سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الوسط" تنفرد بنشر مذكرات غروموف آخر القادة السوفيات في افغانستان . وثيقتان سريتان للشيوعي السوفياتي : بريجنيف قال : لا يليق بنا دخول الحرب الأفغانية ! الحلقة الاولى
يتذكر الجنرال بوريس غروموف، القائد السابق للجيش الأحمر في افغانستان ونائب وزير الدفاع الروسي حالياً، في مذكراته المثيرة "القوة المحدودة" التي ستصدر قريباً في موسكو، حربه الخاسرة في افغانستان. واعطى "الوسط" حق الانفراد بنشر فصول من مذكراته. دخلت القوات السوفياتية افغانستان في كانون الأول ديسمبر 1979، وغادرتها في شباط فبراير 1989. ودام الاحتلال تسع سنوات. وكان الجنرال غروموف آخر من غادر أرض افغانستان من قوات الجيش الرقم 40. تبدأ المذكرات بوثائق سرية جداً من "الاضبارة الخاصة" للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي لم يسبق أن نشرت من قبل. وبوسعنا التكهن بطريقة حصول غروموف على هذه الوثائق السرية جداً، المحفوظة نسخة واحدة منها في "الاضبارة الخاصة"، لكن المهم ان هذه التقارير الستينوغرافية عن اجتماعات كبار رجال الدولة السوفياتية والحزب الشيوعي تتيح الفرصة لمعرفة سبل اتخاذ القرار القاضي بإدخال القوات السوفياتية الى افغانستان. إن العالم كله وصف الاتحاد السوفياتي آنذاك بالمعتدي، والجنود السوفيات بأنهم محتلون، غير ان لنائب وزير الدفاع غروموف رأياً آخر. يقول: "لم نأت الى هنا من تلقاء أنفسنا، بل بطلب من الشخصيات الرسمية الافغانية، وليس للعدوان بل للمساعدة. كنا نعرف انه عندما سيخرج جيشنا من هناك ستبدأ حرب داخلية. وهذا ما حدث". وجاء طلب إدخال القوات السوفياتية الى أفغانستان للمرة الأولى من قبل رئيس هذه الدولة نور محمد تراقي الذي أصر في حديثه مع رئيس مجلس الوزراء السوفياتي ألكسي كوسيغين على ان من الضروري حل "المشاكل التي نشأت" بواسطة السلاح السوفياتي فقط. وكان تراقي يقصد بعبارة "المشاكل التي نشأت" الثورة التي اندلعت في صفوف الجيش، وانتقال فرقة كاملة كانت في هراة الى جانب المعارضة. وبعد نقاش طويل للوضع قرر اعضاء المكتب السياسي ان القيادة الافغانية ارتكبت اخطاء جسيمة، وانها لا تتمتع بما يكفي من تأييد الشعب. وقررت القيادة الشيوعية عدم الزج بالقوات السوفياتية في افغانستان، ووافق ليونيد بريجنيف على هذا القرار. ولكن أصبح واضحاً في ما بعد، انه لم يكن ممكناً إنقاذ قيادة كابول الا بأسّنة الرماح السوفياتية. بل كان الوضع يزداد تعقيداً بسبب الصراع الذي بدأ على السلطة بين كتل حزب الشعب الديموقراطي الافغاني. وراح تراقي ضحية الانقلاب الذي قاده رئيس الوزراء حافظ أمين. وكان ذلك المصير نفسه في انتظار أمين الذي قتل في كانون الأول ديسمبر 1979 في هجوم على قصره شنته فصيلة "الفا" الخاصة التابعة لجهاز الاستخبارات "كي. جي. بي.". وادخلت القوة السوفياتية "المحدودة المؤلفة من مقاتلين أميين" الى افغانستان. ... بعد تسع سنوات قال بوريس غروموف ان الخروج