مؤشرات البورصة الأمريكية تغلق على تراجع    البديوي يرحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار "إنهاء الوجود غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة"    اختتام دورة حراس المرمى التمهيدية في الرياض وجدة    «الروع» تعزز الوهم وتنشر الخرافة..    السعودية تطرق أبواب العالم    وكالات التصنيف: الاقتصاد السعودي في المسار الصحيح    المواطن عماد رؤية 2030    95 ألف معمر .. اليابان تحطم الرقم القياسي في طول العمر!    هل تريد أن تعيش لأكثر من قرنين ونصف؟    لماذا يُفضل الأطباء البياجر    492 قراراً أصدرها المجلس العام الماضي    «الأحمران» يبحثان عن التعويض أمام الأخدود والخلود    "بيولي" يقود النصر أمام الاتفاق .. في جولة "نحلم ونحقق"    «التعليم»: تخصيص بائع في مقاصف المدارس لكل 200 طالب    «صرام» تمور الأحساء !    حضن الليل    داعية مصري يثير الجدل.. فتاة تتهمه بالتحرش.. و«قضايا المرأة»: تلقينا شكاوى أخرى !    نجمة برنامج America's Got Talent تنتحر    أحياناً للهذر فوائد    اكتشاف توقف تكوين نجوم جديدة بالمجرات القديمة    إصدار 32 رخصة تعدينية جديدة خلال يوليو 2024    تعزيز التحول الرقمي وتجربة المسافرين في مطارات دول "التعاون"    انطلاق المؤتمر السعودي البحري 2024.. نائب وزير النقل: ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي    12 لاعب احتياط في كأس الملك    الزعيم يعاود تحضيراته    الكل يتوعد خصمه ب«القاضية» فمن سيتأهل للنهائي؟    رابيو: استغرقت وقتا قبل قراري بالانتقال إلى مارسيليا    في دوري أبطال أوروبا.. برشلونة في ضيافة موناكو.. وأتالانتا يواجه آرسنال    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 7,922 رجل أمن من مدن التدريب بمناطق المملكة    وفد من الخطوط السعودية يطمئن على صحة غانم    المهندس الغامدي مديرا للصيانة في "الصحة"    العواد إلى الثانية عشرة    الأمير سعود بن مشعل يشهد اجتماع الوكلاء المساعدين للحقوق    إلى جنَّات الخلود أيُّها الوالد العطوف الحنون    نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.. الأمير عبدالعزيز بن سعود ينقل تعازي القيادة لأمير الكويت وولي عهده    أمريكا «تحذر» من أي «تصعيد» بعد انفجارات لبنان    سموه رفع الشكر للقيادة.. وزير الثقافة يُثمّن تسمية مجلس الوزراء ل "عام الحِرف اليدوية"    د. حياة سندي تحصد جائزة المرأة الاستثنائية للسلام    ملاحقة "الشهرة" كادت تقضي على حياة "يوتيوبر"    سلامة المرضى    315 مختبراً شاركوا في اختبار الكفايات اللغوية    دعم الأوقاف تُطلق مبادرة "الحاضنة" للقطاع الوقفي بالمملكة برعاية أوقاف الضحيان    أمير منطقة تبوك الخطاب الملكي تأكيد للنهج الثابت للمملكة داخلياً وخارجياً    وزير «الشؤون الإسلامية» : الخطاب الملكي يؤكد حرص القيادة على تقرير مبدأ الشورى    محافظ حفر الباطن ينوه برعاية الدولة للقطاع الصحي    مجلس الشورى خلال دورته الثامنة.. منهجية عمل وتعزيز للتشريعات    فرع هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية بضيافة تقني الشرقية    المملكة ترحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بشأن «إنهاء الوجود غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة»    "دوائي" تحذر من أضرار الخلطات العشبية على الكلى    مهرجان المسرح الخليجي يختتم فعالياته ويعلن عن الفائزين    أمانة الشرقية والهيئة العامة للنقل توقعان مذكرة تفاهم    كسر الخواطر    كلام للبيع    هيئتا الأمر بالمعروف في بلجرشي والمخواة تفعّلان برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    الرياض تستضيف الاجتماع التشاوري العالمي لخبراء منظمة الصحة العالمية    الأرصاد: رياح مثيرة للأتربة والغبار تؤدي إلى تدني مدى الرؤية في تبوك والمدينة    خادم الحرمين يأمر بترقية 233 عضواً في النيابة العامة        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توقعات أحداث العام الجديد كما يراها "فلكيان" بريطانيان : 1994 نار البلقان تنذر بالاتساع وتصعيد جديد بين ايران والعراق

"كذب المنجمون… ولو صدقوا"… ومحاولة قراءة "كف" العالم قديمة. لا يقف طموح الانسان عند حدّ خاصة اذا تعلق هذا الطموح بالمستقبل او المجهول الذي "ينتظره" وعليه اقتحامه، منذ الازمان الاولى للبشرية، معتمداً على معطيات كثيرة ابرزها الميثولوجيا الاسطورة واهمها التحليل العلمي، اسلوب عصرنا الحديث، وبطريقة لا تكاد تختلف عن "قراءة الكف" القديمة في الشرق، ولكنها قراءة يزعم الغرب انها مبنية على العلم، رغم شيوع الخرافات الماضوية أو الآنية في لحمة التفكير الجمعي للشعوب الغربية.
