من منا لا يحلم بمكان يلغى فيه الحاجز السحري الذي يفصلنا عن البحر حيث يمكننا أن نعيش على الماء لا بل في الماء وأن نرى ما يجري في اللجة كما لو كان الواحد منا دلفيناً؟ هذا المكان ليس حلماً من نسج الخيال، لكنه واقع يتجسد في عقد الجزر التي تنتشر على امتداد الشواطئ الاريترية في البحر الأحمر، ترى هل يصل عدد هذه الجزر كما يزعم الصيادون الاريتريون الى 365 جزيرة بمعدل واحدة لكل يوم من أيام السنة، أم ان عددها أقل؟ تصعب الاجابة عن هذا السؤال لأن ما من أحد حتى الآن قام بجردة لكل هذه الجزر التي تتناثر على مساحة تزيد على ألف كيلومتر ابتداء من أرخبيل دهلك قبالة مصوع حتى مرفأ عصاب شمال جيبوتي، والتي تكوِّن فردوساً حقيقياً يجهله الكثيرون. والمفارقة الغريبة ان الحرب هي التي صانت هذه الجزر، فخلال حرب الاستقلال الاريترية 1962 - 1991 وهي من أطول الحروب وأكثرها دموية في تاريخ افريقيا ظلت هذه الجزر معزولة تماماً عن سائر أنحاء العالم. وخلافاً للجزيرة الكبيرة في ارخبيل دهلك التي كانت تحتلها حامية اثيوبية صغيرة وبعض الخبراء الاسرائيليين، فإن الجزر الأخرى التي تقع في منطقة عسكرية محظورة، ظلت منطوية على نفسها منسية من جنرالات أديس أبابا، يزورها لماماً بعض الصيادين الذي يقوم بعمليات التهريب بين شواطئ اريتريا وشواطئ اليمن. وقد نجح ما يزيد على 2500 صياد من البقاء على قيد الحياة في عشرات الجزر المأهولة.. أما في معظم الجزر الباقية فإن الكائنات الحية الوحيدة هي العصافير والأسماك التي تلهو كما لو كانت في الأيام الأولى لخلق العالم. كنت أحلم بزيارة هذه الجزر منذ اكتشفت الشاطئ الاريتري في مرسى تكلاي بفضل ثغرة أحدثها رجال المقاومة الاريتريون العام 1984 إذ لم تقع عيناي على مياه أكثر صفاء وعلى ألوان غنية بتنوعها تتراوح بين الفيروز الأكثر شفافية والجاد الأكثر قتامة، حتى انني نسيت جثث عشرات الجنود الاثيوبيين التي كانت تتحلل ببطء فوق رمال الشاطئ. وكان عليَّ أن أنتظر استقلال اريتريا والقرار الذي اتخذته حكومة أسمرة أخيراً بفتح هذه الجزر أمام الناس قبل أن تتم حمايتها منذ فترة وشيكة باقامة "حوض اريتريا البحري الطبيعي". لكي أحقق حلمي... وبفضل صديقي أوخو تمكنت من استئجار قارب يطلقون عليه اسم السنبوق في اريتريا، وهو الوسيلة الوحيدة المتاحة لاكتشاف دهلك في عرض البحر إزاء مصوع. "الدوحة" سفينة قديمة للصيد حولها صاحبها سفينة سياحية لأنه وجد ذلك أجدى من الناحية المالية. أما طاقم السفينة فانه مقتنع بأن نقل السياح الى الشعاب المرجانية والنظر اليهم وهم يغوصون ويصيدون أقل عناء من الصيد بحد ذاته وبين أفراد الطاقم الخمسة وهم جميعاً من عفار، ثلاثة يحملون اسم احمد، وواحد منهم يلقب بأحمد الفرنسي لأنه قضى عشر سنوات في جيبوتي. وأحمد هذا نفيس مرتين: مرة لأنه ميكانيكي ممتاز، ومرة