8 ملاعب تستضيف كأس آسيا 2027 في السعودية    45,885 شهيدا جراء العدوان الإسرائيلي على غزة    عرض قياسي في افتتاح مهرجان هاربين الشتوي في الصين للجليد    طرح سندات دولية بالدولار بقيمة 12 مليار دولار أمريكي    مجلس الوزراء يجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي    اتفاق سوري - أردني على تأمين الحدود ومكافحة التهريب    أمانة المدينة تدشن المرحلة الثانية من مشروع " مسارات شوران "    "سلمان للإغاثة" يوزّع مساعدات إغاثية متنوعة في مدينة دوما بمحافظة ريف دمشق    136 محطة ترصد هطول أمطار في 9 مناطق    استئناف الرحلات الدولية في مطار دمشق    إي اف جي هيرميس تنجح في إتمام صفقة الطرح الأولي ل «الموسى الصحية»    خادم الحرمين يصدر أمرًا ملكيًا بتعيين 81 عضوًا بمرتبة مُلازم تحقيق على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    تعليم القصيم يطلق حملة "مجتمع متعلم لوطن طموح"    أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء جمعية أصدقاء السعودية    نائب أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشروعات التي تنفذها أمانة المنطقة    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تطلق برنامج «راية» البحثي    التشكيل المتوقع لمواجهة الهلال والإتحاد    رئيس جمهورية التشيك يغادر جدة    لياو: شكرًا لجماهير الرياض.. وإنزاغي يؤكد: الإرهاق سبب الخسارة    "الأرصاد": رياح شديدة على منطقة تبوك    اللجنة المنظمة لرالي داكار تُجري تعديلاً في نتائج فئة السيارات.. والراجحي يتراجع للمركز الثاني في المرحلة الثانية    ارتفاع أسعار الذهب إلى 2644.79 دولارًا للأوقية    عبد العزيز آل سعود: كيف استطاع "نابليون العرب" توحيد المملكة السعودية تحت قيادته؟    البشت الحساوي".. شهرة وحضور في المحافل المحلية والدولية    القطاع الخاص يسدد 55% من قروضه للبنوك    6 فوائد للطقس البارد لتعزيز الصحة البدنية والعقلية    5 أشياء تجنبها لتحظى بليلة هادئة    الذكاء الاصطناعي ينجح في تنبيه الأطباء إلى مخاطر الانتحار    سفير فلسطين: شكراً حكومة المملكة لتقديمها خدمات لجميع مسلمي العالم    وزيرا الصحة و«الاجتماعية» بسورية: شكراً خادم الحرمين وولي العهد على الدعم المتواصل    سلمان بن سلطان يستقبل اللهيبي المتنازل عن قاتل ابنته    هندي ينتحر بسبب «نكد» زوجته    النائب العام يتفقد مركز الحماية العدلية    في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.. كلاسيكو مثير يجمع الهلال والاتحاد.. والتعاون يواجه القادسية    جلوي بن عبدالعزيز يُكرِّم مدير عام التعليم السابق بالمنطقة    بداية جديدة    أهمية التعبير والإملاء والخط في تأسيس الطلبة    ليلة السامري    محافظ الطائف: القيادة مهتمة وحريصة على توفير الخدمات للمواطنين في مواقعهم    العداوة الداعمة    بلسان الجمل    تنامي السجلات التجارية المُصدرة ل 67 %    «شاهقة» رابغ الأقوى.. المسند: خطيرة على السفن    احتياطات منع الحمل    البلاستيك الدقيق بوابة للسرطان والعقم    جهاز لحماية مرضى الكلى والقلب    وزير الخارجية يناقش المستجدات الإقليمية مع نظيره الأمريكي ومع آموس الوضع في لبنان    أمير حائل يفتتح «مهرجان حرفة»    "رافد للأوقاف" تنظم اللقاء الأول    استقالة رئيس الحكومة الكندية    صافرة الفنزويلي "خيسوس" تضبط مواجهة الهلال والاتحاد    لماذا الهلال ثابت ؟!    مكة الأكثر أمطاراً في حالة الإثنين    العالم يصافح المرأة السورية    حماية البذرة..!    «أبوظبي للغة العربية» يعزّز إستراتيجيته في قطاع النشر    الأمير سعود بن نهار يزور مركزي" السيل والعطيف" ويقف على الأسكان التنموي والميقات.    أمير الشرقية يستقبل سفير السودان ومدير الجوازات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التقنية الطبية أتاحت الفرصة ... والبدائل . قطع غيار لأعضاء الانسان تباع قريباً في "سوبرماركت"!
