اعلن باحثون اميركيون في مجال السرطان ان تحليل الجينات الوراثية لمرضى السرطان قد يمكن الاطباء من تحديد العلاجات الكيماوية المناسبة لكل مريض على حدة ومن معرفة مدى استجابة مرضى محددين لادوية معينة. وقال الباحثون في الاجتماع السنوي الذي عقدته الجمعية الاميركية لعلم الاورام السريري ان التقنيات التي تعتمد على تحليل الحمض النووي الريبي (دي ان ايه) لن يتم تسويقها تجاريا قبل سنوات لكن نتائج الفحوص المبدئية واعدة جدا. واوضح فرانك هالوسكا مدير ابحاث سرطان الجلد في المستشفى العام لماساشوستس انه مجال جديد قد يقود قريبا الى طرق علاج مخصصة لكل مريض على حدة بناء على تحليل محدد للجينات الوراثية لورم معين. واضاف وفي نهاية المطاف من المرجح ان نقوم بمعالجة الاورام بناء على تركيبتها الوراثية بدلا من موقعها. وستساعد احدى الاختبارات التجريبية التي يتم تطويرها الاطباء على تحديد مريضات سرطان الثدي اللواتي يستفدن من برنامج معين من العلاج الكيماوي معروف باسم "تي/اف ايه سي". وفي تجربة اولى شاركت فيها 24 امرأة تمكن الباحثون في مركز اندرسون في هيوستن في تكساس من تحديد أي من النساء سيستفدن بشكل اكبر من مزيج من الادوية بدقة بلغت نسبتها 71%. وقام الباحثون بفحص خلايا سرطانية من الثدي اخذت من متطوعات، لجينة محددة سجل وجودها عند نساء اخريات عولجن بالادوية بشكل ناجح. وقد اختفت الاورام عند ثلاثة ارباع النساء المصابات بسرطان الثدي اللواتي يحملن هذه الجينة. وعادة يكون للعلاج ناجعا لنسبة تتراوح بين 25 و30% من النساء فقط. وفي دراسة اخرى اجريت في جامعة شيكاغو، تمكن الباحثون من استخدام فحص دم بسيط لتحديد مصابين بسرطان القولون (الامعاء الغليظة) لا يمكن معالجتهم بدواء شائع ضد السرطان يطلق عليه "ايرينوتيكان". وتبين ان هذا العلاج تسبب في خفض عدد كريات الدم البيضاء عند بعض مرضى السرطان لدرجة انهم اصبحوا معرضين للاصابة بالتهابات تهدد حياتهم وهي احدى اخطر الاثار الجانبية للعلاج الكيماوي. واستخدم الباحثون في جامعة شيكاغو فحصا للدم للكشف عن جينة وراثية مصابة بخلل تتدخل في القدرة الطبيعية للجسم على التحكم بالعلاج بشكل يحول دون تدميره الخلايا السليمة. واشار مارتن راتيان الباحث وخبير علم الاورام في المركز الطبي في جامعة شيكاغو ان المرضى الذين تجعلهم جيناتهم الوراثية اكثر عرضة للاصابة بالاعراض الجانبية الخطيرة لعلاج "الايرينوتيكان" يمكن "اعطاؤهم غيره من العلاجات الكيماوية او تخفيف جرعات" هذا العقار. كما استخدم الباحثون في بوسطن تحاليل الدم لمعرفة المرضى الذين تدل جيناتهم على انهم لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة فترة طويلة اذا ما اصيبوا بسرطان الرئة وحتى بعد العلاج بالادوية التي تقضي على السرطان. وتتيح نتائج الابحاث للاطباء تحديد علاجات كيماوية معينة لهؤلاء المرضى وربما معالجتهم بشكل اقوى او عدم الاعتماد على الادوية التي يمكن ان تؤثر على نوعية حياتهم. وقال سارادا غوروبهاغافاتولا خبير علم الاورام في مستشفى مساشوسيتس في بوسطن نحن متفائلون جدا بانه في يوم من الايام ستساعد طرق العلاج هذه الاطباء والمرضى على اتخاذ قرارات افضل حول العلاجات الكيماوية .