لأنه يرطن بالفرنسية وهو يقوم بدور الترجمان مع ادريس الطاهي ومع محمد القبطان لاختيار وجبة الطعام أو لتحديد خط سير الرحلة. أما وجبة الطعام فانها تخضع أغلب الأحيان لأقدار الصيد حيث يلقي ادريس وأحمد الفرنسي خلف السنبوق خيطاً للصيد يدهش أكثر من صيّاد محترف فيه شص بحجم الاصبع مع قطعة من الخشب تستخدم كمغرفة، مطلية بالبرنيق ومثقَّلة بكتلة من الرصاص تزن حوالي كيلوغرام. وقبل أن نصل الى جزيرة دسي محطتنا الأولى على بعد ثلاث ساعات ونصف الساعة من مصوع كنا اصطدنا سمكة "تونة" كبيرة حلَّت محل "الباتيه" الذي ينتظر فوق قطع الثلج في سطل خشبي. جزيرة جبلية نادرة خلافاً لمعظم الجزر الأخرى التي تترامى شطآنها الرملية بموازاة مياه البحر تعتبر جزيرة دسي التي انفصلت عن اليابسة منذ آلاف السنين، واحدة من الجزر الجبلية النادرة على الشاطئ الاريتري كما تعتبر بفضل موقعها المجاور لمرفأ مصوع واحدة من أكثر الجزر تمدناً ذلك أن سكانها ال 150 يعيشون في أكواخ نظيفة رغم مظهرها البائس وهي تنتشر على الخليج حيث تلقي المرساة فيغوص مقدم السنبوق في رمل شاطئ بديع. وفي أحد هذه الأكواخ يعيش الشيخ حبيب الملقب ب "اللحية الصهباء" لأنه يصبغ لحيته بالحناء ويتكلم الايطالية قليلاً. والشيخ حبيب رغم تقدمه في السن ورغم اصابته بالروماتيزم يقفز كالعنكبوت خارج كوخه ما أن يلمح الغرباء لكي يقدم اليهم فناجين القهوة المعدة على الطريقة الاريترية: حبات البن الأخضر تحمَّص على النار وتطحن في الهاون ثم تعد في ركوة من الأجر على الجمر. وهذا طقس يسمح بتبادل الأحاديث قبل ارتشاف الفناجين التقليدية الثلاثة ويسمح للشيخ حبيب أيضاً بأن يستجدي بعض حبات من الاسبرين لمعالجة أوجاعه. وفيما أنا أسير بمحاذاة الشاطئ في جزيرة دسي فهمت لماذا يعرف البحر الأحمر بهذا الاسم منذ أن كان.. لقد أقلقتني فجأة في فردوسي هذا بقع من المازوت ضاربة الى الحمرة فشتمت النوتي الذي مرَّ بديساي وأفرغ فيها محروقاته قبل أن أكتشف بأن هذه البقع هي في الواقع طحلب من نوع خاص جداً يتوالد في فترة معينة من السنة ويضفي على البحر هذا اللون الأحمر المميز. وفي دسي شاهدت على الأرجح أجمل غروب شمس في الدنيا فقد كان كل غسق معجزة قد لا تتجاوز بهاءها سوى الدقائق السبع والثلاثين التي تنقضي بين بزوغ الفجر في السادسة وشروق الشمس في السادسة و37 دقيقة. ترى هل كان مرد ذلك الى أن ديساي كانت جزيرتي الأولى وفيها شاهدت أول غروب شمس في البحر الأحمر، كما شاهدت اطلالة القمر الأولى، وبزوغ الفجر الأولى وأنا على متن "الدوحة"؟ على أي حال أنا لن أنسى ديساي أبداً ففيها شاهدت للمرة الأولى أيضاً كل طاقم السفينة يؤدي على سطح المطعم صلاة المساء.. وهكذا توطد بصورة طبيعية طقس "المشروب المعدّ مع البرتقال" بعد أن تعصر البرتقالات الشهية الطازجة التي اشتريناها من "أسمرة" احتفالاً بسقوط النهار". وبعد حمَّام طويل وعشاء على ضوء مصباح كهربائي 25 وات - وهو من التعديلات التي طرأت على السنبوق - لم يعترض أحد عندما اطفأ أحد "الأحامدة" النار في الساعة الحادية عشرة.. إن من ينام مرة على ظهر السنبوق تحت سماء البحر الأحمر المرصعة بالنجوم لن تراوده أبداً الرغبة في أن يسجن نفسه في قمرية. الرهان الصعب إن اختيار عشر جزر من بين المئات يعتبر رهاناً صعباً، وكنت رأيت صوراً رديئة لجزيرتي مادوت وانتيارا جعلتني آمل خيراً ولم يخيب أملي، فهاتان الجزيرتان الضائعتان في المدى محاطتان ببحر عجيب الصفاء تنبسط على شطآنه رمال وثيرة تغطيها باقات من العشب. وكنت أخشى أن أترك آثار قدميَّ على تلك الرمال التي تغمرها أمواج تحلّق فوقها النوارس وطيور الغاق والبلشون الأبيض باحثة عن صيد، ولذا طفت حول الجزيرة في الماء لكي أحتفظ بوهم أنني أول من خطا على هذه الجزيرة. أن تقوم بجولة حول الجزيرة ليس اختباراً صعباً فثمة أكثر من 250 جزيرة تقل مساحة كل منها عن كيلومتر مربع واحد. علماً أن طول جزيرتي مادوت وانتيارا لا يتجاوز 200 متر ولا يتخطى عرضهما 50 متراً في الوسط..أما ان تستحم وقت الظهر تحت الريح في مياه تتراوح درجة حرارتها بين 28 و30 درجة مئوية بينما طاقم السفينة يصلي على سطح مطعم السنبوق المبلل في الجهة الأخرى من الجزيرة وبينما فرنسا تتجمد من البرد في أواخر شهر كانون الأول ديسمبر الرمادي، فإنه متعة نادرة لا يجوز أن تمر دون الاحتفال بها. إن الشطآن الرملية والجزر الصخرية وشعاب المرجان لا توفر المسرات ذاتها، وليس الاختيار بينهما سهلاً دائماً خصوصاً إذا كنا ثمانية على ظهر السنبوق. إن جزيرة سيراد بجرفها الذي يرتفع ثلاثين متراً عن سطح البحر هي جنة العصافير ولا سيما البجع الذي جعل الجزيرة ملحقة به عملياً. فهنالك قدر لي أن أراقب طوال ساعات رقصة الباليه الغريبة تؤديها هذه الطيور الضخمة وهي تسبح من طرف الخليج الى طرفه الآخر نافضة أجنحتها من النشوة قبل أن تعود على أعقابها، على غرار صيادين متقاعدين يذرعون رصيف المرفأ متنقلين بين مقهى الشاطئ ومقهى البحرية. إن الأعماق البحرية حول جزيرة سيراد صافية جداً وغنية للغاية حتى يخيل إلينا أننا نسبح في أكوار يوم متحف اوفيانوغرافي لعلم المحيطات، ويمكننا أن نقضي ساعات في الغطس أو في العوم على صفحة الماء ونحن نراقب المرجان والمحارات الكبيرة ذات الألوان القزحية، وأنواعاً لا تحصى من الأسماك التي تنسلُّ بين المرجان والصخور. جدال بلا نتيجة وفي مكان أبعد قليلاً قرب جزيرة أساركا رأيت أجمل لياء وهي سمكة ضخمة يبلغ طولها متراً ونصف المتر كانت تنام وادعة على الرمل بين صخرتين. ولدى عودتي الى السنبوق، وبينما أنا أتذوق سمكة النهاش الأحمر التي أعدها ادريس، تجادلنا بحماسة من دون أن نصل الى حل لهذه المسألة الحيوية: هل ثمة أشواك على ذيل اللياء أم لا؟ ولدى عودتي الى مصوع سألت كريس هيلمن وهو خبير انكليزي يشرف على الحوض البحري الطبيعي لجزر دهلك عما اذا كان البحر هنالك يشكل خطراً، فأكد لي أن ثمة ثلاثة أو أربعة أنواع خطرة من السمك هي السمك الحجري Fish Stone والسمك العقرب واللياء التي على ذيلها أشواك لكنه طمأنني الى أن هذه الأنواع "خجولة" بصورة عامة، وثمة أيضاً أسماك القرش ولا سيما في المياه العميقة، لكنها على ما يبدو مسالمة، وهذا ما يؤكد "مآثر" السياح الأوروبيين الذين يقطعون آلاف الكيلومترات ليلتقطوا صوراً لهم في المقلب الآخر من البحر الأحمر على الشواطئ المصرية الى جانب أسماك القرش. إن أسماك القرش الوحيدة التي رأيتها كانت ميتة وقد تركها الصيادون على الشاطئ بعدما قطعوا زعانفها لبيعها في اليمن وفي السعودية، وكنت مطمئناً الى وجود دلافين عدة تسابق السنبوق. على مقربة من جزيرة دهرين سبحت وسط الدلافين واحتفظت على الأرجح بأغرب ذكرى عن هذه الرحلة الغنية بالانفعالات. فعلى غرار البجع قضت الدلافين ساعات وهي تسبح على امتداد الشاطئ بين السنبوق المبلل على بعد أمتار من الرمال ونقطة تقع على بعد حوالي كيلومتر من السنبوق في محاذاة الشاطئ. وكانت الدلافين على إيقاع تنفسها تؤدي بدورها رقصة باليه رائعة كلما اقتربت من السنبوق حيث سبحت وسطها لكنها لم تدفع الألفة بيني وبينها الى حد ملاعبتي. إن الصيادين بصورة عامة يعشقون الدلافين ويكنُّون الواحد منهم ب أبو سلامه وقد قال لي أحمد الفرنسي: "الدلفين حيوان يعيش مثلنا تقريباً، فهو يتنفس، وهو مرح جداً، وعندما يشتد الحر ظهراً يسبح ببطء" وأخبرني أحمد أنه أطلق دلفينا وقع مرة في شباكه بعدما قطع عقد الشباك بسكينه، فما كان من الدلفين إلا أن اقترب من أحمد ومرَّغ أنفه على ركبته قبل أن ينطلق الى عرض البحر. وبعدما أقسم لي أحمد أن الحادثة قد وقعت فعلاً عدت الى السباحة وسط الدلافين التي كانت ترقص حولي من دون أن يبدي أي منها مودته نحوي بتلك الطريقة المعبرة. جزيرة شيخ أبو جزيرة شيخ أبو جزيرة رملية مستديرة يمكنك أن تطوف حولها في أقل من نصف ساعة سيراً على الأقدام، ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين مترين وثلاثة أمتار ما يحول أن تغمرها الأمواج الهائجة وما يجعلها تستحق أن تسمى جزيرة. وشيخ أبو جزيرة مسطحة تماماً لا تنبت فيها شجرة واحدة والنسران اللذان وقع اختيارهما عليها لتكون مقر اقامتهما - وهما من فصيلة اوسبراي - يجثمان على قلعة من الرمل لرصد الطرائد، أو على كومة من الحجارة تحيط بقبر الشيخ أبو الذي أعطى الجزيرة اسمه. وبينما أنا أتنزه على شاطئ الجزيرة لفتت نظري مياه ولا أصفى تسقسق عند حاجز صخري تزدحم فيه أسماك ملونة شتى لم تقع عيناي على بعض أنواعها من قبل. وإثر خروجي من الماء تعرضت لهجوم من زوجي خطاف البحر لهما