درج "يوثاي يونغبراباكورن" على صيد التماسيح بيديه المجردتين وعلى العودة بها الى منزله. وتلك الهواية التي كان دافعها الفضول، تحولت الى انشغال محموم بالتماسيح، فهو الآن صاحب اكبر مزرعة للتماسيح في العالم اذ انها تضم ما يزيد على 30 الف تمساح. و"يوثاي" فخور بامبراطورية التماسيح التي يملكها والتي تضم انواعاً شتى من التماسيح بعضها جاء من النيل والآخر من سيام، وبعضها جاء من انهار والآخر من مستنقعات. وتحت شمس بانكوك الدافئة بدت التماسيح، وعيونها نصف مغمضة، متأهبة للانقضاض باسنانها البالغة الحدة والتي تبلغ 70 سناً للواحد منها. والاخصائيون من اقطار العالم أجمع يأتون الى تايلاندا لمقابلة "يوثاي" والتعرف على مزرعة تماسيحه لتعميق معرفتهم باسرار آخر وريث وممثل لعصر الزواحف. بدأ حب "يوثاي" لتلك الزواحف وهو في مقتبل العمر وكان ذلك في العام 1947، عندما ادرك ان صيد التماسيح يعود بارباح طائلة في اميركا الشمالية والجنوبية وفي باكستان والهند. وهكذا شرع في محاولة معرفة كل ما يمكنه حول سلوك التماسيح وطرق حياتها. وكان يقرأ الادبيات الخاصة بها كما كان يجوب الانهار بحثاً عنها. وبالنظر الى المخاطر المحيطة بعملية اصطياد حيوان مثل التمساح وبهدف زيادة الانتاجية قرر "يوثاي" ان يقوم بانشاء مزرعة لاستيلاد التماسيح هي الاولى من نوعها في تايلاندا. ويقول "يوثاي": "في اول الامر كان يجب ان تنمو التماسيح الصغيرة لتصبح اهلاً لاهتمام شركات الجلود. وكان عليّ ان اجري هنا وهناك بحثاً عن الطعام لتلك التماسيح كما كان عليّ حفر الترع وتشييد المباني الخاصة. وكانت تلك تجربة قاسية بالنسبة اليّ خصوصاً وان عائلتي لم تشجع ذلك المشروع اذ ان البوذيين لا يحبون التماسيح لانهم يعتبرونها رموزاً للشر في هذا العالم". وبلغ من نجاح "يوثاي" في هذا المشروع انه تمكن من استيلاد تمساح هجين نتج عن تزاوج تمساح المياه العذبة مع تمساح المياه المالحة. والهجين الجديد يحمل اسم "يوثاي" ويبلغ طوله ستة امتار فيما يزن 1114 كيلوغراماً. وقد أتاح هذا الاكتشاف ل "يوثاي" مكاناً في "كتاب غينيس للارقام القياسية" كما كافأه عليه رئيس وزراء تايلاندا بأن اهداه فيلاً ابيض، وتلك الهدية تعتبر شرفاً رفيعاً في هذه البلاد. وفيما كان "يوثاي" يروي سيرة حياته كانت اشداق التماسيح تنفتح وتنغلق وتصطك منها الاسنان في صخب، فذكور التماسيح تتقاتل من أجل السلطة! وقد يكفي اصطكاك الاسنان ردعاً للغريم، الا ان القتال قد يكون ضارياً وبالغ العنف. أما ابن "يوثاي" فلا يكترث بمثل تلك المعارك، ففي كل صباح تكون مهمته الاشراف على تنظيف جلود تلك التماسيح، وعدته في ذلك عصا من البامبو وخرطوم مياه. وفي كل يوم تلتهم تلك التماسيح نحو مئة طن من لحم الدجاج. ويقول يوثاي "هناك عديد من الناس يخاف من التماسيح وهذا يعود الى انهم لا يدركون شيئاً عنها".