في كل عام "تندلع" التوقعات والتنبؤات، وهي تمثل تجارة رابحة في الغرب وتطول آثارها بقية العالم اعتماداً على هذا الولع الانساني، فماذا أعدّ "المنجمون" في قراءتهم "الاخيرة" لكفّ العالم؟!
نحن نؤمن بأنه "كذب المنجمون ولو صدقوا"، أي لو صادفت توقعاتهم التحقق، وان الاسلام ينهى عن الرجم بالغيب لأن ذلك من شأن الله تعالى وحده، وصحيح ان كثيراً من التوقعات الماضية لم "يكتب" لها النجاح… الا ان الانسان يظل "منتظراً" ان يقرأ هنا او هناك ما قد يروي ظمأه المعرفي خاصة في الغرب الذي لا يزال مؤمناً بهذا التوجه للدرجة التي انشأ فيها معاهد مختصة على اكتاف ذلك "الايمان".
وعلى الرغم من ان الفلسفة الانسانية، على اختلاف مدارسها وتوجهاتها، لم "تنظر" الى المستقبل البشري ولم تتعد تحليل "ما مضى"، فان الامر حالياً يتعدى العقلانية احياناً. ولعل ظاهرة اعادة اكتشاف "الفلكي" نوسترادموس في الغرب والتركيز علىه مؤخراً تقدم الدليل على ذلك رغم ان كثيراً من تنبؤاته لم يكتب لها النجاح.
وهكذا… لا يخلو الامر من طرافة. ولا يخلو الغرب ايضاً من محاولات اسباغ صفة الجدية على مثل هذه المحاولات مستنداً الى تقدمه العلمي… او هكذا يقول.
"معهد دراسة دورات الشؤون العالمية"الذي تأسس عام 1980، يديره غراهام بيتس ونيكولاس كامبيون، اللذان تخرجا من كمبريدج، احدى الجامعات الاكثر رصانة وشهرة في العالم، اولهما متخصص في التحليلات الاقتصادية والآخر في السياسة والعلاقات الدولية، واذا كان المعهد انشئ على اساس دراسة الظواهر الدورية في هذين المجالين، فاننا نجد انفسنا امام محاولات علمية تعتمد على ما يحدث الآن، لتحليل او رصد ما "قد" يحدث غداً…
ولكن الفيصل في الحكم على صدقية دراسات هذا المعهد، هو مدى نجاح توقعاتها او تحليلاتها لمستقبل العالم… من خلال ايامه المقبلة…
من المهم التأكيد على ان جميع التنبؤات والتوقعات تستند الى تقدير الاحتمالات المستقبلية للاحداث السياسية والاقتصادية من منطلق بدايات محددة. مثلاً بالنسبة الى مصر نستخدم الاستقلال عن بريطانيا واعلان جمال عبدالناصر الجمهورية. وبالنسبة الى تونس نستخدم الاستقلال عن فرنسا واعلان الحبيب بورقيبة الجمهورية كنقطة بداية محددة، وهكذا. فمن دون هذه اللحظات الزمنية المحددة ستكون التوقعات في حالة افتقار الى اليقين. يضاف الى ذلك انه رغم السهولة النسبية في تحديد نقاط التحول فان من الصعب عادة التمييز من التحليل الدوري وحده بين اندلاع حرب وبين بداية عملية سلام. ولا يمكن الاستدلال على ان التوتر سيتحول الى حرب الا من منطلق سياسي عادة بمجرد عزل نقاط التحول. ونحن لا نقدم توقعات او تنبؤات مطلقة عن طبيعة احداث معينة او تاريخها او نتيجتها.
