يعيش الروائي اللبناني فؤاد كنعان شيخوخة خصيبة، فهو الذي يناهز السبعين، دفع الى النشر بروايته الجديدة "كأن لم يكن" بعد سنوات قليلة من صدور روايته "على أنهار بابل". ولا يقع فؤاد كنعان تحت ايحاءات صورة الاديب وسطوته، كأن الادب لديه حرفة عادية كغيرها من شؤون العيش. فحين تجالسه في صالون بيته تراه، غالباً، بين اهله من اجيال ثلاثة او اربعة: أمه أو أم زوجته، واحدة من بناته، عدد من احفاده، وتعرف كما ان الكتابة عنده ليست من الامور التي تباعد ما بين الانسان وأهله. وفؤاد كنعان واحد من اركان المدرسة اللبنانية الصرفة في الكتابة القصصية والروائية، تلك المدرسة التي يشكل مارون عبود مرجعها، وتتميز بتحسس الكلمات والعبارات كما يتحسس عامة الناس اشياء العيش المحلي من دون "تثقيف" ولا "مُثُل" ولا استيهام ولا اصطناع. كأن الالفاظ والعبارات تحت اقلام ادباء هذه المدرسة تأتي من الفة العيش وطراوته وطرافته وتعدد وجوهه ومفارقاته، من دون ان تعمل الكتابة على رفع امور العيش الى ما يتعداها من اسئلة او النزول بها للكشف عن النسيج الخفّي فيها. "الوسط" التقت فؤاد كنعان لمناسبة صدور روايته الجديدة "كأن لم يكن"، وتحدث حديث التكوين الشخصي والادبي: امضى والدي مطلع شبابه مغترباً في فنزويلا، وعاد الى قريته رشميا في جبل لبنان بحصيلة مالية لا بأس بها، فتزوج وبدأ ينجب، ثم وقعت الحرب العالمية الاولى، فتبخرت ثروته ومدخراته. وربما علينا ان نسأل جمال باشا والجراد عن سبب تبخرها الذي ارغمه على طلب وظيفة "تحصيلدار" جابي ضرائب في "وزارة المال"، فاقتنى للقيام بوظيفته هذه حصاناً للتجوال في القرى الجردية. وفي ايام الانتداب الفرنسي تحول الى مراقب للصناعات في تلك القرى. ومن راتبه المتواضع من هذه الوظيفة تمكن من إعالتنا نحن ابناءه الثلاثة وبناته الاربع. والدتي من آل مبارك الذين كان بيتهم صاحب تقليد تقى كنسي في رشميا. وقد تزوجها والدي بعد عودته من مغتربه الفنزويلي. ولدت عام 1920 في رشميا، حيث وُلد اخوتي واخواتي كلهم. وفي مدرسة راهبات مار يوحنا في القرية تعلمت حتى سنة 1931، ثم اكملت تعليمي طالباً داخلياً في مدرسة الحكمة في الاشرفية - بيروت. كان جو المدرسة رائعاً لا يجعله قاسياً الا الانضباط المتشدد والمتزمت الذي كان يفرضه نظامها الصارم برئاسة الخوري يوحنا مارون. امضيت في مدرسة الحكمة عشر سنوات من عمري 1932 - 1942 تلميذاً ثم مدرّساً للغة العربية. ومن قسم اقامة الطلاب الداخلي انتقلت، لما صرت مدرساً، للاقامة في غرفة من الغرف المخصصة لاقامة المدرسين. وللسنوات الاربع التي قضيتها في التدريس مدين بمعرفتي المتواضعة لأسرار لغتي العربية. اما ميولي الادبية فتفتحت باكراً وأنا على مقاعد السنة الدراسية النهائية من المرحلة التكميلية. اذكر انني وصديقي آنذاك جوزف باسيلا ويوسف ابو خليل، انشأنا جريدة مدرسية كنا نحررها بخط ايدينا ونوزعها في المدرسة. كنت في الخامسة عشرة من عمري حين ارسلت قصة من كتابتي الى جريدة "الرابطة" اليومية لصاحبها سليم ابو جمرا، فنشرت تحت عنوان "قصة العدد" فقضيت اسبوعاً كاملاً وأنا في حالة نشوة بعد نشرها. في العام 1937، وكنت ما ازال طالباً في صف البكالوريا، ارسلت قصة الى مجلة "المكشوف" فنشرت مع مقدمة من مارون عبود الذي ادين له بتشجيعي على المضيّ في الكتابة القصصية ذات الطابع النقدي وهي المناخات التي خبرتها عن كثب في سنوات تعلمي في رشميا ثم في الحكمة. وربما صدر اعجاب مارون عبود بما اكتبه عن انني كنت اصيب حقلاً كان هو يتمنى تناوله. ولما التقيته