منقاران أحمران وقد خفت خوفاً شديداً على رأسي لأنهما كانا ينقضان عليَّ وينقدانني بضراوة عندما أدير لهما ظهري. ولدى محاولتي فهم الأسباب التي تقف وراء الغارات المتواترة اكتشفت عشاً فوق الرمل فيه بيضتان وقد نفق الفرخ احداهما للتو. وعندما رجعت بعد ساعة لأصور الفرخ فوجئت بأن الخطافين لم يكونا عادا الى عشهما وبأن الفرخ الوليد كان للأسف ميتاً إذ أحرقته أشعة الشمس فيما كان والداه مشغولين بمهاجمتي. إن السلطات الاريترية إدراكاً منها لهشاشة التوازن الطبيعي القائم في هذه الجزر وهي هشاشة تشهد عليها مغامرتي الحزينة في جزيرة الشيخ أبو، قررت أن توفر أقصى حماية لهذه الجزر باقامة "حوض بحري طبيعي". ولذا سيكون بعض الجزر مفتوحاً أمام السياح، بينما تتحول جزر أخرى "محميات" يحظر على السياح زيارتها مع تحويل وجهة الاستعمال كل ثلاث سنوات أو أربع. لكن الأمر حتى الآن لا يعدو كونه مجرد مشاريع "لأن الحكومة تتصرف بحذر شديد" على حد تعبير كريس هيلمن الذي أشرف طوال عشر سنوات على الأحواض الوطنية الاثيوبية، وهو حالياً يعارض بشدة مبدأ "المحميات" فيقول: "لن نقيم مناطق مخصصة حصراً للسياح، اذ ينبغي للناس الذين يعيشون في محيط الحوض، أو في الحوض الطبيعي هنا، أن يستمروا في العمل والصيد والعيش". إن حكومة أسمرة التي تقف على شفير الافلاس، والتي يجب أن تعيد إعمار ما دمرته الحرب طوال ثلاثين سنة، لا تستطيع أن تسقط من يدها ما يمكن أن يكون فرصتها الأخيرة، ورقة البترول. ترى هل تستطيع حكومة أسمرة التي تخنقها الضرورات الاقتصادية أن تحافظ على التوازن بين حماية شواطئها العذراء من جهة ومستلزمات التنمية من جهة ثانية؟ بعد ستة أيام من الابحار بين الجزر التقينا للمرة الأولى بعض الأجانب، فعلى القارب الشراعي "غيدو" تعرفنا الى شاب ايطالي تخلى عن مهنته كطبيب للأمراض العصبية ليعيش في هذه الجزر، وعلى "السلف" وهو قارب شراعي له ساريتان يبلغ ارتفاع كل منهما 14 متراً، ويعيش على ظهره أرمان وجنفياف اللذان يبحران باتجاه مدغشقر ومعهما ابنهما بنيامين 5 سنوات الذي لم يعش على اليابسة قط. أرمان الذي قضى ست سنوات يعمل في رحلات بحرية خاصة تشارتر بين شواطئ اليونان وتركيا، يصبح شاعراً غنائياً عندما تسأله أن يقارن بين مياه البحر المتوسط ومياه البحر الأحمر "صحيح أننا نجد على امتداد الشواطئ التركية خلجان صغيرة عدة وهي عميقة جداً، وفي مأمن من الريح. وصحيح ان منظرها رائع أغلب الأحيان، لكن مياهها قاحلة، اذ عليك أن تغوص الى عمق عشرة أمتار لترى سمكة "المارو" سمكة لذيذة ضخمة قد يبلغ طولها مترين أما هنا فانك تقع على العكس تماماً، فالجزر غير مأهولة، ولكن الحياة حولها ولا أروع مع كل هذه العصافير وهذه الأسماك". حتى الآن لم يزل الارخبيل مفتوحاً أمام السياح، وهو أرخبيل بكر. فلنستمتع بعذريته قبل فوات الأوان.