توقعات عامة للعام المقبل
سيبدأ عام 1994 بداية مستقرة جداً مع وجود حالة من عدم اليقين في روسيا. وفي الشرق الاوسط هناك امكانية حدوث توتر. والتواريخ الأساسية للتوتر هي ما بين 4 و11 كانون الثاني يناير. اما الفترة الرئيسية الثانية للتوتر فهي تشرين الثاني نوفمبر حين يشهد الوضع الاسرائيلي - الفلسطيني توتراً شديداً. وسيكون من الصعب المحافظة على السلام كما أن هناك خطراً حقيقياً من نشوب حرب شاملة. وربما يتزامن الوضعان. مثلاً ربما تظل قطاعات من القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية مؤيدة لاتفاق السلام بينما تندلع الحرب في مكان آخر. وبشكل عام سيظل الاسرائيليون الشريك المهيمن في عملية السلام ما يعني ان مستقبل اتفاق السلام سيعتمد بشكل اكبر على التطورات داخل الحكومة الاسرائيلية من اعتماده على التطورات بين الفلسطينيين.
وبشكل عام سيكون عام 1994 خالياً من الانحيازات الكونية المثيرة باستثناء كانون الثاني/ يناير وتشرين الثاني/ نوفمبر كما ان حزيران/ يونيو سيكون مضطرباً. وسيكون في وسعنا ان ننظر الى الفترة ما بين 1989 و1992 على أساس انها كانت فترة تحولات مثيرة. ومع ان الاحوال الاقتصادية سوف تتحسن فان الركود الاقتصادي سيظل موجوداً. ومع ان امكانية نشوب الحروب اقل مما كانت خلال عام 1993 فان الحاجة تدعو الى الحذر الشديد.
وسيظل العالم في براثن عدم اليقين والاضطراب كما ان سرعة التغيير ستصبح أبطأ مما يسمح للشعوب والحكومات بالاهتمام بالتفكك الذي حدث خلال 1987 - 88. والسبب البسيط هو ان اقتران اورانوس، سابع الكواكب السيارة مع نبتون، ثامن الكواكب السيارة - وهو الاقتران الذي يمثل المثالية وبعد النظر وفي الوقت نفسه البلبلة في الامور العملية - سينتهي. اذ ان هذا الاقتران هو الذي أدى الى انهيار الستار الحديدي وبداية انهيار الانظمة السياسية القائمة في أوروبا الشرقية. كذلك كان هذا الاقتران هو الذي أدى الى اقتراب العالم الشيوعي المنهار اقتصادياً الى الغرب الرأسمالي ما دفع اوروبا والولايات المتحدة الى المزيد من الركود الاقتصادي.
ولكن اذا نظرنا الى الأمام سنجد اننا لن نستطيع قبل نهاية التسعينات ان نكون فكرة حقيقية عما يعنيه "النظام العالمي الجديد". وما يمكن استخلاصه من ذلك هو ان معظم الحكومات ستظل تتخبط في الظلام وان اسئلة مثل سرعة الاتحاد الاوروبي والعلاقات بين العالم الشيوعي السابق والعالم الرأسمالي ستظل دون اجابات. كذلك ستظل العلاقات بين العالمين الاسلامي والأوروبي مبلبلة وستنطوي على امكانية صراع هائل. ولكن بينما تتعامل الحكومات الأوروبية مع مشكلاتها القديمة سنجد أنها اهملت الانتباه الى ظهور الصين التي ستصبح في عام 1996/ 97 احدى اعظم القوى الاقتصادية في العالم.
