في محاولة لاحتواء بوادر خلافات مصرية - بريطانية، بعث وزير الخارجية المصري عمرو موسى رسالة الى نظيره البريطاني مالكوم ريفكند تضمنت وجهة النظر المصرية في شأن اقتراح بريطانيا انشاء منظمة للامن والتعاون في الشرق الاوسط تضم الدول العربية واسرائيل على غرار المنظمة الاوروبية على أن يستبعد من عضويتها العراقوايران. وجاءت الرسالة إثر انتقادات وجهها موسى الى الاقتراح الذي اعلنه ريفكند خلال جولة خليجية الاسبوع الماضي. وكان موسى اعتبر الاقتراح سابقاً لاوانه، وابدى تحفظ بلاده حياله. غير أن بريطانيا دهشت من رد الفعل المصري، لأن مصر كانت تلقت الاقتراح - حسب مصدر ديبلوماسي عربي في القاهرة - من وزارة الخارجية البريطانية قبل اسابيع، ولم تبد أي تحفظات عنه في حينه. واكدت رسالة موسى ان التحفظات المصرية ليست رفضاً للاقتراح وانما هي "تسجيل لفارق التوقيت" بين المناخ الحالي لعملية السلام والظروف المطلوبة لانتقال الاقتراح الى الخطوات التنفيذية، داعياً الى مزيد من التشاور بين الجانبين. وذكرت مصادر ديبلوماسية مصرية ل "الوسط" ان تحفظ مصر يرجع الى اسباب عدة منها: حساسية مصر تجاه أي افكار ومشاريع تتعلق بنظام امني للمنطقة بسبب خبراتها التاريخية، وفرض شروط و"فيتو" على دول بعينها ايرانوالعراق قبل ان تتم أي مناقشات على اي مستوى للاقتراح، مما يعني مصادرة حق اي دولة في طرح افكار معينة خاصة بشكل المنظمة المقترحة وأهدافها، علاوة على ان اي افكار في هذا الشأن يجب ان تخرج من المنطقة وبناء على ظروفها واوضاعها، ورفض فرض أي افكار في هذا الصدد من خارج المنطقة. واوضحت المصادر ان مصر ابلغت الحكومة البريطانية بأن اي مقترحات تستبعد اطرافا معينة ستعني دخول المنطقة دائرة الاحلاف والمحاور والاستقطاب. ولفتت الى ان القاهرة نبهت في اتصالات مع لندن الى "ان الموقف المصري ليس موجها الى بريطانيا، بل هو موقف مبدئي"، مشيرة الى ان مصر رفضت العام الماضي اقتراحات مشابهة قدمها وزير الدفاع الروسي السابق الجنرال جراتشيف خلال زيارة قام بها لاسرائيل. وكشفت أن موسى سيزور لندن في 5 و 6 كانون الأول ديسمبر المقبل لاجراء مشاورات وشرح وجهات نظر بلاده في شأن مقترحات حلف شمال الأطلسي. لكن المصادر شكت في الوقت نفسه من ان الجانب البريطاني يتجاهل التشاور مع القاهرة في شأن مقترحات أمنية اقليمية طرحتها بريطانيا في الفترة الاخيرة، ومنها "خطة شاملة للامن في الخليج" طرحها ريفكند على إحدى الدول الخليجية خلال جولته الاخيرى. وقالت ان المقترحات البريطانية "تتجاهل دولا رئيسية في المنطقة وصيغ تعاون قائمة ومنها اعلان دمشق".