في هذا العدد تلقي "الوسط" أضواء على المجموعة الرابعة التي تضم الارجنتين حاملة اللقب مرتين وبلغاريا التي أقصت فرنسا في اللحظات الأخيرة واليونان ونيجيريا اللتين تشاركان للمرة الأولى. الارجنتين للارجنتين سجل كروي حافل بالأمجاد سواء على صعيد كأس العالم أو على صعيد القارة الأميركية فقد شاركت في نهائيات المونديال 10 مرات 1930 و1934 و1958 و1962 و1966 و1974 و1978 و1982 و1986 و1990 ولعبت 48 مباراة فازت في أربع وعشرين منها وتعادلت في تسع وخسرت خمس عشرة مباراة وتجدر الاشارة الى ان الارجنتين سجلت 82 هدفاً ودخل مرماها تسعة وخمسون، وقد أحرزت كأس العالم مرتين 1978 و1986 وحلت ثانية في العام 1930 كما حلت ثانية في مونديال 1990. إلا ان الكرة الارجنتينية تمر حالياً في أزمة ومن أعراضها ان المنتخب الذي يتولى تدريبه ألفيو بازيلي تأهل للنهائيات بشق النفس وقد مني بهزيمة قاسية على أرضه صفر/5 أمام كولومبيا. واضطر ان يلعب مباراة فاصلة مع المنتخب الاسترالي قبل ان يحجز بطاقته الى الولاياتالمتحدة. ويضم المنتخب مجموعة من اللاعبين الدوليين اجتذبتهم الأندية الأوروبية نذكر منهم على سبيل المثال أبيل ادواردو بالبو وكلوديو كانيجيا لاعبي روما الايطالي وغابرييل باتيستوتا لاعب نيورنتينا الايطالي ودييغو سيمبوني لاعب اشبيلية الاسباني وليو ناردو رود ريغيز لاعب بوروشيا الالماني وفيرناندو ريدوندو ودييغو لاتوري لاعبي تينيريف الاسباني وخوسيه انطونيو تشامون لاعب فوجيا الايطالي. وقد انضم مؤخراً الى صفوف المنتخب اللاعب الفذ دييغو مارادونا الذي هزم ألمانيا في نهائي مونديال 1986 وأطاح آمال البرازيل في مونديال 1990. لكن سفير الارجنتين سابقاً وسفير الكوكايين لاحقاً سيعجز على الأرجح عن ترجمة الآمال الكبيرة التي تعقدها بلاده عليه ميدانياً لأنه رغم موهبته الكروية الخارقة ورغم ما يتركه مجرد نزوله الى أرض الملعب من رهبة في نفوس المنافسين، لم يستعد لياقته البدنية بعد، ولن يكون بوسعه ان يجترح المعجزات، وما ينطبق على مارادونا ينطبق الى حد ما على مواطنه كانيجيا الذي انضم بدوره الى صفوف المنتخب بعدما أنهى عقوبة وقفه لتعاطيه المخدرات. تتطلع الارجنتين الى احراز كأس العالم للمرة الثالثة لتعادل رقم البرازيل وايطاليا وألمانيا وهذا من حقها، لكن الدلائل تشير الى ان امكانات المنتخب دون طموحاته والمباريات التي لعبها استعداداً للنهائيات لم تترك انطباعاً جيداً فقد فازت على المغرب 3/1 وخسرت أمام البرازيل صفر/2 وتعادلت مع تشيلي 3/3 ومع ذلك فان الارجنتين تراهن في المونديال على سمعتها الكروية وعلى حصانها "المرهق" دييغو مارادونا. بلغاريا شاركت بلغاريا في نهائيات كأس العالم خمس مرات 1962 و1966 و1970 و1974 و1986 ولعبت 15 مباراة فخسرت عشراً وتعادلت في ست مباريات ولم تذق طعم الفوز مرة واحدة. وقد سجلت بلغاريا أحد عشر