اما الاقتصاد العالمي فسوف يتعرض في البداية الى مؤثرات سلبية. اذ ان بورصة لندن يمكن ان تنخفض بنسبة تصل الى 20 في المئة في الأسابيع التي تعقب الخامس عشر من كانون الثاني يناير. كما ان المربع الصعب من المشتري والمريخ في الخامس والعشرين من شباط فبراير سيمثل أسوأ نقطة في التدهور الاقتصادي. الا ان الضغوط الكونية بعد ذلك ستكون ايجابية بشكل عام. وفي هذا ما يعني ان الثقة الاقتصادية ستنمو بعد كانون الثاني يناير حتى نهاية آب اغسطس ثم تبدأ في الانخفاض حتى نهاية العام. وفي هذا النمط الشامل يمكن ان نتوقع نقطة الحضيض حوالي الأول من حزيران يونيو. اما نقطة الذروة فيمكن توقعها في النصف الثاني من آذار مارس. وبعد الكسوف في 18 تشرين الثاني نوفمبر من المرجح ان تستمر الثقة الاقتصادية في التدهور المستمر حتى نهاية العام. وفي نهاية كانون الأول ديسمبر يشير التقاء نادر ما بين المريخ والمشتري وزحل الى نقطة دنيا اخرى في المجال الاقتصادي تقودنا الى عام 1995. وفي الولايات المتحدة هناك أدلة قوية على عودة الازدهار الاقتصادي مع ان هذا الازدهار ربما يتعثر مع نهاية العام. وستشهد بريطانيا انتعاشاً اقتصادياً في الجزء الأخير من العام مع أنه أقل من مستوى الانتعاش الأميركي. اما المانيا فهي لا تظهر اي علامات على الخروج من مشكلاتها الاقتصادية.
وسوف يشجع التقاء اورانوس ونبتون على انتشار الأديان والأيديولوجيات كما سيشجع على الانشقاقات بين الجماعات التي تعتقد كل منها ان لها الحق المطلق في احتكار الحقيقة. كذلك سيؤدي الى اذابة الحدود بين العلم والمعتقدات مع ازدياد وضوح حقيقة وهي ان الفوارق بين الضمير والمادة اقرب مما كان يسود الاعتقاد سابقاً.
الحرب والسلام
هناك مناطق ازمات في العالم لها قوة دفع خاصة بها مثل الخليج. وهذه تستمر دون ان تؤدي الى اثارة صراع اوسع نطاقاً. لكن الحرب في البلقان لا تزال تنطوي على خطر الانتشار لا سيما في اعنف نقطتين في السنة وهما اواسط كانون الثاني يناير وأواخر تشرين الثاني نوفمبر حتى أوائل كانون الأول ديسمبر. فصراع البلقان فيه الخصائص التي يمكن ان تجر اليه رومانيا وبلغاريا وأوكرانيا وروسيا وتركيا واليونان. ومن نقاط الاندلاع الممكنة بالنسبة الى اليونان بداية حزيران يونيو بينما سيكون وسط شباط فبراير ومنتصف تشرين الأول اكتوبر نقطتي اندلاع للصراع بالنسبة الى تركيا. ولكن يجب ان نلاحظ انه بينما يستمر الضغط الفلكي على البلقان حتى نهاية عام 1995 فان الكسوف في 18 تشرين الثاني نوفمبر 1994 هو آخر حلقة في سلسلة الضغوط الفلكية المزعجة التي ستتعرض لها المنطقة. لهذا مع ان التاريخ سيحمل مشكلات خطيرة لأولئك الذين يحاولون احتواء الصراع، سنجد ان مساعي السلام ستكون لها الغلبة بعد ذلك التاريخ.
وسيكون شهر كانون الثاني يناير شهر اضطراب في الاسواق المالية وأسواق العملات في مختلف انحاء العالم. وستتعرض الاسواق لضغط شديد بين الرابع والحادي عشر من كانون الثاني يناير.
بريطانيا
ستستمر الحكومة البريطانية في مواجهة عدم الشعبية كما سيشهد حزب المحافظين الحاكم خلافات مستمرة. ويكاد يكون في حكم المؤكد ان تشهد زعامة الحزب تحدياً في تشرين الثاني نوفمبر. وبعد ذلك ستبدأ شعبية الحكومة في التحسن مع اوائل عام 1995. اما الازمة في الاسرة المالكة فسوف تستمر حتى تشرين الثاني نوفمبر حين يحتمل ان نشهد طلاق الأمير تشارلز والأميرة دايانا.
وسيكون كسوف الثامن عشر من تشرين الثاني نوفمبر النقطة الاخيرة التي ستواجه فيها العائلة المالكة وحزب المحافظين مخاطر تهديدية. ولهذا يمكن لحزب المحافظين ان يتوقع الخروج من ازمة صراعه الداخلي التي بدأت عام 1989. واذا كان هناك من يطمح في زعامة الحزب وإسقاط رئيسه فان تلك الفترة هي افضل فترة ممكنة.
