قال مسؤول فلسطيني بارز لپ"الوسط" ان ما ترك لمباحثات طابا بعد توقيع اتفاق القاهرة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز هو من النوع الذي سيتناول وضع الشرطة الفلسطينية وتسليحها ومكان وجودها في الجناح الفلسطيني للاستقبال عند نقاط العبور. وأوضح المسؤول الفلسطيني ان عشرات من الفقرات والبنود الفرعية المتعلقة بأصغر الأمور، مثل من يدخل وكيفية فحص القادمين ومن يشاهده الزائر أمامه عندما يبرز جواز سفره، ومن الذي يرافقه في طريقه وهو خارج هي من المسائل الفنية التي ترك للجان طابا وضع حلول لها. وأضاف ان اتفاق القاهرة الذي وقع الأسبوع قبل الماضي ولد ولادة قيصرية بعد لقاءات اوسلو وفرساي ودافوس. ونقل عن مسؤول اسرائيلي قوله بعد توقيع الاتفاق انه كان شبيهاً بحمل المرأة لطفل خارج رحمها، وان التوقيع على الاتفاق كان بمثابة "نهاية سعيدة لفيلم جرى تمثيله في مصر". ويتضمن اتفاق القاهرة وثيقتين، تحتوي الأولى على صفحتين تتعلق بالترتيبات الأمنية على محاور حركة السير في قطاع غزة وتحديد منطقة أريحا، والثانية مفصلة وتتعلق بنقاط العبور الحدودية، وتتكون هذه الوثيقة من تسع صفحات تتضمن عشرات البنود، وقد ترك أمر مساحة المنطقة الأمنية لاريحا والترتيبات في قطاع غزة لاجتماع عرفات - رابين. ويبقي اتفاق القاهرة لاسرائيل مسؤولية الأمن الخارجي بما في ذلك نقاط العبور بين أريحا والاردن وغزة ومصر حتى تضمن لنفسها عدم دخول الفلسطينيين من خارج المناطق المحتلة بشكل غير منظم وحتى لا يطبق حق العودة الى الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل يخل بالتوازن السكاني القائم حالياً والذي تسعى اسرائيل للحفاظ عليه. وتقول شخصية فلسطينية بارزة داخل الأراضي المحتلة ان الاتفاق سيظل حبراً على ورق الى ان تقوم سرية من وحدة جولاني الاسرائيلية وقوة من الشرطة الفلسطينية بدورية مشتركة على طريق يربط بين مستوطنة واخرى داخل قطاع غزة. وبينما تستمر المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية في القاهرة وطابا وتونس واوروبا بدأت مفاوضات واشنطن التي استؤنفت في الخامس عشر من هذا الشهر، التركيز على القضايا الطويلة الامد مثل انتخابات المجلس الفلسطيني وإقامة عاصمة لپ"السلطة الفلسطينية" في القدسالشرقية وأشكال إعادة انتشار القوات الاسرائيلية وانسحابها من الضفة الغربية. كذلك تشهد المفاوضات على المسار السوري نشاطاً ملحوظاً بينما تجري محادثات اخرى لبحث الكونفيديرالية المتوقعة بين الأردن وفلسطين. وفي معرض الحديث عن المشكلات المباشرة والملحة قال مصدر رافق منسق المفاوضات الأميركي دنيس روس: "إن أريحا ستكون لمدة حوالي تسعة أشهر أشبه ببرلين الغربية أي انها ستكون منارة للحرية في وسط بحر معاد، ولكنها ستعيش وسط توتر كبير". لكن هذا المصدر ردد التفاؤل العام الذي أعرب عنه وزير الخارجية الاميركي وارن كريستوفر كما نسب الى وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز قوله للرئيس كلينتون: "خلال عام من هذا الوقت لن يتذكر احد ما كنا نختلف فيه". ويستفاد ايضاً ان بيريز أعرب عن موافقته على ما ذكره كلينتون له. وقال كلينتون لبيريز: "إن اسرائيل أمامها أحد خيارين: إما سلام شامل أو لا سلام اطلاقاً". ومع ان المفاوضات الخاصة بقطاع غزة وأريحا تتعثر من حين لآخر فإن الرأي الرسمي في واشنطن هو ان اكتمال الانسحاب الاسرائيلي من المنطقتين بحلول الثالث عشر من نيسان ابريل أمر ممكن. كذلك رحبت مصادر الادارة الاميركية بدعوة بيريز الى اخلاء المستوطنات التي ستكون كلفة الدفاع عنها باهظة جداً اذا ما بقيت. وأعادت هذه المصادر ايضاً الى الأذهان خطاب رئيس الوزراء اسحق رابين عام 1992 حين قال ان اسرائيل تبذر أموالاً طائلة وأكثر مما ينبغي على المستوطنات.