هدفاً ودخل مرماها خمسة وثلاثون. ومن المفارقات الغريبة في تصفيات المجموعة الأوروبية السادسة التي ضمت كلاً من بلغارياوفرنسا والنمسا والسويد وفنلندا واسرائيل ان التاريخ اعاد نفسه بعد 32 عاماً وتمت تصفية فرنسا على يد بلغاريا للمرة الثانية. فعلى ملعب البارك دي برنس في باريس خاضت فرنسا مباراتها الأخيرة في التصفيات في السابع عشر من تشرين الثاني نوفمبر وكان يكفيها التعادل لتحجز بطاقتها الى الولاياتالمتحدة. وقبل نهاية المباراة بعشر ثوان كانت النتيجة 1/1 لكلا الفريقين لكن كوستادينوف خطف هدف الفوز لبلغاريا بصاروخ فجّره في سقف الشبكة فنكست فرنسا أعلامها حداداً... وهكذا اقتحم البلغار طائرة المونديال قبل اقلاعها بلحظات فطردوا الفرنسيين واحتلوا مقاعدهم. وقد سبق لبلغاريا في تصفيات المجموعة الأوروبية الثانية لكأس العالم 1962 ان هزمت فرنسا في مباراة فاصلة اقيمت بينهما في 12 تشرين الثاني نوفمبر في ميلانو 1/صفر وحرمتها من المشاركة في مونديال 1962 في تشيلي. يتولى ديميتار بينيف تدريب المنتخب البلغاري الذي تأهل بمعجزة لنهائيات كأس العالم وسيحاول المنتخب ان يمحو الصورة التي علقت في الاذهان عن مشاركاته السابقة في المونديال خصوصاً انه يضم نخبة من المهاجمين أثبتت جدارتها وفاعليتها في اسبانيا والبرتغال حيث يلعب هريستو ستويشكوف لبرشلونة ولوبوسلاف بينيف لفالنسيا واحيل كوستادينوف لفريق بورتو وايفايلو بوردانوف لسبورتنغ ليشبونة... والواقع ان هؤلاء اللاعبين الأربعة يشكلون قوة هجومية يمكنها ان تقلق المنتخبات المنافسة وهم الورقة التي تعوّل عليها بلغاريا لتخطي الدور الأول علماً ان المهمة ليست يسيرة في مواجهة منتخبات الارجنتينونيجيريا واليونان. كما ان الصراع بين هذه الأخيرة وبلغاريا سيكون محتدماً على زعامة الكرة في البلقان بعد غياب يوغوسلافيا القسري بسبب حرب البوسنة. اليونان كانت مهمة اليونان في تصفيات المجموعة الأوروبية الخامسة لنهائيات كأس العالم دقيقة وصعبة لكنها اجتازت الامتحان بتفوق وتصدرت مجموعتها التي ضمت روسيا وهنغاريا وايسلندا واللوكسمبورغ ويوغوسلافيا حرمتها عقوبات الأممالمتحدة من اللعب بسبب حرب البوسنة وتأهلت للمرة الأولى مع روسيا للنهائيات بعدما لعبت 8 مباريات فازت في ست منها وتعادلت في اثنتين ولم تخسر أي مباراة وقد سجلت في التصفيات عشرة أهداف ودخل مرماها هدفان. وهذه النتيجة المشرفة في التصفيات سلطت الاضواء على المنتخب اليوناني وجعلته محط الانظار لكن نتائجه في المباريات التي لعبها لاحقاً استعداداً للمونديال جاءت متفاوتة الى حد بعيد وبدا المنتخب اشبه بطائرة تحلق على مستوى عال من الأداء وفجأة تواجه جيوباً هوائية فيهبط اداؤها بشكل حاد والدليل على ذلك ان اليونان هزمت السعودية 5/1 وهزمت امام الكاميرون صفر/3 وتعادلت مع بوليفيا صفر/صفر ومنيت بهزيمة نكراء امام منتخب