وستواجه الملكة اليزابيث المزيد من الضغوط في عام 1995 لكنها ستكون اقل شدة وحدة مما كانت عليه عام 1990. ومع ذلك من المتوقع ان نواجه موجة جديدة من الانزعاج الملكي مثل الاعلان عمن سيخلف الملكة او طلاق تشارلز ودايانا. وسيكون ذلك في تشرين الثاني نوفمبر. وبعد ذلك ستصبح ازمات الاسرة المالكة شيئاً من الماضي.
الولايات المتحدة
تشير الدلائل الفلكية الى ان الولايات المتحدة ستشهد المزيد من الثقة والازدهار كما انها ستشهد طفرة في النمو الاقتصادي. ولكن لسوء الحظ ليست هناك اي فترة واحدة محددة ستشهد تآلف النجوم الكامل. لكن أقوى الاشهر هي آذار مارس وحزيران يونيو وتشرين الأول اكتوبر. وإذا كانت الولايات المتحدة قوية وواثقة فان هذا يعطي اشارات على اتجاهات اخرى. فمثلاً ستؤدي السياسة الخارجية القوية الى زيادة فرص نشوب حرب تجارية على مستوى منخفض. ولما كان وقت اعلان الاستقلال الاميركي غير معروف فان هذا يعني عدم وضوح عدد من القراءات الفلكية المتصلة به. ولكن هذه المرونة تعني ان الولايات المتحدة ستنجرّ الى حرب اجنبية مريرة في تشرين الثاني نوفمبر او انها ستشهد اضطرابات خطيرة جداً في المدن الاميركية، او ان احد كبار الساسة فيها سيتعرض للهجوم.
وفي هذه المرونة ما يعني ايضاً احتمال نشوب صراع مع كوريا الشمالية في كانون الثاني يناير. وهناك ايضاً احتمالات حدوث اشتباك بحري في حزيران يونيو واشتباكات عسكرية في ايلول سبتمبر. كذلك سيمنى الديموقراطيون بهزيمة شديدة في الانتخابات النصفية للكونغرس.
الصين
تبين خريطة الأبراج للصين الشيوعية انها ستشهد عملية انتقال وتحول كبرى عام 1997. والمؤثرات الفلكية على درجة من القوة تجعلنا نتوقع أن تصبح الصين في ذلك العام قوة اقتصادية عظمى حتى ولو حدثت فيها اضطرابات سياسية. وسيشهد العام المقبل استمرار التحول السياسي بظهور قيادة جديدة تهدف الى اقامة دولة رأسمالية استبدادية. ومن غير المحتمل ان نستمع الى أخبار مثيرة من الصين خلال عام 1994 لأن العام سيكون سنة من الاعمار الراسخ. لكن نهاية شهر ايار مايو ستكون حساسة حين يرجح ان نرى تغييراً في القيادة. الا ان اهم شهرين هما ايلول سبتمبر وتشرين الأول اكتوبر حين يشهد الاسبوع الأول من أيلول تغييراً كاملاً في الحكومة واختفاء الحرس القديم وظهور وجوه جديدة شابة.
اليابان
ستدخل اليابان فترة من الاضطراب السياسي في نهاية العام. ومع ان الفساد السياسي اصبح احد الملامح الرئيسية في الحياة السياسية اليابانية فان الانتقال في شهري تشرين الثاني نوفمبر وكانون الأول ديسمبر يشير الى تطور مذهل حتى بالمعايير الحالية. ولذا ليس من المستغرب ان نشهد تغيير الحكومة بكاملها.
اسرائيل وفلسطين
بدأت اسرائيل تقترب من نهاية فترة طويلة من المرارة وعدم الهوادة او الرحمة والكفاح - وهي فترة بدأت في اوائل الثمانينات بانتخاب حكومة ليكود وغزو لبنان. ومع ان فترة الاضطراب وعدم الاستقرار ستستمر حتى وقت طويل من عام 1995 فان كسوف تشرين الثاني نوفمبر سيعني نقطة تحوّل. ومن الصعب الحكم بالضبط على تلك اللحظة. لكن الخيارات مستقطبة بين حرب دموية او تسوية مهمة للقضية الفلسطينية تنطوي في واقع الأمر على اقامة كيان فلسطيني فعلي.
وربما تجري انتخابات في اسرائيل في حزيران يونيو لا سيما وان في البلاد نواة حرب اهلية بين مؤيدي عملية السلام ومعارضيها وبين الحكومة والمستوطنين.
وبالنسبة الى منظمة التحرير الفلسطينية ربما كان ارجح وقت لتغيير القيادة هو نهاية آب اغسطس وأوائل ايلول سبتمبر.
