نجح بطل العالم لينوكس لويس، وهو أول بريطاني يحرز اللقب العالمي للوزن الثقيل في الملاكمة منذ 96 سنة، في الدفاع عن لقبه أمام متحديه الأميركي طوني تاكر. وقد منحه المجلس العالمي هذا اللقب بعدما سحبه من الأميركي ريديك بو لرفضه منازلة لويس بعد فوزه على ايفاندر هوليفيلد. ولئن أحرز لينوكس لويس لقبه العالمي على طبق من ذهب، فقد دافع عنه بقبضة من حديد في مباراة استغرقت 12 جولة وخرج منها فائزا بالنقاط بإجماع الحكام الثلاثة: 118/111 و117/111 و116/112. انتصار كلاسيكي جرت المباراة في مركز توماس وماك في لاس فيغاس أمام أربعة عشر ألف متفرج بينهم ثلاثة آلاف بريطاني جاؤوا لتشجيع مواطنهم حامل اللقب. ومع أن المباراة أكدت أن انتصار لويس كان انتصارا لا شبهة فيه ولا التباس، ومع أنها كرسته بطلا عالميا يحسب له حساب، فقد كانت دون المستوى المتوقع، لأن حامل اللقب اعتمد سياسة عدم المجازفة. صحيح أنه ألقى متحديه أرضا في الجولتين الثالثة والتاسعة، وهذا ما عجز حتى مايك تايسون عن تحقيقه، إلا أن لويس لم يحسن استغلال الفرص التي أتيحت له للفوز على متحديه بالضربة القاضية، وقد يكون لإصابة بنصره اليمنى قبل المباراة دور في تعطيل قوته الضاربة فآثر السلامة على المجازفة وفضل انتصارا كلاسيكيا مضمونا على انتصار مدوٍ محفوف بالمخاطر. بطل كبير... ولكن ومع أخذنا بعين الاعتبار إصابة بنصره اليمنى التي ستخضع قريبا لجراحة كان يفترض في البطل البريطاني أن يكون أكثر عدائية وشراسة على الحلبة، وقد علق هو شخصيا على المباراة فقال: "لست راضيا تماما عن أدائي في المباراة، ولكنني خضت مباراة جيدة عموما واثبت للعالم بأسره أنني الأفضل... وأنني قادر على الصمود وعلى تلقي الضربات... إنني لم أستهلك جميع طاقاتي ومواردي في المباراة فلعبت بذكاء على أن تاكر فاجأني بخبرته وبقدرته على احتواء اللكمات". أما طوني تاكر فقد صرح اثر هزيمته وهي الثانية في حياته بعد هزيمته أمام مايك تايسون بالنقاط أيضا: "أنني أفضل من لينوكس لويس... غير أنه كان هذه الليلة أفضل مني... لقد خسرت أمام بطل كبير... ولكن لا يمكن مقارنته بمايك تايسون الذي خضت أمامه مباراة مختلفة". والواقع أن تاكر استطاع أن يقلق لويس في الجولة الثامنة وكاد أن يحول اللعب إلى صالحه لو لم يتدارك لويس الأمر بسرعة معطلا المحاولة الجدية الوحيدة في المباراة التي شكلت خطرا على احتفاظه باللقب. هوليفيلد المتحدي المثالي نال لينوكس من مباراته مع طوني تاكر مبلغا من المال مقداره 7.836840 مليون دولار أميركي وهو أعلى مبلغ يتقاضاه ملاكم غير أميركي بينما نال متحديه مليون دولار فقط. أما المباراة بين لويس وبرونو في أيلول سبتمبر المقبل فقد لا تقع في موعدها لأن بطل العالم السابق ايفاندر هوليفيلد دخل على الخط، وقد أعلن أن دان دوفا مدير أعمال لويس: "ان مباراة لويس - برونو حدث على صعيد إنكلترا، وليس على صعيد الولاياتالمتحدة، وللحصول على أموال شبكات التلفزيون الأميركية لا بد من متحد أميركي له رصيده، وفي نظري هوليفيلد هو المتحدي المثالي". وقد يحصد هذا اللقاء المنتظر مبلغ 30 مليون دولار. وبانتظار ما سيكون يطلق الملاكم البريطاني فرانك برونو التحديات في كل اتجاه أملا أن يخوض مباراة العمر أمام لويس في ملعب ويمبلي حيث يتوقع أن يشاهد المباراة 80 ألف متفرج. أما ريديك بو البطل الآخر حامل لقب الاتحاد الدولي للملاكمة والجمعية العالمية للملاكمة، الذي لم يخض حتى الآن أي مباراة مقنعة دفاعا عن لقبه، فيبدو أنه غير مستعجل حاليا لكي يخوض مباراة الثأر أمام لينوكس الذي هزمه في المباراة النهائية لدورة سيول الأولمبية في الملاكمة للوزن الثقيل سنة 1988. ولعله من أتباع الرأي القائل: طبق الثأر يؤكل باردا..