يتعرض الانسان في حياته اليومية الى مخاطر متنوعة، بعضها بالاختيار والبعض الآخر لا حول ولا قوة له فيه. فتناول الطعام ضرورة صحية يستهلك خلالها الانسان اكثر من 3 آلاف مادة كيماوية طبيعية ضمن وجباته اليومية. وعند اصابته بالمرض يلجأ الانسان للأدوية التي تشكل مخاطر اضافية لا يعرف عنها سوى قسم ضئيل من الناس. لذلك فان معظمنا يترك مسؤولية اختيار الدواء المناسب للاطباء المخولين بعلاجنا. ومن المؤسف ان اغلبية الاطباء لا يطلعون مرضاهم على الآثار الجانبية او المضاعفات الصحية لهذه الادوية. فقد اظهرت دراستان بريطانيتان ان 75 في المئة من المرضى لا يعرفون شيئاً عن الآثار الجانبية التي يمكن ان تسببها لهم الادوية التي يتناولونها. وان نصف عدد المرضى الذين كانوا على علم بها لم يدركوا مضاعفاتها الصحية الا بعد تأثرهم بها شخصياً. الأدوية المؤثرة على الحامل ان المخاطر التي تشكلها معظم الادوية ضئيلة اذا قورنت بالمنافع التي تحققها. الا ان التفاعلات الضارة غير المتوقعة التي يمكن ان تسببها بعض هذه الادوية تزيد من سوء حالة المريض بدل ان تحسنها. وليس عجيباً ان تشكل مخاطر الادوية موضوعاً صحياً رئيسياً هاماً بالنسبة الى عامة الناس خاصة بعد ان قامت السلطات الصحية في ارقى دول العالم بسحب بعض الادوية التي مضى على استخدامها سنين عديدة بعد ان تأكد وجود اخطار ناجمة عن تعاطيها. لا يوجد دواء يصح استخدامه اثناء فترة الحمل لأن معظم الادوية تخترق المشيمة وتؤثر على المرأة الحامل وجنينها ايضاً. وبما ان اهم مراحل نمو الجنين تتم في الاسابيع الأولى من الحياة، في وقت لا تعرف فيه الكثير من النساء انها حامل، فانه من الحكمة استشارة الطبيب قبل تناول اي نوع من الادوية. يمكن تقسيم هذه الادوية والمضاعفات الصحية التي تسببها للمرأة الحامل كالآتي: الادوية المخففة للآلام: اسبيرين، وأناسين، وفيغانين وايبو بروفين وباراسيتامول وديستالجيزيك، تطيل فترة الحمل او المخاض وتسبب نزيفاً حاداً عند الأم والمولود الجديد قبل وأثناء وبعد عملية الولادة. الأدوية المضادة للحموضة: مالوكس وحليب المانييزيوم وغيرهما، يجب عدم تناولها لفترات طويلة او بكميات كبيرة لأنها تسبب مشكلات لعضلات الجنين وتحبس الماء داخل المرأة الحامل. الادوية المضادة للقبض والامساك: او المسهلات الحاوية لكميات مرتفعة من الصوديوم والسكر لأنها ترفع ضغط الدم وتحبس الماء. كما يجب عدم الاستمرار باستخدام الزيوت المعدنية لأنها تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات والاغذية والادوية التي يتم تناولها عن طريق الفم. وتسبب هذه الادوية اضطرابات في دم حديثي الولادة. ويشكل زيت الخروع "CASTOR OIL" خطراً على صحة المرأة الحامل لأنه قد يتسبب بتقلصات الرحم. وتسبب مادة الكينا "QUININE" في عيوب خلقية وفي الولادة المبكرة. الادوية المهدئة والمسكّنة: فاليوم ليبريوم وغيرهما، تزيد من امكانية اصابة الجنين بالعيوب الخلقية، وقد تؤدي الى اصابة حديثي الولادة بالادمان عليها. كما انه من المحتمل اصابتهم بمشاكل في الجهاز التنفسي اذا استخدمت المرأة الحامل هذه الادوية في فترات الحمل الاخيرة او اثناء المخاض. ولا ينصح بتناول الادوية الحاوية لمادة "فينوتيازين" لأنها قد تسبب اليرقان وارتعاش العضلات عند حديثي الولادة. المضادات الحيوية: مثل تيتراسيكلين، تفقد الاسنان الحليبية لونها وتؤخر نموها ونمو العظام، اذا اعطيت في النصف الثاني من الحمل. الادوية المضادة للغثيان: التي تحتوي على مواد بيريدوكسين ودوكسيلامين قد تسبب تشوهات خلقية للجنين. الادوية المضادة للاسهال: تسبب الاعتياد وصعوبة التنفس عند الاطفال اذا تناولتها المرأة قبل الولادة. الادوية المضادة للسعال: التي تحوي كمية عالية من الكحول، تسبب عيوباً خلقية للجنين. الادوية المدرّة للبول: اذا استخدمت روتينياً تسبب مشكلات للكبد والدم عند حديثي الولادة. الادوية التي تحوي الكورتيزون وتستخدم لعلاج البواسير، تسبب