انكلترا الذدي دك شباكها بخمسة أهداف نظيفة. يتولى ألكابتاس باناغولياس 59 عاماً تدريب المنتخب وهو أشهر مدرب انتجته اليونان وقد سبق له ان درب المنتخب الأميركي العام 1983 والمنتخب الاولمبي اليوناني 1984 كما درب فريق اولمبياكوس وقاده الى احراز بطولة الدوري 1982 و1987 وهو يعتمد في تشكيلة المنتخب على مجموعة من المخضرمين الناشئين يلعبون جميعاً لأندية محلية وفي ذلك مصدر قوة وضعف على حدّ سواء. وأشهر نجوم المنتخب ديمتريس سارافاكوس 33 عاماً ويانيس كالتيزاكيس 28 عاماً لاعبا باناتينايكوس ونيكولاوس ماكلاس 21 عاماً لاعب كريت… لقد تحقق الحلم فتأهل المنتخب اليوناني لنهائيات المونديال بعد انتظار دام 68 سنة في الولاياتالمتحدة لن يشعر لاعبو المنتخب بالغربة لان ابناء الجالية اليونانية وهم كثر سيشجعون فريقهم ويشدون أزره والمهم الا يتحول الحلم اليوناني الى كابوس. نيجيريا نيجيريا هي البلد الافريقي الوحيد الذي حقق ثنائية التأهل لنهائيات المونديال ونهائيات كأس الأمم الافريقية حيث لها سجل حافل بالأمجاد فقد أحرزت هذه الكأس مرتين العام 1980 والعام 1994 وحلت وصيفة ثلاث مرات 1984 و1988 و1990 كما جاءت ثالثة ثلاث مرات ايضاً 1976 و1978 و1992. وفي تصفيات كأس العالم لعبت نيجيريا 7 مباريات فازت في أربع منها وتعادلت في واحدة خسرت اثنتين وقد سجلت خمسة عشر هدفاً ودخل مرماها خمسة اهداف وهي المرة الأولى التي تشارك فيها في نهائيات المونديال. يتولى الهولندي كليمانز وسترهوف تدريب المنتخب النيجري وهو لا يخفي تطلعاته الى احراز كأس العالم على غرار كأس الأمم الافريقية التي اقيمت في تونس ولعلها كانت مسودة لما يمكن ان تقدمه نيجيريا في الولاياتالمتحدة. يضم المنتخب النيجيري في صفوفه مجموعة من النجوم الدوليين يلعبون لأندية اجنبية عريقة نذكر منهم على سبيل المثال رشيدي ياكيني لاعب سيتوبال البرتغالي وقد فاز في العام 1993 بلقب النجم الذهبي في افريقيا في استفتاء اجرته مجلة افريكن فوتبول وحل ثانياً بعد الغاني عبيدي بيليه في استفتاء فرانس فوتبول. واوغستين اوكوث لاعب انتراخت فرانكفورت الالماني وايفان ايكو كو لاعب نوريتش سيتي الانكليزي وجورج فينيدي لاعب اجاكس امستردام الهولندي وايمانويل امونيكي لاعب الزمالك المصري وفيكتور ايكبابا لاعب موناكو الفرنسي. ومايك اوبيكو لاعب فاينورد الهولندي. يملك المنتخب النيجيري قوة هجومية ضاربة تؤهله ان يكون الولد المشاكس في نهائيات كأس العالم وهو في مشاركته الاولى قادر على ان يكون مصدر قلق وازعاج لراحة الكبار… كما يمكنه اذا كان الخط مؤاتياً ان يلعب دور الكاميرون في البطولة السابقة… وقد يذهب الى ابعد مما وصلت اليه… صحيح اننا لا نجاري مدرب الفريق في أحلامه التي يعتبرها وقائع… ولكن أليس من حق القارة السمراء التي تخنقها كوابيس الواقع أن تحلم باقتحام نادي الكبار لتخطف الكأس؟