من افغانستان كان أسعد مرحلة في حياته. "وقد اسعدني الحظ بانهاء الحرب والحفاظ على أرواح الناس". يوصف غروموف بأنه رجل غامض، لا يقول أبداً ما يعرف ويبقى دائماً في الظل، وفي الصفوف الثانية. أما نفوذه ومكانته بين رجال الجيش والافغان فعظيمان. وقاد في افغانستان عدداً كبيراً من الضباط، منهم وزير الدفاع الحالي بافيل غراتشوف، والنائب السابق لرئيس الدولة ألكسندر روتسكوي الذي أطلق أخيراً. ان مذكرات غروموف "القوة المحدودة" محاولة لتفسير حرب كانت أبعد حرب غير معلنة في تاريخ روسيا. ولكن هل قال الجنرال في هذه المذكرات كل ما يعرف؟ لا يزال السؤال يحتاج الى إجابة. وهنا الحلقة الاولى: الصفة المميزة لكل الثورات هي القسوة التي تتم بها كل التحولات الاجتماعية، وتقام بها أنظمة جديدة، ولم تكن ثورة نيسان ابريل في افغانستان استثناء من هذه القاعدة. والغريب ان فكرة اللجوء بحزم الى اساليب العنف نادى بها أول من نادى الانسانيون والمثقفون الافغان. ففي حديث هاتفي بين الأديب المحترف "مؤسس الواقعية الافغانية" نور محمد تراقي ورئيس الوزراء السوفياتي ألكسي كوسيغين رأى تراقي "ان المشاكل التي نشأت يمكن ويجب حلها بالسلاح وبالسلاح السوفياتي فحسب". يوم الاحد 18 آذار مارس احاط كوسيغين اعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي علماً بالمحادثة الهاتفية التي اجراها مع تراقي، والبرقيات التي تسلمها صباح اليوم نفسه من كابول. واستمر النقاش حسب هذه الوثيقة السرية جداً التي لا يوجد منها سوى نسخة وحيدة: - كيريلينكو: في هراة الفرقة الپ17 تضم 9 آلاف فرد. فهل تقف كلها بلا حراك وانجازات لجانب خصوم الحكومة؟ - كوسيغين: لم ينحز بعد الى جانبهم، حسب معلوماتنا، سوى فوج مشاة. وحتى هذا الفوج لم ينحز بكامله. أما الآخرون فيؤيدون الحكومة. - اوستينوف وزير الدفاع: في ما يتعلق بالطاجيك ليس لدينا تشكيلات منفردة كهذه. وحتى الآن يصعب القول كم عدد من يخدم منها في وحدات جيشنا. - كوسيغين: إن كتيبة مضادة للطائرات موجودة في هراة انحازت ايضا الى الخصوم. - اوستينوف: عندما تكلمت مع أمين طلب هو الآخر إدخال القوات الى هراة وتحطيم الخصم. - كوسيغين: يقول الرفيق تراقي ان الفرقة الموجودة في هراة انحاز نصفها الى الخصم. اما القسم الباقي فرأى انه هو الآخر لن يؤيد الحكومة. - اوستينوف: قال أمين في حديثه معي ان الثورة الافغانية واجهت في طريقها صعوبات كبيرة، وان انقاذها يتوقف فقط على الاتحاد السوفياتي. ما الأمر؟ ولماذا يحدث هذا؟ المسألة ان قيادة افغانستان استصغرت شأن الدين الاسلامي. فتحت رايات الاسلام ينتقل الجنود والأكثرية المطلقة، ربما باستثناء قلة متدينة. لهذا يطلبون منا المساعدة لرد هجمات المتمردين في هراة. قال أمين ولكن في غير ثقة كبيرة والحق يقال ان الاعتماد على الجيش أمر ممكن، وطلب هو أيضاً، كالرفيق تراقي المساعدة. - كيريلينكو: إذن ليست عندهم ضمانات من جهة الجيش، ولا يأملون إلا بشيء واحد، وهو دباباتنا وعرباتنا