تشوهات وعيوباً خلقية للجنين اذا استعملت لفترات طويلة وبكميات كبيرة. قطرات الانف: اذا احتوت على مادة "بساندوفيدرين" تسبب انخفاضاً في حجم وسرعة نمو العظام عند الجنين. الادوية المؤثرة على الرضّع من المستحسن ان تقوم المرأة المرضعة باستشارة الطبيب قبل تناول اي دواء او عقار، لأن عدداً كبيراً منها يمكن دخوله حليب الأم. وما يصلح لها قد يضر برضيعها. من هذه الادوية: الادوية المضادة للتشنج: PHENYTION, PRIMODONE, VALPROIC ACID الادوية المضادة للالتهابات: CORTICOSTEROIDS PHENYLBUTAZONE الادوية المضادة لتجلط الدم: WARFARIN, DICUMARAL الادوية المضادة للجراثيم: SULFISOXAZOLE, NALIDIXIC ACID الادوية المضادة للفطريات: METRONIDAZOLE FLAGYL الادوية المضادة للأورام: METHOTREXATE, CYCLOPHOSPHAMIDE المضادات الحيوية: STREPTOMYCIN, TETRACYCLINE, PENICILING CHLORAMPHENICOL الهورمونات: OESTROGENS, PROGESTERONES المنشطات: AMPHETAMINES مدرّات البول: THIAZIDES المسكنات والمهدئات: BARBITURATES, ALKALOIDS, LIBRIUM VALIUM, MEPROBAMATE, CHLORALHYDRATE الملينات والمسهلات: PHENOLPHTHALEIN, CASCARA SAGRADA, DANTHRON أدوية الشقيقه الصراع النصفي: ERGOTAMINE أدوية الشلل الرعاشي باركنسون: L - DOPA الادوية المؤثرة على الانجاب هناك مجموعة كبيرة من الادوية التي يؤدي استخدامها الى العقم وضعف الرغبة الجنسية وصعوبة قذف سائل المني وانخفاض القدرة الجنسية. من هذه الادوية: المنشطات: DEITHYLPROPION, CHLORPHENTHERMINE, AMPHETAMINES المهدئات والمسكنات: HYDROXYZINE, MEPROBAMATE, OXAZEPAM, DIAZEPAM الهورمونات: PROGESTERONES, ESTRADIOL, ESTRONE, NORGESTRE, DESTROGEN مدرات البول: CLORTHALIDONE, HYDROCHLOROTHIAZIDE, SPIRONOLACTONE مضادات التشنج: ISOPROPAMIDE, METHANTHELINE, PROPANTHELINE مضادات الكآبة: LITHIUM, IMIPRAMINE, PARGYLINE, PHENELZINE AMITRIPTYLINE, DESIPRAMINE, ISOCARBOXAZID مرخيات العضلات: BACLOFEN, CYCLOBENZAPRINE, ORPHENADRINE مضادات افراز الكولين: BENZTROPINE, TRIHEXYPHENIDYL مضادات التوتر ومهبطات الضغط العالي: RESERPINE, PROPANOLOL, METHYLDOPA, HYDRALAZINE, CLONIDINE, METOPROLOL كما ان هناك ادوية تسبب قلة الاخصاب وهبوط عدد الاحياء المنوية. مثل دواء "سولفازالازين" المستخدم ضد اضطرابات الجهاز الهضمي، ودواء "ترايمثوبريم" و"سولفاميثوكزازول" ضد اخماج المسالك البولية، ودواء كولشيسين ضد مرض النقرس وحامض اليوريك، ودواء سايمتيدين المستعمل ضد قروح المعدة والامعاء، ودواء فينوبربيتال الذي يستخدم كمهدئ ومنوم ومضاد للتشنج. ويؤدي استخدام الحبوب المانعة للحمل لفترات طويلة والتوقف عنها فجأة الى عدم انتظام فترة الخصوبة. كما يتسبب اللولب بالتهاب الحوض وتعطيل الانابيب الفالوبية ونقصان المواد الغذائية كالفيتامينات والمعادن فيتامين بي وفيتامين "اي" والزنك والحديد. الادوية المؤثرة على دفاعات الجسم يؤدي تناول الادوية الى اضعاف قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات والمعادن ويؤثر على حسن استغلالها وسرعة الخلاص منها. ونظراً لحاجة الجسم الشديدة الى مثل هذه المواد الغذائية الضرورية فانه يستحسن تعويضها بالاقراص والكبسولات والسوائل اللازمة التي تحتوي على كميات مناسبة من معوضات الفيتامينات والمعادن. مضادات الاوجاع ومخفضات الحرارة الاسبيرين: يخفض مستوى حامض الفوليك وفيتامين بي ويزيد من سرعة خسارة فيتامين سي في البول. مدرّات البول: تزيد من خسارة البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك في البول. مضادات الحموضة: تستنفد فيتامينات اي وبي ومعدن الفوسفور مضادات التشنج: تخفض من مستوى فيتامينات بي 6 وبي 12 وحامض الفوليك والكالسيوم والبوتاسيوم. الستيرويدات القشرية: تخفض امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وتزيد من خسارة فيتامين سي والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك في البول. ترفع مستوى الكوليسترول والسكر في الدم. الملينات والمسهلات: تزيد من خسارة البوتاسيوم والكالسيوم وتخفض من امتصاص الغلوكوز وفيتامينات اي، وبي، ودي، واي، وكاي. الادوية المخفضة للكوليسترول: تخفض امتصاص فيتامينات اي، وبي، ودي، وكاي، وحامض الفوليك والغلوكوز والحديد والكالسيوم. حبوب منع الحمل: تخفض من مستوى فيتامينات بي وسي وحامض الفوليك والمغنيسيوم والزنك، وترفع مستوى الشحوم والحديد والنحاس في الدم. المضادات الحيوية: تزيد من حاجة الجسم الى فيتامينات بي المركبة وتخفض من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والاحماض الامينية، وتضعف انتاج البوتاسيوم وتزيد من هروب فيتامين سي في البول. مضاعفات الأدوية المضادة للأوجاع تشمل هذه الفئة الادوية التي تباع دون وصفة طبية في الصيدليات والمحلات وأهمها: الاسبيرين: يسبب اضطرابات في المعدة ونزفاً في الجهاز الهضمي. يزيد في سرعة طرد فيتامين سي بنسبة 3 أضعاف، علماً بأن هذا الفيتامين ضروري جداً لعملية بناء خلايا الانسجة واصلاحها، وكذلك الاوعية الدموية والعظام والاسنان. قد يسبب اعراض الحساسية كالطفح الجلدي والشرى والانتفاخات وأزمات الربو وصعوبة التنفس والتهاب الجيوب الانفية. كما انه يطيل نزف الدم ويسبب طنين الاذنين والدوران ويحرم الجسم من فيتامينات اي وبي وسي ومعادن الكالسيوم والبوتاسيوم. لا يصلح تناوله مع ادوية الستيرويدات القشرية والادوية المضادة لمرض السكري ومرض النقرس وداء الصرع. الادوية التي تحوي مادة باراسيتامول: تسبب اضطرابات في المعدة والطفح الجلدي والشرى والحمى. كما انها تضر بالاغشية المخاطية وتخفض عدد كريات الدم البيضاء والصفائح. يؤدي استهلاكها بكميات كبيرة الى فقر الدم وتعطيل الكبد. الادوية التي تحوي مادة ايبوبروفين: تسبب نزف الامعاء والشرى ونوبات الربو وارتفاع ضغط الدم وطنين الاذنين والدوران. هنالك احتمال بأن تؤدي الى الفشل الكلوي عند مرضى السكري وعند كبار السن. يستحسن عدم تناول هذا الدواء اذا كان المريض يعاني من حساسية للأسبيرين. الأدوية والرياضة هناك عدد من الادوية التي ينصح بعدم تناولها قبل او اثناء القيام بالتمارين او النشاطات الرياضية. لأن المزج بينها يؤثر على الصحة اجمالاً ويقلل من مفعول تلك الادوية ويزيد من ارهاق الجسم ومن تدهور حالته الصحية. لذلك يستحسن استشارة الطبيب قبل البدء بتلك النشاطات الجسدية، خاصة اذا كان الشخص يتناول اياً من الادوية الآتية: الادوية المضادة لأمراض الحساسية او مضادات الهيستامين لأنها تؤثر على قدرة التركيز وتسبب النعاس وارتفاع ضغط الدم. الادوية المضادة للتشنج الحاوية على مادة الاتروبين كمضادات افراز الكولين. الادوية المضادة للكآبة، والمخدرات التي يمكن استنشاقها، ومدرات البول التي تؤدي مع تصبب العرق وخسارة الملح والسوائل اثناء القيام بالتمارين الى الاصابة بحالة الجفاف. الادوية المنشطة لجهاز الاعصاب المركزي، والادوية المضادة للأوجاع والمخفضة للحرارة، وأدوية القلب والمضادات الحيوية، ومضيقات الاوعية الدموية مثل الكافايين والادوية المضادة لارتفاع الضغط. أدوية زيادة الوزن بعض الادوية يؤدي الى زيادة وزن الانسان واصابته بالانتفاخ، كمضادات تجلط الدم ومضادات الكآبة ومضادات الالتهاب ومضادات التشنج وحبوب منع الحمل وهورمونات الايستروجين والبروجستيرون والمهدئات والمسكنات والمنومات. وكذلك الادوية المستخدمة في علاج مرض باركنسون او الشلل الرعاشي. ان عملية تناول الدواء لا تقتصر على شرائه واستهلاكه فحسب بل انها تتطلب وعياً صحياً وحرصاً على تفادي الاعراض والمضاعفات الجانبية التي يمكن ان يسببها. وأفضل طريقة لذلك هي الاستفسار من الطبيب عن كل دواء نحتاجه قبل الشروع باستخدامه. والتأكد من قراءة كافة التفاصيل والمعلومات التي ترافق الادوية، لأن اي تجاهل او استهتار بهذه النقاط قد يكلفنا الكثير من صحتنا وعافيتنا.