، بقيت الفوازير تحظى بالشطر الاكبر من الاهتمام والمتابعة هجوماً أو ثناءً، انتقاداً أو إطراءً، ويستمر الحديث عنها أحياناً لأشهر عدة بعد انتهاء عرضها ليفتح ابواب الشهرة أو النجومية أمام ابطالها. و كانت لوسي هذا العام نجمة للفوازير بحلقات "قيما وسيما"، وهدفاً لهجوم وانتقادات لاذعة لم تنتهِ حتى اليوم على رغم النجاح اللافت الذي حققته على المستوى الجماهيري في أول تجربة فوازيرية لها مع التلفزيون المصري. "الوسط" حملت الاستفسارات والاسئلة التي أثارتها الفوازير للنجمة لوسي وكان الحديث الآتي: أول الانتقادات التي وجهت الى "قيما وسيما" كانت تتعلق بتشابهها الواضح مع فوازير "أبيض وأسود" التي قمت ببطولتها العام الماضي لمحطة "راديو وتلفزيون العرب" مما يطعن بالاساس في فكرة الفوازير الاخيرة وجدتها، فإلى أي مدى تتفقين او تختلفين مع هذا الرأي؟ - ربما كان هناك تشابه في الإطار العام للعملين، فكلاهما يتحدثان عن أفلام السينما القديمة، لكن في فوازير "ابيض واسود" كنت اقدم هذا من خلال فتاة مصابة بانفصام وتسعى الى تقصي ادوار الفنانات السابقات، وتؤدي ادوارهن بالفعل أمام نجمي الكوميديا اشرف عبدالباقي ومحمد هنيدي، أما فوازير "قيما وسيما" فأنا من خلال البحث في تاريخ السينما وعن طريق الخدع والحيل لا أقلد أو أتقمص أدوار الأبطال القدامى، وإنما أضع نفسي مكانهم وأتحاور مع الممثلين الآخرين الذين كانوا أمامهم في الفيلم الأصلي والحوار نفسه تقريباً، كما أنني في فوازير هذه السنة لم أكرر فيلماً أو دوراً من فوازير العام الماضي، وأضفت الى الشخصيات النسائية مجموعة من الممثلين الرجال أمثال اسماعيل ياسين وعلي الكسار ومحمود شكوكو، وحتى إذا فرضنا أن هناك بعض التشابه بين الفوازير في السنتين الأخيرتين فقد كنت حريصة بعد ردود الفعل الطيبة التي أعقبت عرض فوازير "أبيض وأسود" على محطة "راديو وتلفزيون العرب" العام الماضي على أن أنقل هذا النجاح الى قاعدة أكبر من أفراد الجمهور المصري الذين لا يملكون أطباقا هوائية ولم يتمكنوا من مشاهدة تلك الفوازير وأيضا الجمهور العربي الذي اشترت دوله فوازير هذه السنة بعد أن احتكرت المحطة المذكورة فوازير السنة الماضية، أنا أقدم فني للناس في المقام الأول قبل النقاد، وأسعدني كثيراً أنني وصلت اليهم بهذه الدرجة. انتقدك بعضهم لأنك عملت في فوازير يتنازع ملكية فكرتها أكثر من شخص، وكان الأحرى أن تتعاملي مع فكرة خالصة... - أولاً أنا لست طرفاً على الإطلاق في أي خصومة حول فكرة فوازير "قيما وسيما"، لكن ما يمكن أن أقوله هو أنني منذ أن كلفني المخرج يحيى العلمي بالقيام ببطولة الفوازير أخذت ابحث عن فكرة جديدة، ورفضت بالفعل أكثر من فكرة" إما لتشابهها وإما لأنها لا تناسبني إلى أن عرض عليّ المؤلف سمير الطائر فكرة "قيما وسيما" وقمنا ببلورتها في بيتي، ومن هنا فليس لدي ادنى شك في ملكية سمير الطائر للفكرة، وأتعجب من الذين يتحدثون عن ملكية فكرة ولدت في بيتي وأمام عيني. ما رأيك في ما يقال عن أن تعاملك مع مخرج جديد هو عادل عوض أضاع عليك فرصاً كثيرة للإجادة؟ - هذا غير صحيح بالمرة، فهذا المخرج ليس جديداً بالمعنى العام لأنه مخرج سينمائي معروف، وله ايضاً تجاربه الناجحة في مجال الكليب، وهو مخرج له فكر، وإحساسه الفني مرتفع، وهادئ في عمله، ويدفع الفنان الى الإجادة، وهذا ما حدث معي بدليل أن الفوازير نجحت على المستوى العام نقدياً وجماهيرياً الى درجة اننا نفكر في تقديم حلقات جديدة منها العام المقبل. لكن هناك من تحدث عن الزيف والصدق في الاداء وعدم التوفيق في ماكياج النجوم؟ - دعونا من حكاية الزيف الصادق أو الصدق الزائف لأن قائل هذه العبارات له هدف من وراء الهجوم على أعمالي، أما الماكياج فقد قمت به بنفسي، وأعتقد أنه كان معقولاً الى حد كبير، بدليل أن ماجد ابن الفنان الراحل علي الكسار أخذ يبكي حينما رآني بماكياج وملابس أبيه الراحل، وهذا يكفيني دليلاً على النجاح. وضعك آخرون في مقارنة مع الوجه الجديد نادين بطلة فوازير "جيران الهنا". فهل أغضبك ذلك؟ - لا، المقارنة غير واردة على الإطلاق، فالجميع يعرفون من هي لوسي كفنانة شاملة تجيد الرقص والغناء والتمثيل، والحقيقة أن نادين موهبة مبشرة، وهي كراقصة باليه تتمتع بقدرات عالية وينتظرها مستقبل طيب. إذا كنا قد لمسنا نجاح الفوازير، وإذا كنت ايضا تؤمنين تماماً بهذا النجاح، فبماذا تفسرين الهجوم الذي تعرضت له؟ - ليس له تفسير سوى أن وراءه أهدافاً شخصية ومغرضة، الفوازير نجحت بشهادة الجميع، ومن هاجموها معروفون، الأول أحد القيادات التلفزيونية السابقة، يرى أنني نجحت معه فقط في السابق. والثاني هو ابن هذه القيادة، هاجمني لأنني رفضت العمل في فوازير المحطة التي يعمل بها، أما الثالث فهو ناقد يعمل بأسلوب "خالف تعرف" واعتاد على مهاجمتي حتى وأنا أحصل على جوائز من مهرجانات دولية، وعدا هؤلاء فقد استحسن الجميع الفوازير، وسوف أكرر التجربة في الأعوام المقبلة .