جينيفر بيلز نجمة سينمائية اميركية بدأت مشوارها الفني قبل حوالي عشر سنين بفيلم ناجح عنوانه "فلاش دانس" حيث اكتسبت بعده شهرة عالمية واسعة. لكن بيلز ما لبثت ان غيرت توجهها وظهرت في أعمال من نوع آخر تماماً أقل شعبية الا انها اكثر اهمية على الصعيد الدرامي الفكري مثل "الغفران رقم 2" وغيره. آخر افلامها كان "في الحساء" الذي يترجم جيداً الانتقال الذي عاشته الفنانة في مشوارها السينمائي. "الوسط" التقت جينيفر بيلز في باريس حيث كانت تقوم بزيارة خاصة وحاورتها حول نظرتها الى هوليوود وسبب فرارها من نجاحها الشعبي فور اكتشافها طعمه. تتميز جينيفر بيلز بجمال أسمر نابع من جذورها الاميركية الجنوبية، وهي فارعة الطول تشبه عارضات الازياء، وقامتها الرشيقة كادت ان تدخلها الى عالم الموضة الا ان السينما اعترضت طريقها وخطفتها وهي بعد في الثامنة عشرة من عمرها. فكسبت الصالات المظلمة ما خسرته دور الازياء الراقية وهو شيء لا تندم عليه جينيفر كما يتضح من كلامها. وحول فنجان شاي في فندق باريسي فاخر يتوسط جادة جورج الخامس كان معها الحوار الآتي: تجيدين اللغة الفرنسية بطلاقة تامة، فأين تعلمت؟ - تعلمت في مدرسة كانت تعطي أهمية خاصة للغة الفرنسية وهذا طبيعي لأنها مدرسة اميركية فرنسية مشتركة. انا اميل الى تعلم اللغات وأحوال الا احرم نفسي من هذه المتعة. أتكلم الاسبانية والايطالية والألمانية بعض الشيء، واللغات عندي هواية اكثر من اي شيء آخر. الا تجذبك مهنة عرض الازياء فأنت تتمتعين بكافة مواصفات العارضة المثالية؟ - لقد عملت في الموضة فترة قصيرة جداً في سن المراهقة كنت اعرف انني بأي حال من الاحوال سأتجه الى التمثيل لكنني استخدمت مظهري اللائق في عرض الازياء من اجل كسب المال الذي كنت في حاجة اليه لاتمام تعليمي في معهد متخصص في الدراما. وللرد على سؤالك، الموضة لا تجذبني ابداً على صعيد عرض الأزياء بل تعجبني الى حد كبير كامرأة. انني اتابع كل ما تقدمه دور الأزياء في كل موسم وأحاول تكوين موضتي بنفسي عبر ما اشاهده. ذلك ان اقتناء موديلات الموضة الراقية هو شيء لا اقدر عليه مادياً وبالتالي أتصرف بحكمة وأدبر حالي طبقاً لامكاناتي. ولو كنت عارضة مشهورة لكسبت من المال ما سمح لي باقتناء ما يعجبني فعلاً. الاعتزال والعودة الا تكسب نجمة سينمائية معروفة ما تكسب عارضة مشهورة؟ بكل تأكيد لو كانت الممثلة تعمل في مجال السينما الشعبية. وأنا بدأت مشواري الفني بفيلم يتذكره العالم كله هو "فلاش دانس" الذي فتح امامي ابواب الشهرة وكسب الملايين، لكني اعتزلت السينما فور هذا الحدث لأعود اليها في ما بعد من باب آخر يتميز بنوع من التواضع النسبي. هذا امر معروف ولكن ما سببه بالتحديد؟ - سببه انني رفضت ترك هوليوود تلتهمني وتحولني من فنانة الى سلعة تجارية مربحة. لقد تلقيت عشرات العروض المشابهة لفيلمي الاول عقب نجاحي ولو كنت وافقت عليها لكان مصيري قد تحدد بسرعة فائقة في شكل نجومية مبنية على الكوميديا العاطفية الخفيفة وعلى ملامحي الحسنة. شعرت بالخوف من المستقبل ورأيت نفسي سلعة ترمي بها هوليوود في سلة المهملات عند اول فيلم فاشل أشارك فيه. فكرت في تعليمي الفني وفي طموحي كممثلة درامية مميزة وتأكدت من استحالة تحقيق هذه الأمنية عبر أدوار تشبه الدور الذي أديته في "فلاش دانس". كنت شابة جداً في ذلك الحين فكيف عثرت على الاتزان الضروري لاتخاذ مثل هذا القرار والتنازل عن بريق الشهرة والمال؟ - انا محظوظة جداً لانني كنت محاطة بأشخاص يحبونني ويهتمون بن عن قرب. انا من اميركا الجنوبية والعائلة عندنا تلعب دوراً هاماً. وعثرت في عائلتي على النصيحة التي كنت في حاجة اليها لتدعيم ما كنت افكر فيه اساساً. هذا ما حدث فعلاً واستطعت مغادرة هوليوود وبدأت أخطط لمستقبلي بطريقة ثانية. ماذا فعلت؟ - عدت الى تعلم الدراما بمزيد من التعمق واشتركت في حصص عند كبار الاساتذة في نيويورك بهدف احتراف الفن المسرحي. وسرعان ما عثرت على اتزان ناتج عن الاحساس بالمسؤولية لم اشعر به في هوليوود على الاطلاق. عملت في ما بعد في المسرح ضمن اطار فرقة صغيرة ،مثلت الكثير من الأدوار الحديثة والكلاسيكية وعثرت على اتزان ناتج عن الاحساس بالمسؤولية لم أشعر به في هوليوود على الاطلاق. عملت في ما بعد في المسرح ضمن اطار فرقة صغيرة ومثلت الكثير من الادوار الحديثة والكلاسيكية وعثرت على سعادتي متأكدة اني احسنت التصرف عندما غادرت السينما وهوليوود. الراقصة البديلة لنعد الى فيلم "فلاش دانس"، هناك حكاية لم تتضح ابداً بشأن اللقطات الاستعراضية فيه اذ قيل انك لجأت الى بديلة وانك لا تجيدين الرقص على الاطلاق. ما حقيقة الأمر؟ - هذه الحكاية هي ضمن الأشياء التي دفعت بي الى مغادرة السينما. أنا فعلاً لم أجد الرقص الاستعراضي في ذلك الحين وبطلة قصة الفيلم هي راقصة محترفة. كان لا بد إذاً من اللجوء الى بديلة تحل مكاني في كافة المشاهد الاستعراضية او اختيار راقصة من اجل الدور. وتم اختياري انا لأني حسب رأي المخرج والمنتجين كنت أصلح تماماً للدور من حيث المظهر وفي طريقة أدائي التمثيلي له. وكل المشاهد الراقصة في الفيلم أدتها فتاة اسمها مارين جاهان وهي راقصة فرنسية محترفة تعيش في الولاياتالمتحدة الاميركية. كتبت الصحف في ذلك الحين عن هذا الامر وكأنه فضيحة ساخنة وراحت صحف ثانية تكتب العكس مؤكدة اني رقصت بنفسي في الفيلم واتخذت المسألة حجماً ساهم في ترويج الشريط وأضاف من فضول الجماهير تجاهه. وفي النهاية شعرت بعقدة ذنب لأني لم أرقص في الفيلم وحصدت المجاملات بدلاً من الراقصة الحقيقية. لكنني لم اكن بأي حال مسؤولة عن الموضوع، فهذه اللعبة دبرتها الشركة المنتجة للفيلم وأنا لم افعل شيئاً سوى تنفيذ ما طلب مني. وأنا الآن أضحك اذا ترددت الى مناسبة سينمائية رسمية يتم تكريمي فيها لأن التكريم يتم دائماً بالطريقة نفسها وهي عرض لقطة استعراضية من "فلاش دانس" اي لقطة لا أظهر انا فيها ولكن البديلة فقط. كنت شابة في ذلك الوقت وكان من السهل التأثير علي وإثارة العقد في نفسيتي وهذا ما صار. عدت الى السينما في ما بعد ولكن في أفلام مختلفة عن فيلمك الأول. كيف تمت هذه العودة؟ - تمت بواسطة المسرح في نيويورك حيث تعرفت الى اشخاص يعملون في حقل السينما المستقلة البعيدة عن الانتاج الهوليوودي التقليدي. عثرت على ادوار جادة درامية وخيالية وعملت مثلاً تحت ادارة السينمائي الكبير سام فوللر الذي يخرج أفلامه في أي مكان الا هوليوود. تعلمت التواضع وعرفت معنى العمل الشاق غير المجزي مادياً، ورأيت أفلامي تنزل الى السوق في صالة واحدة مثلاً ولا تتمتع بالامكانات الكافية لتنفيذ حملة تسويقية على المستوى الذي تستحقه. كان الفارق بين هذا الموقف وما عشته سالفاً في هوليوود شاسعاً لكنني فضلت وضعي الجديد بكل سلبياته ولسبب بسيط هو انني شعرت بكوني ممثلة حقيقية لا علاقة لها بالسلعة التجارية التي تسعى هوليوود الى ترويجها ثم الى رميها بعد الاستعمال. كنت كسبت كرامتي وهويتي كفنانة محترمة. تعملين بين الحين والآخر في فيلم تجاري مثل "الغفران رقم 2". لماذا؟ - اذا كان السيناريو يجذبني ودوري فيه استسيغه فلا ارى مبرر للرفض. لست ضد الافلام الشعبية طالما انها لا تمس صورتي كممثلة جادة. وأنا أميل الى التنويع وإثبات قدراتي المتنوعة. كل ما يهمني من الانتقال بين الألوان الفنية المتعددة، وايضاً ان احافظ على الهوية التي اكتسبتها طوال السنوات الفائتة كممثلة حقيقية. انا الآن جينيفر بيلز بينما كنت سابقاً الفتاة التي ادت بطولة "فلاش دانس". شريك حياتي عملت أخيراً في فيلم عنوانه "في الحساء" من اخراج الكسندر روكويل، سبق لك العمل تحت ادارته. هل تحبين العمل مرات كثيرة مع الاشخاص انفسهم لما يخلق ذلك من وفاق فني يأتي بنتيجة جيدة فوق الشاشة؟ - أحب فعلاً تكرار تجربة العمل مع الاشخاص الذين اتفق معهم لأن التفاهم بيننا يزيد من فاعلية النتيجة الفنية النهائية، وحدث ذلك مع سام فوللر مثلاً ثم مع الكسندر روكويل الا ان الوضع مع هذا الأخير يختلف بعض الشيء لأنه زوجي في الحياة. تعرفت اليه في نيويورك عندما كنت أعمل في مجال المسرح، واكتشفت فيه كافة الصفات التي ابحث عنها في الرجل والفنان فأحببته، وأنا الآن شريكة حياته وبطلة أفلامه.