المدرعة. - كوسيغين: علينا، طبعاً، عندما نتخذ هذا القرار بالمساعدة ان نفكر جدياً في كل ما قد ينجم عنه من عواقب. ان هذه مسألة جدية جداً. - اندروبوف رئيس الكي. جي. بي.: لقد فكرت يا رفاق بانتباه في هذه المسألة، وخلصت الى الاستنتاج أن علينا ان نفكر جدياً وكثيراً في السبب الذي ستدخل من أجله قواتنا افغانستان. ان من الواضح كل الوضوح ان افغانستان غير مهيأة لأن تحل الآن كل المسائل بالاسلوب الاشتراكي. فهناك قوة الدين العظيمة، والأمية الشاملة لسكان الريف، والتخلف في الاقتصاد، وغير ذلك. إننا نعرف مذهب لينين عن الحالة الثورية. ففي اي اطار يمكن الحديث عن افغانستان؟ لا وجود هناك لهذه الحال. ولهذا أرى اننا لا نستطيع ابقاء الثورة في افغانستان الا بقوة حرابنا، وهذا لا يمكن أن نقبل به اطلاقاً. انها مخاطرة لا نستطيع الاقدام عليها. - كوسيغين: ربما علينا ان نوجه تعليمات الى سفيرنا الرفيق فينوغرادوف بأن يذهب الى رئيس وزراء ايران مهدي بازركان وان يقول له ان من غير المقبول التدخل في شؤون افغانستان الداخلية. - غروميكو وزير الخارجية: إني أؤيد كل التأييد اقتراح الرفيق اندروبوف باستبعاد اجراء من قبيل إدخال قواتنا في افغانستان. فالجيش هناك غير مضمون. والى ذلك سيكون جيشنا الذي سيدخل افغانستان معتدياً. من سيحارب؟ سيحارب الشعب الافغاني في الدرجة الأولى، وسيكون من الواجب اطلاق الرصاص عليه. لقد صدق الرفيق اندروبوف عندما قال ان الجو في افغانستان لم ينضج بعد للثورة. وكل ما فعلناه بمثل هذا الجهد في السنوات الاخيرة من اجل الانفراج الدولي وخفض الأسلحة، والكثير غير ذلك، كل هذا سيُلقى به الى الوراء. ولا شك في ان الصين ستحصل بذلك على هدية جيدة. وستكون كل بلدان عدم الانحياز ضدنا. وبايجاز ان عواقب خطيرة تنتظرنا اذا قمنا بهذا العمل. ستسقط مسألة لقاء ليونيد ايليتش بريجنيف مع الرئيس الاميركي جيمي كارتر، وسيصبح قدوم الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان في آخر آذار مشكوكاً فيه. وماذا سنكسب نحن؟ سنكسب افغانستان بحكومتها الحالية واقتصادها المتخلف ووزنها الذي لا يؤبه له في الشؤون الدولية. ومن جهة اخرى يجب ان نضع في حسابنا اننا من الناحية القانونية ايضا لن نستطيع تبرير الزج بالقوات. فبموجب ميثاق الاممالمتحدة يمكن بلداً ان يطلب المساعدة، وبوسعنا ارسال القوات اذا تعرضت افغانستان لعدوان خارجي. وافغانستان لم تتعرض لأي عدوان. ان هذا شأن داخلي. انه قتال ثوري داخلي، معارك بين مجموعة من السكان ومجموعة اخرى. والى ذلك يجب القول ان الافغان لا يطلبون رسمياً منا ارسال قوات. بإيجاز، نحن هنا أمام حالة وجدت فيها قيادة بلد نفسها، نتيجة اخطاء جسيمة ارتكبتها، في غير المستوى المطلوب، ولا تتمتع بالتأييد الواجب من الشعب. - كيريلينكو: كانت ظروف افغانستان أمس تدعونا الى الاعتقاد بأن بوسعنا الاقدام على الزج بعدد من القطاعات العسكرية. أما اليوم فهناك ظروف اخرى واصبح حديثنا يدور في مجرى آخر، وهو اننا جميعاً نعتقد بأنه لا توجد اي اسس لادخال القوات. - اندروبوف: عندما ناقشنا أمس هذه المسألة لم يكن الافغان يتحدثون عن إدخال القوات، واليوم تغير الوضع هناك. ففي هراة انحازت الفرقة كلها الى الخصم، وليس فقط فوج واحد. وكما نرى من حديثنا اليوم مع أمين فإن الشعب لا يؤيد حكومة تراقي. فهل يمكن قواتنا ان تساعدهم؟ ان الدبابات والعربات المدرعة لا يمكن ان تفيد في هذه الحال. واعتقد بأن علينا ان نقول هذا صراحة لتراقي. علينا ان نقول له اننا نؤيد كل اعمالهم، وسنقدم المساعدة التي اتفقنا عليها أمس، لكننا لا نستطيع في أي حال إرسال قواتنا الى افغانستان. - كوسيغين: ترى ماذا لو دعوناه وقلنا له اننا سنزيد من مساعدتنا لكم لكننا لا نستطيع ارسال القوات لأنها لن تحارب ضد الجيش الذي انحاز في الواقع الى الخصم، أو انه يتربص في الأركان وإنما ضد الشعب. ان الجوانب السلبية ستكون ضخمة، وستتألب علينا مجموعة كبيرة من البلدان. أما الجوانب الايجابية فلا وجود لها. - اندروبوف: يجب ان نقول للرفيق تراقي صراحة اننا سندعمكم بكل الوسائل والطرق باستثناء ارسال القوات. - كوسيغين: يجب ان ندعوه للحضور الينا ونقول له اننا سندعمكم بكل الوسائل والطرق لكننا لن نرسل قوات. قيادة افغانستان لم تفعل شيئاً - كيريلينكو: ان قيادة افغانستان نفسها لم تفعل شيئاً لاشاعة الأمن. ان لديها جيشاً من 100 ألف رجل. فماذا فعلت؟ وبأي عمل قامت؟ لا شيء في الحقيقة. وقد دعمنا افغانستان يا رفاق دعماً جيداً بل جيد جداً. - الجميع: صحيح. - كيريلينكو: أعطيناهم كل شيء. فماذا كانت النتيجة؟ لا شيء. فهم الذين أعدموا الابرياء بالرصاص، ويقولون لنا مبررين فعلتهم اننا نحن ايضاً خلال عهد لينين كنا نرمي الناس بالرصاص. أرأيتم أي ماركسيين هؤلاء! لقد تغير الأمر منذ يوم أمس، اذ كنا - كما قلت - مجمعين على تقديم المساعدة العسكرية، لكننا ناقشنا الأمر بانتباه وقوّمنا كل الاحتمالات وبحثنا عن سبل عدم ادخال القوات. واعتقد بأنه سيكون علينا ان نبلغ ليونيد ايليتش بريجينف بوجهة نظرنا، وان ندعو الرفيق تراقي الى موسكو، ونقول له كل ما اتفقنا عليه. قد يحسن بنا فعلاً ان نرسل رسائل خاصة الى باكستانوايران، الى الخميني وبازركان؟ - تشيرنينكو حل في ما بعد محل بريجنيف في الامانة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي: إذا ادخلنا القوات وآلّّبنا الشعب الأفغاني فسنتهم بالعدوان لا محالة، لا مفر من هذا. - اندروبوف: يجب ان ندعو الرفيق تراقي. - كوسيغين: اعتقد بأنه يجب التشاور مع ليونيد ايليتش الآن، وارسال طائرة الى كابول اليوم. - كيريلينكو: يجب ان يتصل الرفيق كوسيغين بالرفيق تراقي. واذا رغب في المجيء الى موسكو وعدم التوقف في طشقند، وجب ان نتشاور هل يستقبله ليونيد ايليتش. - غروميكو: اعتقد بأن الافضل ان نبدأ بإعداد الوثيقة السياسية بعد الحديث مع الرفيق تراقي. - اندروبوف: يجب حالاً نشر مقال عن باكستان ودعمها للمتمردين. - اوستينوف: سننفذ اجراءات المساعدة بالشكل الذي اتفقنا عليه امس. - الجميع: صحيح. - اوستينوف: يجب فقط استبعاد ما يتعلق بارسال القوات. - كوسيغين: بايجاز، لن نغير شيئاً من المساعدة لافغانستان باستثناء ارسال القوات. إنهم أنفسهم سيتصرفون بمسؤولية اكبر حيال حل مسائل ادارة شؤون الدولة. اما إذا فعلنا نحن كل شيء بالنيابة عنهم ودافعنا عن الثورة، فماذا يبقى عليهم؟ لا شيء. ان لنا في هراة 24 مستشاراً يجب سحبهم. - الجميع: صحيح. - تشيرنينكو: يجب ان نتفق، يا رفاق، من سيدعو الرفيق تراقي؟ - كيريلينكو: يجب ان يفعل ذلك الرفيق كوسيغين. ليتصل به هاتفياً ويدعوه الى المجيء الى موسكو أو طشقند كما يريد. يوم الاثنين الموافق 19 آذار وصل بريجينف من مقره خارج المدينة الى ساحة ستارايا. وفي غضون اليومين اللذين أمضاهما في التفكير والمحادثات الصعبة مع كابول، تغير مرتين رأي أعضاء المكتب السياسي في الرد المحتمل على أحداث افغانستان. وكان أحد الموقفين مغايراً للموقف الآخر تماماً. ولخَّص الامين العام النتائج في هذه الوثيقة الخطيرة: "سري جداً" "نسخة وحيدة" - بريجينف: أيها الرفاق، كنت على اطلاع على احداث افغانستان منذ بدايتها. وأُبلغت حديث الرفيق غروميكو مع أمين، وحدىث الرفيق اوستينوف مع أمين نفسه، والاحداث الأخيرة هناك يوم أمس وكذلك حديث الرفيق كوسيغين مع الرفيق تراقي. لقد وقعت وثائق بتنفيذ توريدات اضافية من الاملاك الخاصة بما فيها العسكرية والاسلحة. وكذلك مسألة بعض الاجراءات ذات الطابع السياسي والتنظيمي، ومن ذلك كُلّف الرفيق كوسيغين اجراء محادثات مع الرفيق تراقي، وتوجيه صحافتنا وغيرها من وسائل الاعلام في شأن تناول احداث افغانستان. وخلاصة القول ان كل الاجراءات التي نُص عليها في مشروع قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي، وطرحت يوم السبت، ان كل هذه التدابير التي اتخذت يومي السبت والاحد هي في رأيي صحيحة تماماً. وطُرحت مسألة اشتراك قواتنا المباشر في النزاع الذي نشب في افغانستان. وأعتقد بأن اعضاء المكتب السياسي كانوا على حق في تقديرهم أنه لا يليق بنا الآن الدخول في هذه الحرب. يجب ان نشرح للرفيق تراقي وغيره من الرفاق الافغان اننا نستطيع ان نساعدهم في كل ما هو ضروري للقيام بكل العمليات في البلاد. اما اشتراك قواتنا في افغانستان فقد يسيء ليس إلينا فقط، بل في الدرجة الأولى إليهم. وهكذا تقرر استقبال الرفيق تراقي في الاتحاد السوفياتي غداً في 20 آذار. وسيُجري المباحثات كوسيغين وغروميكو واوستينوف ثم أستقبله انا في ما بعد. - الجميع: هذا حسن جداً. وفي 20 آذار وصل تراقي الى موسكو في مسعى يستهدف ايجاد مخرج من الوضع الصعب الذي طرأ في افغانستان. واستمع بانتباه، وأعرب عن امتنانه لوعود الجانب السوفياتي بإرسال شحنات مدنية الى بلاده على وجه السرعة. لكنه كان في حاجة ماسة الى معدات حربية وأسلحة وذخائر، والأهم انه في حاجة الى جنود سوفيات. اذ أن ذلك كان برأيه هو ما يمكنه من انقاذ الثورة الافغانية التي كانت على شفا الهاوية.