استطاع السيد ليونيل جوسبان مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية ان يُحدث خلال وقت قصير تعديلاً كبيراً في ميزان القوى الانتخابي وأن يُحوّل مسار الحملة الانتخابية من الاتجاه اليميني - اليميني الى الاتجاه اليساري - اليميني. فقبل ترشيح جوسبان كان يطغى على الحملة الانتخابية التنافس بين المرشحين اليمينيين الديغوليين ادوار بالادور رئيس الوزراء وجاك شيراك عمدة باريس، وكان الجميع يظن ان المعادلة اليمينية - اليمينية ستظل طاغية حتى في حال تمكن اليسار الاشتراكي من الاتفاق على مرشح واحد، لكن مع ترشيح جوسبان تبين ان الامور ليست كما اعتقدت مؤسسات استطلاع الرأي والمحللين السياسيين. ويبدو من خلال استطلاعات الرأي الأخيرة ان جوسبان قد يأتي في طليعة المرشحين المؤهلين لاجتياز الدور الأول من الانتخابات وهو موقع كان ادوار بالادور يحتله منذ شهر أيلول سبتمبر الماضي من دون منازع. وإذا كانت استطلاعات اخرى ما زالت تضع رئيس الحكومة في الطليعة فان اياً من الاستطلاعات التي تمت اخيراً لم يستبعد جوسبان من اجتياز الدور الأول ما يعني ان الاشتراكي عاد ليحتل موقعاً اساسياً في المعادلة الانتخابية. المراقبون المحليون يؤكدون ان مفاجأة جوسبان لن تكون الاخيرة وأن الانتخابات الرئاسية الفرنسية كفيلة في الظروف الراهنة بالافصاح عن مفاجآت اخرى وبالتالي فان آفاقها ما زالت مفتوحة على كل الاتجاهات وليس على الاتجاه "البلادوري" وحده كما ظن الجميع طوال الشهور الماضية.