نشر في الحياة يوم 12 - 06 - 1995

أتاحت التكنولوجيا الطبية الحديثة لمرضى زراعة الأعضاء فرصة توافر بدائل اصطناعية متطورة يمكن استخدامها بصورة موقتة أو دائمة الى حين الحصول على الأعضاء الطبيعية المطلوبة من المتبرعين. وتكاثر عدد هذه البدائل بشكل كبير جعلها أشبه ما يكون بقطع غيار تخدم صحة وسلامة الانسان وتحافظ على حياته. ومن المتوقع ان تساعد قطع الغيار هذه أيضاً في الحد من العمليات الاجرامية وغير المشروعة التي يمارسها البعض للحصول على أعضاء بشرية بالطرق الملتوية. وليس بغريب ان قامت احدى اللجان الفرعية الدولية التابعة للجنة حقوق الانسان بإدانة عمليات المتاجرة بأعضاء البشر، مطالبة المجتمع الدولي بالتعاون للقضاء على هذه الظاهرة. وقال خبراء في لجنة حقوق الإنسان، كلفوا بدراسة أشكال العبودية، ان انتزاع الأعضاء قسراً من أجسام البشر يعتبر أشنع ظاهرة استغلال يتعرض لها الانسان. وأبلغ هؤلاء الصحافيين ان اللجنة تلقت شكاوى من منظمات غير حكومية ومن مصادر اخرى بشأن هذه التجارة غير المشروعة بأعضاء البشر.
وأشار الخبير البريطاني كلير بالبي الى عدم توافر احصائيات دقيقة توضح مدى انتشار هذه الظاهرة، لكنه قال ان ثمة تقارير عن مزاولة هذه التجارة في دول أميركا اللاتينية وفي نيبال والهند. وأضاف ان اللجنة لاحظت ان المتاجرة بالأعضاء البشرية تتطلب هيكلاً معقداً يشتمل على أطباء ومحامين وتتمثل باختطاف أشخاص وانتزاع أعضاء منهم ثم قتلهم. وأشار أيضاً الى ان هذه العمليات تشتمل على انتزاع أنسجة حية من الجسم. وأوضح بأنه يحدث في بعض الأحيان ان يدخل شخص الى غرفة العمليات في احد المستشفيات لاجراء عملية جراحية معينة لأحد أعضائه، لكنه يخرج وهو يفتقر الى أعضاء وأنسجة سليمة اخرى.
وكانت السلطات الهندية قامت أخيراً بشن حملة اعتقالات واسعة ضد بعض الأطباء والمراكز الصحية التي تجرى فيها عمليات زراعة الكلى. وشملت الاجراءات الأجانب القادمين لهذا الغرض ومن ضمنهم بعض المواطنين العرب، وذلك اثر اكتشاف تورط بعض الأطباء بسرقة أعضاء المرضى وبيعها للمصابين بالفشل الكلوي. وقد حذرت وزارة الصحة السعودية مرضاها في أكثر من مناسبة وفي تعاميم عدة ونصحتهم بعدم السفر الى الهند لغرض زراعة الكلى أو غيرها من الأعضاء، كما نصحت الأطباء بتشجيع التبرع من الأقارب الأحياء تفادياً للمتاعب الناجمة عن السفر الى الخارج والمضاعفات الصحية التي يمكن ان يتعرض لها المريض.
