معجزة رياضية حققها فريق من الفلاحين البسطاء الذين ما زالوا بعيدين عن أضواء المدينة، فريق من لاعبي الهوكي حملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن اللقب الافريقي للمرة الثامنة وهو رقم قياسي لم يحققه اي منتخب او ناد في الدنيا كلها. والغريب ان فريق نادي الشرقية المصري للهوكي ما زال مغموراً رغم كل هذه الانجازات الاسطورية لأنه بعيد عن العاصمة بحوالى 120 كليومتراً، ولأنه يمارس لعبة غير كرة القدم، والأهم من هذا وذاك انه ليس الأهلي او الزمالك، وانما مجرد نادٍ صغير، لا يملك حتى ملعباً لممارسة اللعبة التي تألق فيها اللاعبون، وفاز فيها ببطولة افريقيا للمرة الثامنة. قصة المعجزات وقصة فريق الشرقية المصري للهوكي يمكن ان تكون عبرة لكل الشباب، قصة تؤكد انه ليس هناك مستحيل طالما ان هناك ارادة وعزيمة. وخلال مشوار الزعامة الافريقية الذي أكده أبناء الشرقية البسطاء تغير الفريق وتبدل لاعبون وحل لاعبون آخرون، وتغير اداريون وجاء اداريون جدد ولكن بقي محيي الدين زغلول المدير الفني للفريق الذي برع في صنع الأبطال الى ان أصبح مفروضاً على المنتخب الوطني كمدرب أيضاً. "الوسط" التقت مدرب العمالقة وبعض لاعبيه الذين حفروا اسم بلدتهم الصغيرة في السجل الذهبي للعبة الهوكي في افريقيا. كابتن محيي الدين زغلول كيف كان مشوار البطولة؟ - كانت البداية مع بطل نيجيريا وانتهى اللقاء بالتعادل 2/2 ثم لعبنا مع اتحاد الشرطة المصري وانتهت ايضاً بالتعادل دون اهداف وتحقق الفوز الأول على بنك "باركليز" الكيني 2/صفر ثم تحقق الفوز على فريق غانا، "تارستيز" منظم البطولة 1/صفر وعلى "اكس تشكرز" 2/صفر. متى شعرت ان الاحتفاظ باللقب مهدد بالضياع؟ - مرتين الأولى بعد التعادل الثاني مع الشرطة المصري، وفي مباراة "تارستيز" منظم البطولة لأن كل الظروف كانت معه وكل الظروف كانت ضدنا. وماذا عن المباراة الأخيرة؟ - تعودنا على البطولات واسم الشرقية في افريقيا للأسف الشديد أكبر بكثير منه في مصر لهذا لم يكن صعباً علينا ان نحقق الفوز على الفريق الغاني الثاني رغم التشجيع الشديد له، لأسباب عدة اهمها خوف المنافس ورهبته من اسم الشرقية. هل توقعت ان تحقق الفوز بالبطولة للمرة الثامنة؟ - كنت خائفاً ومتوتراً اضف الى هذا ان الفرق الأخرى لم يعد يعجبها ان يظل فريق الشرقية هو المسيطر، او هو المهيمن على اللعبة. ان الاتحاد الأفريقي ايضاً لا يتمنى ذلك لأن سيطرة فريق على بطولة ثماني سنوات متتالية يعني انه وحده الموجود في الساحة. تقدير الفوز هل قوبل انجازكم بالتقدير الكافي؟ - نحن نعرف حدودنا وندرك قدر انفسنا ولم نتوقع شيئاً لم يحدث. وما الذي كنتم تتوقعونه؟ كلنا توقعنا ان نجد "الشراقوة" نسبة الى الشرقية في انتظارنا بالاعلام والزغاريد وهذا ما حدث. زوجاتنا وأولادنا واشقاؤنا استقبلونا بكل الحب كما كان محافظ الاقليم في الاستقبال. وما هو طموحك؟ - طموحي يتمثل في شيء واحد، نادينا به منذ أكثر من خمس سنوات ووعدونا بانجازه وهو الملعب، ولكن هذا لم يحدث. هل هذا معقول. فريق يحقق كل هذه الانجازات وهو من دون ملعب؟ - هذه هي الحقيقة. وبالطبع اذا توفر الملعب سنحقق مكاسب عدة، أهمها اعداد لاعبين ممتازين ينضمون الى المنتخب الوطني. ولماذا لم يصل صوتكم الى المسؤولين؟ - لا أدري… طلبنا من المحافظة، ووعدنا المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ومنذ خمس سنوات لم يتحقق شيء، والغريب انه بعد كل مرة يعود فيها الفريق حاملاً معه كأس البطولة تكثر التصريحات من المسؤولين بل ويتبارى الجميع في التعبير عن البهجة واعلان تقديم الخدمات والتبرعات، ولكن للأسف الشديد لم يحدث شيء. وما الحل في نظرك؟ - لا بد ان يصل صوتنا الى الرئيس محمد حسني مبارك. لقد منحنا الأوسمة بعد البطولة السادسة، وأتمنى ان تتاح الفرصة لنلتقي معه قريباً ولنطلب منه ان ينقذنا من المحنة التي نعيشها كفريق. كيف نجحت في تجديد دماء الفريق خلال الأعوام الثمانية؟ - المهم ان يحب المرء الدور الذي يعلبه، وأنا مغرم برياضة الهوكي الى أقصى درجة، ولا استطيع ان أفارق فريق الشرقية او مدينة الزقازيق - معقل الفريق - بصفة خاصة، وفي سبيل هذا الحب رفضت عروضاً مغرية جداً، وسأظل ارفض لأن هدفي وطموحي ان اجعل من محافظة الشرقية معملاً لتفريخ اللاعبين، الحمد لله أصبح اسم الشرقية يتردد على كل لسان لدرجة ان هذه المحافظة بفضل فريق الهوكي اصبحت اشهر اسم لمحافظة في مصر على الاطلاق، وهذا يعكس ما للرياضة من أهمية قصوى في التعبير عن مدى التطور الذي تشهده بلدة او مدينة او محافظة. أحاول كل يوم ان احبب أبناء الشرقية في رياضة الهوكي ويستطيع المتابع ان يلمس كيف أصبحت الهوكي رياضة عائلية في مدينة الزقازيق، الاخوان يلعبون والآباء يتابعون، ومع كل يوم يمر يكبر الأبناء في الأسرة الواحدة، وينشأون على حب الهوكي تماماً، كما هو الحال مع الاسكواش في بلد مثل باكستان. وكانت للأبطال البسطاء كلمات بسيطة ايضاً تعبر عن فرحتهم الغامرة. - مجدي عبدالله: كابتن الفريق وهو الوحيد الذي بقي من الفريق الذي فاز بأول بطولة قال: اشعر بالفخر والاعتزاز لأنني قدمت لبلدي ثماني بطولات وثماني كؤوس. - هيثم عبدالعال: الحمد لله… الفوز جميل بعد بطولة صعبة. - ابراهيم توفيق: المباراة الأخيرة مع فريق تشكرز احلى المباريات، انها لقاء التتويج. - عمرو عثمان: المكسب ليس مصرياً فقط ولكنه عربي ايضاً. - محمد ابو اليزيد: أتمنى ان نلقى ربع الاهتمام بكرة القدم. - نبيل فوزي: مبروك لابناء محافظتي الفلاحين، أهل الخير. - عمرو محمدي: الحب… هو سبب هذا التفوق. - ايمن جاويش: بروح العائلة وجهد الكابتن زغلول حققنا النصر الكبير. - اسامة حسنين: لعبنا بروح قتالية ليست غريبة عنا فحققنا الفوز. - وليد فاروق: الآن من حقنا ان نفرح. - احمد عباس: لو حصلنا على بعض الاهتمام لما تحلمنا كل هذا الضغط العصبي. - عمرو عبدالفتاح: نحن فريق بطولات وهذه مسؤولية. - احمد مرسي: اتمنى ان احتفل بالبطولة العاشرة. - احمد طلعت: ليت الفوز يدفع المسؤولين الى اتخاذ اجراءات الملعب الجديد. - محمد محمود: لا نفكر في مكافآت… فقط نفكر في الملعب.