العراق
يواصل العراق اظهار العلامات على عدم الاستقرار حتى عام 1995، كما ستستمر احتمالات العمل العسكري ضد صدام حسين، وأخطار العمل العسكري من صدام ضد الدول الاخرى. اما الفترة الرئيسية للتوتر العسكري فهي اواسط شباط فبراير، اضافة الى اواسط تشرين الأول اكتوبر حتى اواسط تشرين الثاني نوفمبر. لكن الثالث من تشرين الثاني نوفمبر بالذات تاريخ ينطوي على خطورة كبيرة. وهناك فترات حرجة ايضاً في اواخر آذار مارس وأواسط حزيران يونيو والنصف الأول من ايلول سبتمبر.
ايران
ستواجه الحكومة الايرانية مشكلات نتيجة ارتفاع التوقعات الشعبية وازدياد ثقة المعارضة. وهناك احتمال حدوث موجة احتجاجات شعبية في شباط فبراير وحزيران يونيو وتشرين الثاني نوفمبر. ومن المحتمل ان تلجأ الحكومة الى تحويل هذه الاحتجاجات الى فرصة لتصعيد السياسة الخارجية العدوانية. ولهذا يجب ان نأخذ في اعتبارنا احتمال تجدد الصراع مع العراق في تلك التواريخ.
مصر
دخلت مصر مرحلة الاضطراب الحالية عام 1992. وسوف تصل ذروتها في آذار مارس عام 1995. واذا تغيرت مصر فان الشرق الاوسط سيهوي في فترة من الاضطراب وانعدام الاستقرار. وبشكل عام لا نتوقع تغييراً في الحكومة في مصر حتى عام 1995. اما التواريخ المهمة فهي بين التاسع والسابع والعشرين من كانون الثاني يناير وأواسط أيار مايو وأواخر أيلول سبتمبر.
الجزائر
تشير دلائل عدم الاستقرار في أوائل كانون الثاني يناير الى ان الاضطراب سيكون واسع الانتشار. وستشهد البلاد موجة احتجاجات واسعة النطاق في آذار مارس ثم في تموز يوليو حين يحتمل تغيير الحكومة وفي أيلول سبتمبر. وسوف يستمر الاضطراب في عام 1995. لهذا يجب ان نعتبر الحكومة الحالية في وضع ضعيف جداً كما ان سيطرتها على زمام الامور ضعيفة أيضاً.
كوبا
نظراً لأن كوبا واحدة من آخر معاقل الشيوعية فإن المعلقين السياسيين يجدون من الصعب فهم اللغز الكوبي وسبب صمود الجزيرة طوال هذه المدة بل ورفضها المساومة مثل الصين وفيتنام. ومن الناحية الفلكية يصعب فهم أسباب صمود كاسترو نظراً للضغوط الفلكية السلبية التي تعرض لها منذ عام 1989 بشكل خاص. وسيشهد عام 1994 المزيد من التحولات العنيفة. والواقع انه اذا واصل كاسترو عدم التزحزح بعد سلسلة من الاوقات العصيبة في بداية آذار مارس واواسط نيسان ابريل وأوائل حزيران يونيو فإنه سيخاطر بثورة دموية جداً في اواخر تشرين الثاني نوفمبر. لكن تلك اللحظة ستمر بسرعة وستتلاشى الضغوط على كوبا في عام 1995. وإذا أراد كاسترو اجراء انتخابات والفوز فيها فإنه يستطيع فعل ذلك في نهاية آب اغسطس وبداية أيلول سبتمبر.
الجماعة الاوروبية
على غير عادة تبدو خريطة أبراج الجماعة الاوروبية خالية من الضغوط. ولكن الجماعة ستشهد فترات من الاضطراب السياسي في اواسط شباط فبراير وأواسط آذار مارس وأواسط أيار مايو.
ولكن ما هي التوقعات لكل شهر من العام الجديد؟
كانون الثاني يناير
في الحادي عشر يقترن القمر مع أورانوس ونبتون والمريخ والزهرة مما يعطي بداية مضطربة جداً للعام. وسوف تتأثر الحكومات بالمثل والخيالات اكثر من ازدهار شعوبها ومصالحها. وهناك احتمال قوي بحدوث طفرات ثورية وضربات عسكرية. وسوف نشهد تسرب الكثير من الانباء عن الفضائح والفساد. كذلك هناك احتمال قوي بحدوث حوادث تلوّث بما في ذلك الاشعاع والتسرب النفطي والغازي. ومن المحتمل ان ينخفض دليل فايننشال تايمز بنسبة 20 في المئة قبل ان تعود الثقة الاقتصادية الى النشاط الاقتصادي العام. كذلك سينشط الأسطول الاميركي في الخارج كما سيتسع نطاق حرب البلقان.