بدائل اصطناعية لعلاج القلب والأوعية الدموية
لم يعد غياب المتبرعين بالأعضاء البشرية أو ندرتهم سبباً مقبولاً في هذا العصر لاعاقة علاج المرضى الذين ينتظرون الحصول على تلك الأعضاء لاستمرار حياتهم. فقد تمكن الأطباء والجراحون من غرس بدائل اصطناعية تساهم في تنظيم نبضات القلب لمن يعاني من اضطرابها. وتطورت الأجهزة المستخدمة المعروفة بناظمات ايقاع القلب Pacemaker فأنقذت حياة آلاف المرضى. ولم يستسلم الأطباء لمشكلة تصلب الأوعية الدموية بفعل تراكم الكوليسترول اذ تمكنوا من استبدالها بأوعية اصطناعية حالت دون اصابتهم بالسكتة الدماغية أو النوبات القلبية.
وفي مجال زراعة القلب، لجأ الجراحون الى استخدام مضخات آلية تعمل كهربائياً بواسطة بطاريات للقيام بمعظم الوظائف التي يضطلع بها بطين القلب الأيسر للقلب المعطوب، الى حين توافر قلب من أحد المتبرعين. والمضخة عبارة عن جهاز مصنوع من المعدن والبلاستيك ولا يزيد حجمها عن حجم قبضة اليد. أما طريعة عملها فتعتمد على نجاح زرعها في بطن المريض وربطها بسلك كهربائي متصل عبر الجلد ببطارية وواحدة الكترونية تنظم عملية ضخ الدم المطلوبة. وبإمكان المريض ربط المنظم الالكتروني والبطارية بحزامه أثناء التنقل. كما يمكنه الاستعاضة عن البطارية الكبيرة بأخرى صغيرة اذا ما رغب في الاستحمام.
ويأمل الباحثون في ان يتمكنوا من استخدام قلوب اصطناعية محركة الكترونياً كبديل يزرع في أجساد المرضى بصورة مستديمة.
بدائل للأطراف
وقد تطورت صناعة الأطراف البديلة من الساقين والقدمين والذراعين والأيدي بصورة كبيرة مكنت اخصائيي الأطراف الاصطناعية الأميركيين من تصميم وصناعة أجهزة للقدم والساق تتمتع بقدرة عجيبة على تجميع الطاقة الجسدية ومن ثم استعادتها كلما احتاج الانسان للقيام بنشاطات جسدية كالمشي والجري والقفز. وأتاحت هذه الأجهزة للمعوقين الذين فقدوا احدى اقدامهم أو ساقيهم فرصة للمشي والجري والحركة بصورة طبيعية. كما اثبتت تلك الأطراف الاصطناعية نجاحها الفائق عند المعوقين من بين الرياضيين.
وحديثاً تمكن الأطباء العاملون في مركز "نوفاكير سابوليش" في مدينة أوكلاهوما الأميركية من ابتداع أطراف اصطناعية جديدة قادرة على اعادة حاسة اللمس الى مستخدميها من المعوقين مع تمكينهم من تحسس الحرارة أو البرودة عبرها. ما أتاح لفاقدي الأذرع القدرة على اللمس وتمييز الحرارة ولفاقدي السيقان القدرة على تحسس الأرض التي يطأونها.
وتتكون الأطراف الاصطناعية الجديدة من قابس كهربائي يغطي طرف الساق أو الذراع المفقودة، التي تربطه بالبديل الاصطناعي، بحيث ينقل ما يشعر به من احساس باللمس أو شعور بالحرارة والبرودة عبر القابس ومنه الى الأعصاب التي تنقل هذا الاحساس بشكل اشارات كهربائية الى الدماغ فيترجمها الى حقيقتها.
وتمتاز هذه الأطراف بما توفره من راحة نفسية وشعور بالثقة والأمان نتيجة التحسن الملحوظ بوظيفة العضو أو الطرف المستبدل.
بدائل اصطناعية للعين
وأدى تطور الصناعات التكنولوجية والالكترونية الى ابتداع بدائل اصطناعية تساعد المصابين بمرض اعتام عدسة العين أو الذين يعجزون عن الرؤية من قريب أو من بعيد. اذ تمكن الأطباء من زرع عدسات بلاستيكية تقوم مقام القرنية وتعيد الرؤية الى المصابين والمتضررين.
