أكد اكثر من مصدر عسكري بوسني ل "الوسط" ان النجاحات التي حققها الجيش البوسني اخيراً ليست استثنائية ولا آنية، وانها مؤشرات اولية الى تغيرات ايجابية في الميزان العسكري بين المسلمين والصرب، وهي حصيلة جهود متواصلة على مدى اكثر من عامين. لكن قيادات بوسنية أعربت عن تخوفها من ان تؤدي الضجة الاعلامية التي رافقت هذه الانتصارات الى اجهاض اي احتمال لفك حظر التسلح عن المسلمين باعتبار انهم حققوا تقدماً ايجابياً من دون ان تصلهم شحنات السلاح التي يطالبون بها. ويرى المراقبون المحليون ان هذه الانتصارات، وان كانت تكتيكية، الا ان انعكاساتها على اطراف الازمة اليوغسلافية فستكون كبيرة، فعلى صعيد حرب البوسنة ترددت معلومات عن ظهور خلافات بين الجنرال راتكو ملاديتش قائد الميليشيات الصربية المدعوم من الحكومة اليوغسلافية، وبين رادوفان كارادجيتش زعيم صرب البوسنة، وكذلك بين هذا الاخير وبين الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش الذي يلعب الآن دور المعارض لطموحات كارادجيتش بهدف رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده. وفي زغرب بدأ معارضون لسياسة الرئيس توجمان الساعية للصلح مع صربيا الحديث عن إمكان هزيمة "العدو الصربي" الذي يحتل ثلث البلاد بالامكانات المتوافرة، معتبرين ان المسلمين حطموا هذا الحاجز النفسي، وهو ما يعني ان هذه الانتصارت تحفظ الكروات للاعداد لعملية عسكرية ان لم تستطع تحرير الارض فعلى الاقل ارغام صرب كرواتيا على الرضوخ للتفاوض. وقال مصدر حكومي بوسني ل "الوسط" ان المسلمين بدأوا يميلون الى سحب موافقتهم على مشروع لجنة الاتصال سعياً الى تحقيق شروط افضل، وتوقع المصدر ان تدفع هذه الانتصارات كروات البوسنة الى التروي في وضع العراقيل امام مشروع الفيديرالية او محاولة هدمها.