بدا واضحاً للمراقبين مدى عمق العلاقة التي تربط الفريق الأول المتقاعد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مع العديد من القيادات العسكرية العليا في الصين، سواء من خلال مظاهر الاستقبالات الحافلة التي أعدت له أثناء زيارته الأخيرة لبكين، تلبية لدعوة رسمية من هيئة الأركان الصينية، لالقاء محاضرات عن حرب تحرير الكويت والدروس المستفادة منها والرؤية المستقبلية للواقع الأمني للمنطقة، ام من حيث تعدد الاجتماعات مع كبار القادة، بدءاً من رئيس هيئة الأركان ونائبه، وانتهاء برئيس الدولة مروراً بوزير الدفاع، فضلاً عن قيادات تتولى "مواقع حساسة" في البنية القيادية الصينية. واكتفى الأمير خالد في تصريحاته التي أدلى بها عن نتائج بعض اجتماعاته بالاشارة الى أنها تناولت "تعزيز التعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين"، لافتاً الى "حرص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على تنامي وتوسيع دائرة علاقات المملكة مع جميع دول العالم بما يحقق مصلحة الشعب السعودي، ويخدم الأمتين العربية والاسلامية". وأكد أن هدف زيارته كان القاء محاضرات وعقد حلقات بحث عن نتائج حرب تحرير الكويت، التي تولى خلالها قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات. وتزامنت زيارة الأمير خالد مع زيارة قام بها للعاصمة الصينية ولمدة يومين وزير الدفاع الكويتي الشيخ احمد الحمود الصباح، وقبلهما بأقل من شهر وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ما يدل الى أهمية الموقع الذي تحظى به منطقة الخليج لدى قادة بكين. وفي المقابل فإن الأمير خالد الذي لعب دوراً أساسياً منذ منتصف الثمانينات في ارساء قواعد اقامة علاقات ديبلوماسية وعسكرية بين بلاده والصين يرى ان الأخيرة باعتبارها "قوة عظمى منتظرة خلال القرن المقبل تمتلك عناصر القوة الشاملة للقوى العظمى من حيث التسليح الحديث والنفوذ السياسي اضافة الى كثافة سكانية متميزة 1.2 مليار نسمة وقوة اقتصادية متنامية".