واستمر التطور في هذا المجال ليشمل بدائل اصطناعية للعين ربما أتاحت فرصة نادرة للكفيف أو الضرير في استعادة بصره أو بعضاً منه. فقد أصبح بالامكان تثبيت كاميرا فيديو صغيرة جداً متصلة بكومبيوتر ضمن اطار النظارات بحيث تلتقط المشهد أو الصور وتحولها الى اشارات كهربائية ترسل الى لاقط الكتروني عبر اقطاب كهربائية مزروعة تحت القشرة البصرية للدماغ. فتقوم الخلايا البصرية بترجمتها واعادة تحويلها الى شكلها الطبيعي المشهود.
وأشار الدكتور ريتشارد نورمان، أحد رواد هذه التجارب واستاذ الهندسة البيولوجية وجراحة العين في كلية الطب في جامعة يوتاه الأميركية الى أهمية هذه الجراحة بالنسبة الى العميان الذين ما زالوا يتمتعون بأعصاب بصرية سليمة والذين لا يعانون من أضرار في القشرة البصرية للدماغ. اذ أثبتت الأبحاث نجاح زراعة البدائل عند الحيوانات، وأبشرت خيراً بامكانية تطبيقها على البشر خلال السنين المقبلة.
بدائل لعلاج مشاكل السمع
ونجح الجراحون من جهة اخرى في غرس بدائل حلزونية في الأذن الداخلية عوضاً عن القوقعة أو الحلزون المتضرر فيها، بشكل يسمح للجهاز المغروس بالتقاط التموجات الصوتية الخارجية عن طريق مذياع مربوط بمعالج للكلام، ومن ثم تحويلها الى اشارت كهربائية يترجمها الدماغ عبر معالج الكلام الى أصوات مسموعة ومفهومة.
بدائل لمفاصل الجسم
تحتل مشكلة الأمراض المفصلية موقعاً مهماً في مجال جراحة العظام. اذ يعاني عدد كبير من مرضى الروماتويد والروماتيزم وضحايا الحوادث الرياضية والمرورية وغيرهم ممن يولدون بتشوهات خلقية، وكذلك كبار السن الذين يتعرضون لتغيرات كبيرة في بنية المفاصل بعد تجاوزهم الخمسين. وغالباً ما يتطلب علاجهم استئصال المفاصل التالفة واستبدالها جراحياً بما هو متوافر من البدائل الاصطناعية الغعالة. ونظراً لكثرة المفاصل التي يمكن استبدالها والازدياد الكبير في عدد العمليات الجراحية الناجحة في هذا المجال، أجرت "الوسط" لقاءً مع الدكتور رجائي جادالرب، استشاري جراحة العظام في مستشفى الملكة اليزابيث العسكري في لندن، وزميل في الجمعية البريطانية لجراحة العظام، وعضو الجمعية البريطانية لجراحي الركبة، وحصلت منه على معلومات قيمة عن تجربته في حقل استبدال المفاصل.
يقول الدكتور رجائي ان عملية استبدال مواقع عظمية ومفاصل في الجسم ببدائل اصطناعية أصبحت عملية متاحة وسهلة وغير مكلفة لمن يحتاجها. ولكن علينا ان ندرك بأن الانسان مهما بلغ من البراعة والنبوغ ليس قادراً على تغيير ما غيره الله. واذا كانت التكنولوجيا الطبية الحديثة تطورت أشواطاً الى الأمام بفضل نعمة العقل التي وهبنا إياها الخالق عز وجل، فإن البدائل الاصطناعية أتاحت للمرضى فرصة عدم الانتظار للحصول على متبرع أو عضو معين منه، خصوصاً في مجال العظام، فالكفاءة العالية المعتمدة في تنفيذ تلك الجراحات تزيل آلام المريض وتحسن شكل ووظيفة المفصل الذي يشكو منه.
