في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، التقت "الوسط" الرئيس الاريتري أسياس أفورقي وحادثته في مستجدات العلاقات الاريترية - السودانية والوضع في القرن الافريقي والتعاون مع اسرائيل. ما هي أدلتكم على دعم السودان لتنظيم "الجهاد الاريتري" وعلى خطط الحكومة السودانية لزعزعة استقراركم كما تقولون؟ - أثبتنا ذلك، وبالتفاصيل، في الوثائق التي قدمناها في اجتماعات اللجنة الأمنية المشتركة وحددنا فيها اعداد من دربتهم حكومة الجبهة الاسلامية في الخرطوم وأنواع التدريب الذي تلقوه، وأثبتنا انهم اريتريون وليسوا سودانيين كما زعموا، ولدينا معلومات عن معسكرات التدريب هذه التي يقال انها معسكرات للدفاع الشعبي تم فيها تدريب عناصر من خارج المنطقة معارضة لحكوماتها لا نريد ان نفصح هنا عنها. هل صحيح انكم طردتم أخيراً نحو 500 سوداني من اريتريا، ولماذا؟ - لم نقم بأي اجراء كهذا. اتهمكم السودان بدعم المعارضين للحكومة وانكم اجتمعتم بهم قبل فترة في أسمرا ووعدتم بمنحهم الدعم، بما في ذلك اذاعة موجهة؟ - هذا ليس صحيحاً ونحن لم نجارِ الخرطوم في تصرفاتها معنا. قال مسؤولون سودانيون ان سبب خلافاتكم معهم هو خوفكم من العبء الاقتصادي الذي قد ينتج من عودة نصف مليون لاجئ اريتري ما سيؤدي الى اختلال ميزان القوى في حال انضمامهم للمعارضة. وان معارضيكم مدربون أصلاً ولا يحتاجون لتدريب؟ - ما يسمى حركة "الجهاد الاسلامي الاريتري" هي حركة عميلة انشأتها الجبهة القومية الاسلامية في السودان في عام 1989، اي قبل عامين من تحرير اريتريا ولم تشارك عناصرها في المجهود العسكري، فأين تلقوا التدريب على السلاح وهم في الأصل مجموعة تهدف الى خدمة مصالح خارجية معارضة للمصالح الوطنية. أما القول بأن اللاجئين الاريتريين يمكن أن يصبحوا أداة لقوى خارجية وضد بلادهم فحديث كاذب، وفيه مفارقات، لأنهم ساهموا في الاستفتاء على استقلال اريتريا وأيدوا قيام الحكومة الانتقالية والحالية، ومصالحهم مرتبطة ببلادهم وهم ليسوا عبئاً اقتصادياً بل سيساهمون في النشاط الاقتصادي، وعندنا مشروع لتنظيم عودتهم على مراحل، خلال أربعة أعوام قدم له المجتمع الدولي دعماً يقدر بحوالى 260 مليون دولار وحالياً عاد منهم نحو 100 ألف الى البلاد. هل تلقيتم تأكيدات بمساعدات أميركية لبلادكم في ظل قرار الولاياتالمتحدة خفض المساعدات لافريقيا؟ - نحن لا نعتمد على المساعدات الأميركية أو غيرها بل نؤمن بأن الدول، خصوصاً في افريقيا، يجب ان تركز على تطوير مواردها المحلية ومؤسساتها السياسية والاقتصادية وتستفيد من المناخ الدولي، وقد أكدت ذلك للادارة الأميركية في زيارتي السابقة والحالية، ونحن نعتمد على مواردنا الذاتية مهما كانت ونجحنا في تجاوز الصعوبات الداخلية. انضممتم الى منظمة الوحدة الافريقية، ولكن لم تنضموا الى الجامعة العربية بعد، لماذا؟ - نحن جزء من القارة الافريقية وبمجرد استقلالنا انضممنا الى منظمة الوحدة الافريقية وهذا موقف طبيعي على رغم كونها منظمة غير فعالة، وهذا واقع لا يمكن انكاره. اما الجامعة العربية فهي قضية سياسية ومحاولة من بعض الدول لايجاد منظمة اقليمية لا وجود فعلياً لها، وربما وضعها اسوأ من منظمة الوحدة الافريقية. وعموماً نحن لا ننضم الى المنظمات بحثاً عن الهوية. القرن الافريقي ما زال في مرحلة عدم استقرار خصوصاً الصومال، فما هي رؤيتكم لسبل تحقيق الاستقرار والتنمية فيه؟ - الوضع في الصومال أفضل الآن بعد تدخل الأممالمتحدة ورغم ان خروج قواتها منه قد يحدث فراغاً إلا أن الصوماليين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم. ونحن نسعى لتحقيق مشروع تكاملي للقرن الافريقي لتأمين الاستقرار والتعاون الاقتصادي، وهو في رأيي له الأولوية على أية خلافات. اتجاهكم لتكثيف التعاون مع اسرائيل يلقى معارضة لدى بعض الأطراف العربية. - هذا الموضوع لم يعد مثيراً، فالفلسطينيون أنفسهم، والأردن وقبلهم مصر، أقاموا علاقات مع اسرائيل ولحقهم المغرب وتونس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي زار عمان، هذا هو المعلن أما ما خفي فالله أعلم به! تحدثتم عقب الاستقلال عن انشاء نظام متعدد الأحزاب السياسية فهل تحقق هذا ام ان "الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا" لا تزال تحكم؟ - هناك مشروع انتقالي بدأ في العام 1993 ويستمر حتى 1997 لاقامة حكم ديموقراطي تعددي، وانشئت مفوضية للدستور بمشاركة خبراء من الداخل والخارج والمواطنين لصياغة مسودة للدستور، وقبلها عقدنا مؤتمراً دولياً لصياغة دستور اريتريا الذي ستصادق عليه هيئة منتخبة من الشعب الاريتري.