شباط فبراير
سيقع هلال القمر الجديد في العاشر في برج الدلو ما يشير الى الحاجة الى إصلاح في النظام المصرفي ونظام التأمين في المملكة المتحدة. كذلك ستركز الاتفاقات الدولية على المدى البعيد اكثر منها على التطورات القصيرة الاجل. ولهذا فإن هذه الفترة مثالية لاعلان نوايا السلام. وسوف تعيد الصين النظر في مكانتها كقوة اقتصادية كبرى وربما تستعد للدخول في حرب تجارية.
وفي ايران ربما تقع محاولة لاغتيال احدى الشخصيات العامة. اما في الهند فسيحدث تغيير في الحكومة. وفي المانيا سيحدث تغيير دستوري مهم. كذلك سيتدخل الجيش الروسي لمواجهة الاضطرابات في احدى المدن الروسية. وفي أواسط الشهر سيشهد العراق احتمال قمع عسكري.
آذار مارس
سوف تتدهور العلاقات بين بريطانيا والجماعة الاوروبية وسيبدأ الاقتصاد الاميركي في الازدهار كما ستعود الثقة الى النشاط الاقتصادي في بريطانيا مع ان البورصة ستشهد تدهوراً بعد الرابع والعشرين.
وستكون روسيا في مزاج توسعي وستسعى الى زيادة نفوذها في الخارج. كذلك سوف تدعى القوات اليابانية الى المساهمة في عمل عسكري في الخارج.
ومن المرجح ان يحدث تغيير حكومي في مصر. أما العراق فمن المحتمل ان يهدد أحد جيرانه. وقد تجرى الانتخابات في جنوب افريقيا وتجري مظاهرات معادية للحكومة في ايران.
نيسان ابريل
ستشترك الولايات المتحدة في حرب بحرية وستزداد الحمى الثورية في ايران. كذلك ستساهم القوات الالمانية في حفظ السلام في الخارج.
أيار مايو
ستشهد آمال الاتحاد الاوروبي فترة من الاضطراب الموقت. كذلك هناك احتمال حدوث تلوث وتسرب للاشعاع والنفط والغاز. وفي مصر سيحدث تصاعد في نشاط الاصوليين، بينما يواجه العراق خطر الانقسام الى مقاطعات مختلفة، وتشهد ايران المزيد من المظاهرات المعادية للحكومة. كذلك ستحدث تغييرات في الحكومة في كل من جامايكا واليابان وتغييرات في القيادات في جنوب افريقيا.
وفي الخامس والعشرين ستشهد صناعة الطيران تطورات مفاجئة وفتح خطوط رحلات جديدة وانخفاض الاجور. اما الصين فتشهد تغييرات في القيادة.
حزيران يونيو
فترة مهمة بالنسبة الى الطاقة النووية ما يشير الى احتمال التوصل الى معاهدة شاملة لحظر الانتشار النووي. ولكن هناك خطراً من حدوث حادث نووي ايضاً. وفي روسيا سيحدث تغيير في الحكومة وربما في الرئاسة. وفي الشرق الاوسط سينشط الاصوليون، كما ستظهر بوادر جديدة على التوصل الى تسوية اسرائيلية - فلسطينية. لكن اسرائيل ستشهد ارتفاعاً في موجة الاحتجاج ضد خطط السلام. اما ايران فمن المرجح ان يزداد الاضطراب فيها بينما سيؤدي التغيير الحكومي في قبرص الى الاسراع في جهود المصالحة بين المنطقتين التركية واليونانية.
تموز يوليو
في هذه الفترة يرجح ان يؤدي السلوك المتهور الى وقوع حوادث وأخطاء. ولهذا ينبغي التزام الحذر الشديد. وسوف تشهد الصين اضطرابات ومظاهرات كما ستجري احتجاجات شعبية في الجزائر. يضاف الى ذلك ان كلاً من الهند وباكستان ستشهد مظاهرات شعبية.
آب اغسطس
ستكون شبه القارة الهندية بؤرة الاضطراب وعدم الاستقرار، ومن المرجح ان تحدث تغييرات في الحكومتين الهندية والباكستانية. وعلى نطاق عالمي شامل ستكون هناك دعوات قوية الى المحافظة على البيئة ومحاربة التلوث.