وبسؤاله عن العمليات التي يمكن اجراؤها لمساعدة المصابين بأمراض لها علاقة بالعظام والمفاصل مثل الروماتويد والروماتيزم والنقرس وفشل المفاصل الناتج عن حوادث مختلفة. أجاب الدكتور جادالرب بأن جميع عمليات استبدال المفاصل الكبيرة في الجسم مثل الركبة والورك والكتف والكوع والرسغ والكاحل متوافرة تقريباً في مراكز الاختصاص داخل المستشفيات. وقد أجريت مثل هذه العمليات منذ أكثر من 40 سنة، غير ان السنوات الپ15 الأخيرة شهدت تطوراً كبيراً نظراً لازدياد تفهمنا للهندسة الحيوية لوظائف تلك المفاصل، والتطور الهائل في علم المعادن وكيفية اختيار سبائك معينة تستوفي شروطاً تتناسب وأقل نسبة من الاحتكاك، من دون أن يسبب ذلك أخطاراً جانبية. مع بقائها في الجسم مدة طويلة دون ان تتعرض للرفض المناعي. كما ساعدنا التطور الجراحي على فهم أصول التعامل مع الأنسجة وأتاح لنا فرصة المحافظة على الوظائف والحضانة الحيوية التي تتمتع بها.
وعند سؤاله عن كيفية توزيع نسبة هذه العمليات وأعمار المرضى الذين يترددون على المستشفيات للقيام بها، من خلال خبرته في جراحة العظام وفن زراعة البدائل. أجاب الدكتور رجائي ان من بين كل 100 مريض يحتاجون الى مفاصل اصطناعية، هناك حوالي 45 يحتاجون الى زراعة بديل من مفصل الورك و45 آخرون يحتاجون لزراعة الكتف والكوع والكاحل والرسغ وغيره.
وبالنسبة الى أعمار المرضى الذين يترددون علينا لاجراء هذه العمليات فهم في غالبيتهم بين الپ60 و65 سنة. الا ان هذا لا يمنع اجراءها على من هم أصغر سناً. وقمت خلال العام الماضي بتغيير مفاصل لأكثر من 20 ركبة وأكثر من 40 وركاً لمرضى تتراوح أعمارهم بين 22 و50 سنة، وهم في الغالبية من مرضى الروماتويد والروماتيزم.
في ما يختص بنسبة نجاح هذه العمليات الجراحية، نوّه الدكتور جاد الرب بالتطور الحاصل فيها مشيراً الى انه كلما ازداد عمر المريض كلما ازدادت نسبة كفاءة البديل وامتدت فترة بقائه. وذلك لأن حركة العضلات لديهم تكون أقل ممن هم أصغر سناً، ما يعطي فرصة أكبر للنجاح. ولهذا فإن تغيير الورك أو الركبة لانسان في الپ60 من عمره مثلاً، قد يمدد فترة بقاء البديل ونجاحه لأكثر من 20 أو 25 سنة، وبالتالي كلما صغر عمر المريض وازدادت حركته ونشاطه الجسدي، كلما انخفضت كفاءة البديل. فاذا احتاج مريض عمره 40 سنة الى تبديل ورك أو ركبة أو أي مفصل آخر، فإننا نتوقع له ما بين 15 و20 سنة من استمرار صلاحية البديل وكفاءة عمله. أما بعد انقضاء تلك الفترة وتعرض البديل للتداعي فإننا نزيل المفصل القديم ونستبدله بآخر جديد تستمر كفاءته كالسابق مع وجود فائدة اضافية ناتجة عن ازدياد عمر المريض. الا وهي ازدياد كفاءة عمل البديل الجديد تبعاً لقلة حركة المريض وانخفاض نشاطه الجسدي.
وبسؤاله عن أكثر الحالات المتفشية بين المرضى العرب الذين يزورونه أو يحوّلون اليه بصفته الاستشارية. أجاب الدكتور رجائي بأن أكثر الحالات التي يواجهها هي حالات روماتيزم الركبة ومشاكل الورك التي يعود السبب الأكبر فيها الى ازدياد وزن المريض وبلوغه قدراً من السمنة يؤثر على قدرة الركبة أو الورك على تحمل العبء الزائد الذي لا يتناسب مع حجم وعمر الانسان. بمعنى ان ازدياد الوزن يقلص من العمر الطبيعي للمفصل بحيث يعجز عن تأدية الوظائف المنوطة به بسبب الحمل الاضافي المفروض عليه. ومن المؤسف ان غالبية أولئك المرضى لا يقومون بممارسة التمارين الرياضية أو النشاطات الجسدية الكفيلة بالمحافظة على رشاقتهم وسلامة عظامهم. وهذه مسألة في غاية الأهمية بالنسبة الى أجيالنا العربية. وبصفة عامة فإن 80 في المئة من الحالات الروماتيزمية التي لا يمكن تبرير أسبابها تعود في جزء منها الى زيادة الوزن.
