الانتخابات الرئاسية والاشتراعية التي جرت أخيراً في مالاوي على قاعدة التعددية للمرة الأولى في تاريخ البلاد منذ استقلالها قبل ثلاثة عقود أدت الى نهاية العهد القديم الذي اتسم بسيادة سلطة بوليسية برئاسة كاموزمو باندا الذي عين نفسه رئيساً مدى الحياة قبل أن يضطر لاعتماد نظام التعددية السياسية بعد ازدياد ضغوطات الدول الصناعية المانحة وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة. ومع أن أكثر من مراقب دولي من المشرفين على الانتخابات في مالاوي كشف عن حدوث تلاعب بأصوات الناخبين في أكثر من مركز إلا ان ذلك لم يمنع زعيم "الجبهة الديموقراطية المتحدة" باكيلي مولوزي من الفوز على مرشح "حزب مؤتمر مالاوي" أي الرئيس السابق كاموزو باندا البالغ من العمر 90 سنة. وإذا كان المالاويون لا يأسفون على هزيمة الرئيس السابق، إلا أنهم يتخوفون من انزلاق بلدهم في متاهة ليبيريا والصومال ورواندا، وذلك لاعتبارات عدة أفرزتها اللعبة الديموقراطية وهي عودة الحياة الى الحسابات الاثنية والقبلية القديمة. ولاحظ معظم المراقبين لطريقة الانتخابات ان الناخبين لم يعروا اهتماماً لطروحات الأحزاب السياسية، ولبرامجها الاقتصادية، بقدر ما جاء التصويت بناء على انتماءات المرشحين القبلية. فالرئيس المنتخب حديثاً أي باكيلي مولوزي نال كل أصوات القبائل الجنوبية التي ينتمي اليها، ولم يحظ بحصة تستحق الاشارة من أصوات الناخبين في وسط البلاد وشمالها. ولعل هذا الأمر هو ما يدفع الى التخوف من أن يكون تخلص البلاد من الديكتاتورية مقدمة لغرقها في حروب قبلية.