وفي الشرق الاوسط ستهدد احدى الدول المهمة جارة لها. وسنشهد جولة جديدة ربما تكون الاخيرة في المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية.
أيلول سبتمبر
سيهيمن العمليون والواقعيون على أحداث العالم. وستكون هذه الفترة نقطة تحول في العام رغم ان بوادر الانتعاش الاقتصادي المستمر في الولايات المتحدة ستظل قائمة. وسوف تواصل روسيا مزاجها التوسعي. وفي الشرق الاوسط هناك احتمال بحدوث ثورة في العراق وحدوث تغيير في الحكومة الجزائرية. وسوف تحدث كارثة تلوث كبرى ستكون على الارجح تسرباً نفطياً.
تشرين الاول اكتوبر
على صعيد عالمي من المرجح ان يتحقق تقدم كبير في مختلف المساعي المبذولة لاحلال السلام في عدد من الصراعات العالمية. لكن الفرصة المتاحة لذلك ضئيلة كما ان فرص السلام ستزداد سوءاً بعد أواسط الشهر. وستشهد روسيا اندفاعاً جديداً نحو القومية والتدخل في الدول الاخرى. اما اليابان فسوف تعاني من فترة اضطراب سياسي ستستمر حتى اوائل عام 1995. وهناك اضطرابات عسكرية وثورية في كل من العراق وايران. كذلك ستشهد تردياً في العلاقات الدولية بشكل عام.
تشرين الثاني نوفمبر
تحركات ايجابية نحو السلام والاعمار. لكن هناك علامات اخرى تشير الى وجوب الاستمرار في هذه التحركات من اجل كبح جماح الصراعات الدولية. وستبدأ الصين في عرض عضلاتها الاقتصادية كما ستمر باكستان والعراق في فترة من الاضطراب. وفي الثامن عشر من الشهر تزداد المخاطر الى أقصى درجة من احتمال وقوع هجمات عنيفة وحوادث ارهاب عشوائية بما في ذلك تلك التي ترعاها الحكومات. وستشهد شبه جزيرة البلقان موجة من الاضطراب ربما تجر اليها رومانيا وبلغاريا ودولاً اخرى مثل اوكرانيا. وفي الولايات المتحدة هناك خطر قوي بنشوب اضطرابات في المدن.
كانون الاول ديسمبر
سنشهد مستوى من العداء وعدم المنطقية على صعيد عالمي. وستظل البلقان واحدة من اكثر مناطق العالم اضطراباً. اما في اسرائيل فسوف تقترب الفترة الخطرة من نهايتها لتشهد انتهاءها في عام 1995 عندما يمكن بذل مختلف المحاولات للتأكد من ان الاتفاقات مع العرب صادقة ودائمة.
وفي الجزائر سيستمر الاضطراب بينما سيكون العنف أكبر المخاطر التي تهدد الوضع في جنوب افريقيا، وهو ما لا يمكن تفاديه إلا بعلاج الأسباب.
وفي بريطانيا ستصبح المعارضة قوية جداً ومن المحتمل حدوث اضطراب في المدارس ووسائل المواصلات والخدمات البريدية. كما يجب اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع وقوع حوادث في المواصلات العامة. وسوف تشهد بريطانيا فترة من الاعمار وإعادة البناء المالي والمزيد من الاستثمارات الاجنبية. اما في اليابان فسوف يزداد الاضطراب السياسي شدةً.
"الفلكيان البريطانيان في سطور
غراهام بيتس ونيكولاس كامبيون هما مديرا "معهد دراسة دورات الشؤون العالمية" الذي تأسس عام 1980 من اجل التركيز على دراسة الظواهر الدورية في المجالين السياسي والاقتصادي. وباستخدام اساليب فريدة في تحليل الاحداث الراهنة والدورات الزمنية الحالية والتطورات المعاصرة يرسم المعهد صورة للمستقبل.
وقد تخرّج غراهام بيتس ونيكولاس كامبيون من جامعة كيمبردج. كما سبق لبيتس ان كان مديراً لصندوق تقاعد مع واحد من أشهر البنوك العالمية وهو يتخصص في التحليلات الاقتصادية. اما كامبيون فقد تابع بعد تخرجه أبحاثه في السياسة والعلاقات الدولية في كلية الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن وهو يتخصص في التحليلات السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.