أما الحالات التي تتطلب تغيير أحد المفاصل اجمالاً فيمكن تقسيمها كالآتي: 80 في المئة منها يعود الى تآكل في عظام المفصل من دون أسباب واضحة غير السمنة والنشاط الجسدي، وهي التي تأتي عادة في سن مبكرة. و20 في المئة منها تتراوح أسبابه بين تآكل في مفصل الورك نتيجة تشوه خلقي في عظمة الفخذ العليا، وأمراض النقرس والروماتويد والكسور الناجمة عن حوادث معينة، أو تآكل المفصل نتيجة لالتهابات وأخماج جرثومية، وتأتي هذه المشاكل غالباً في سن متقدمة.
وتشمل عمليات زرع مفاصل للورك أو الركبة، استئصال الجزء المتآكل واستبداله بمثيل مصنوع من البلاستيك أو المعدن الشديد الصلابة، مثل التيتانيوم وغيره. وتختلف أنواع هذه البدائل ومواصفاتها حسب نوعية المفصل المراد استبداله. اذ ان هناك أكثر من 150 نوعاً من مفصل الورك و150 نوعاً من مفصل الركبة. ولكن الغالبية المستخدمة في دول الغرب لا تزيد على 10 أنواع أثبتت جدارتها وكفاءتها مع مرور السنين عند عديد من المرضى. ففي المملكة المتحدة بلغ عدد عمليات تغيير مفصل الركبة حوالي 35 الفاً عام 1993 فقط وهذا العدد مستمر في الازدياد سنوياً. كما بلغ عدد عمليات تغيير مفصل الورك في ذات العام حوالي 44 الفاً. وفي الولايات المتحدة الأميركية بلغ عدد عمليات تغيير مفصل الركبة حوالي 200 الف عام 1993 أيضاً. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على رواج هذه العمليات الذي يعود بالتأكيد الى نجاحها والثقة التي حازتها. ولا يحتاج المريض الذي تجرى له مثل هذه العمليات الى أكثر من 15 يوم نقاهة داخل المستشفى مع تمكنه من السير على قدميه خلال 24 ساعة من اجراء العملية. أما صعود السلالم والنزول منها فيمكنه القيام به بعد 10 أيام من العملية. كما يمكنه قيادة السيارة بعد 6 أسابيع فقط.
وعن النصائح التي يمكن ان يوجهها الى القراء في ما يخص المحافظة على صحة وسلامة العظام والمفاصل، قال الدكتور رجائي جادالرب: "أتمنى ان يشجع الأهالي أطفالهم على تناول الغذاء الصحيح، وأن يحرصوا على ممارسة الرياضة حتى يتلاءم الوزن مع مرحلة العمر ويتجنبوا مخاطر السمنة. ومن الطبيعي ان يساعد ذلك الأصحاء على متابعة حياتهم بما منحهم الله إياه من مفاصل وعظام من دون الحاجة الى بدائل أو عمليات جراحية…
"أما بالنسبة الى المرضى الذين يعانون من آلام في المفاصل أو أولئك الذين يستخدمون أدوية مسكنة بشكل مزمن. فأنني أنصحهم باستشارة أطباء مختصين بجراحة العظام في مرحلة مبكرة، لأن الأكثرية تلجأ الى الاخصائي في مرحلة متأخرة يكون التآكل تأصل فيها لدرجة تجعل الجراحة ونتائجها أصعب مما لو كانت أجريت لهم في مرحلة مبكرة".
تجدر الاشارة الى ان أخصائيي جراحة العظام السويديين نجحوا في ابتكار طريقة رائدة في زراعة خلايا المفاصل البشرية الحية بعد استئصالها من جسم المريض ذاته أو من احد المتبرعين. وتعتمد هذه الطريقة العلاجية على سحب خلايا غضروفية حية في بداية نموها من مفاصل سليمة ومن ثم حقنها في غضاريف المفاصل التالفة أو المتآكلة، بحيث تساهم في علاجها عوضاً عن الاضطرار لاستبدال كامل المفصل المريض ببديل اصطناعي من معدن التيتانيوم المضاد للصدأ أو من مواد بلاستيكية متينة شبيهة بالعظام. وتشير النتائج الى نجاح الأسلوب الجديد في تحسين بنية الغضاريف وتنشيط آلية عمل المفاصل وإزالة الأعراض المرضية التي يشكو منها المصاب.
وكان جراحو العظام السويديون حققوا انجازاً آخر في استبدال المفاصل العظمية التالفة لساق فتى سويدي في السادسة عشرة من عمره، كانت أصيبت بالسرطان، بمفاصل بشرية اسئصلت من ساق رجل بلجيكي لاقى حتفه في حادث سير. وتميزت تلك العملية الجراحية في كونها الأولى من نوعها التي يعالج فيها فتى يافع ما زالت عظامه قابلة للنمو.
بيع أعضاء بشرية لأغراض البحث العلمي
وفي بريطانيا يتفاوض حالياً القائمون على المعهد الأميركي الدولي للتقدم الطبي مع جامعة لستر البريطانية، لاستئجار موقع في كلية الطب التابعة لها لاقامة سوق سوبرماركت تباع فيها اجزاء وأعضاء من الجسم كالعضلات والجلد والأدمغة والقلوب والأكباد والكلى وغيرها، لمن يرغب من أطباء وعلماء لاستخدامها في أبحاثهم الهادفة الى تطوير وتحسين طرق العلاج ونوعية الأدوية.
أما طريقة تزويد السوبرماركت بالأعضاء والأجهزة البشرية فأنها ستتم عبر المستشفيات اثر تبرع المرضى المتوفين بها أو بعد موافقة أهاليهم، شرط عدم جني أي أرباح جراء هذه الممارسة. وسوف تستخدم الأموال التي دفعها الأطباء والعلماء وشركات الأدوية في تغطية نفقات استئصال تلك الأعضاء والمحافظة عليها وعلى سلامة نقلها.
السجل الذهبي لمصطفى ابو لسان
منح المعهد الأميركي للسير الذاتية الزميل الدكتور مصطفى ابو لسان شهادة "السجل الذهبي للانجازات" في مجالي الطب والعلوم، تقديراً لمساهماته المميزة من خلال خبرته المهنية في البيولوجيا البشرية والكيمياء الحيوية الأكلينيكية وعلوم المختبرات الطبية. اضافة الى ابحاثه وكتاباته وضلوعه في التعليم والتدريب.
وكان الدكتور مصطفى ابو لسان شغل منصب الأمين العام للاتحاد العربي للكيمياء الحيوية الاكلينيكية، ونائب رئيس الاتحاد العربي للبيولوجيا السريرية. وهو العالم العربي الوحيد الحائز جائزة الزمالة الدولية من الجمعية الاميركية للكيمياء الاكلينيكية السريرية. كما شغل منصب مستشار في شؤون المختبرات الطبية في وزارة الصحة الكويتية ومدير لمختبرات منطقة العاصمة الصحية، ورئيس قسم المختبرات الطبية في المستشفى الأميري التعليمي واستشاري الكيمياء الحيوية الاكلينيكية، خلال عمله في دولة الكويت ما بين 1982 و1990.
وشغل ابو لسان منصب استاذ مشارك واستشاري كيمياء حيوية ومدير لمختبر الطوارئ في مستشفى سانت لوقا الحكومي خلال عمله في وزارة الصحة المالطية ما بين 1979 و1982.
ويحمل ابو لسان زمالات المجمع الملكي للطب، والمجمع الملكي للصحة، والمجمع الملكي للمجهر، ومعهد علوم المختبرات الطبية في بريطانيا، وجمعية العلماء الاكلينيكيين، والاكاديمية الوطنية للكيمياء الحيوية الاكلينيكية والبورد الاميركي في علوم المختبرات الطبية في الولايات المتحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.