وتعرفت اليه في "المكشوف" قال لي: انجز مجموعتك القصصية، وانا اقدم لك. وهذا ما حدث لما اصدرت مجموعتي الاولى "قرف" عن "المكشوف" عام 1947. المكشوف: من الفضائح الى الادب حين جعلت انشر قصصي في "المكشوف" ابتداء من العام 1937 كانت في طليعة المجلات الادبية في المشرق العربي كله، اذ كانت مجلة "الرسالة" المصرية بدأت تخبو وتتراجع. ولانها كانت تستقطب تيار الحداثة الادبية آنذاك كان ل "المكشوف" كتّاباً من مصر ومن سائر البلاد العربية. وقبل ان يحولها صاحبها فؤاد حبيش الى مجلة ادبية اسبوعية في اواسط الثلاثينات، كانت "المكشوف" جريدة يومية اسمها "على المكشوف"، اي جريدة شبه "فضائحية" حتى اوحى احدهم لفؤاد حبيش بالاقلاع عن هذا النوع من الصحافة التي تفسد اخلاق الناشئة. كان فؤاد حبيش، الذي بدأ حياته الصحافية محرراً في "النهار" ثم في "المعرض" لميشال زكور يتمتع بحس عملي الى جانب ثقافته العالية، فاستجاب لما أُوحي له وحوّل "المكشوف" الى مجلة ادبية لم تلبث ان جمعت حولها نخبة الاقلام اللبنانية والعربية آنذاك. كنت آنذاك مبتدئاً وأصغر رواد "المكشوف" سناً. اتذكرني صغيراً حين كنت اذهب الى مكتبها في البناية المقابلة لمبنى "تياترو الكبير" في شارع الامير بشير في بيروت. على مدخل البناية كان يقف بائع "نمورة" صنف من الحلويات شهير. منخفضاً كان سقف المكتب لانه كان يشغل النصف العلوي من الطابق الارضي، فيما كان يشغل النصف السفلي منه محل لبيع الاسطوانات تصدح منه طيلة النهار اصوات ام كلثوم ومحمد عبدالوهاب. وفي ذلك المكتب الصغير غرفتان وصالة ومطبخ، كنت تلقى دائماً، الى فؤاد حبيش، مارون عبود وسليم حيدر وعمر فاخوري والياس ابو شبكة وخليل تقي الدين وتوفيق يوسف عواد… وغيرهم من كتاب ذلك الجيل وشعرائه. وعلى الرغم من ريادتها الادبية نادراً ما كانت "المكشوف" تكثر من نشر الشعر. ربما لان فؤاد حبيش لم يكن يقبل على نشره معتبراً ان لا مردود مادياً له. ولم يكن هذا يمنعه من اصدار مجموعات شعرية عن "دار المكشوف" ف "غلواء" الياس ابو شبكة وبعض دواوين يوسف غصوب الشعرية صدرت عن "المكشوف"، فضلاً عن مجموعة توفيق يوسف عواد القصصية "الصبي الاعرج" و"عشر قصص" لخليل تقي الدين ومعظم نتاج الاديب عمر فاخوري. في اثناء الحرب العالمية الثانية صدرت مجلة "الاديب" لألبير اديب، لكن اخراجها المميز لم يمكنها من مجاراة المرتبة الثقافية والادبية التي كانت تتصدرها "المكشوف"، اذ كان معظم كتاب "الاديب" من بلاد الخليج العربي. لكن "المكشوف" ما لبثت ان تراجعت في سنوات الحرب بعد ان كانت بين سنة 1936 وسنة 1942. هي الحرب، ربما، كانت في رأس العوامل المباشرة التي اطفأتها، فجعلت لندرة الورق، تصدر بتقطع حتى توقفت نهائياً عن الصدور عام 1948، تاركة المسرح لمجلات غيرها تصدرت الحياة الادبية والثقافية في الخمسينات. الوظيفة فراش من شوك إبان مزاولتي التعليم في الحكمة انتسبت الى معهد الحقوق الفرنسي من غير رغبة في التخصص في الحقوق، فلم اتابع دراستي والتحقت بالوظيفة. كان في ودي الحصول على وظيفة تناسب ميولي الادبية، فترشحت لنيلها في المكتب الفرنسي للاعلام، او في قلم المطبوعات اللبناني. ولانني قُبلت موظفاً في وزارة التموين، قبل ان أُقبل في واحدة من هاتين الوظيفتين، عُينت رئيس قلم بطاقات الاعاشة بوزارة التموين في بيروت. كان ذلك في اواسط الحرب العالمية الثانية، آن كان للانتداب الفرنسي وزارة تُعنى بشؤون التموين والاعاشة. في مطلع عهد الاستقلال اي في العام 1949، نُقلت الى ديوان مديرية الاقتصاد، ثم الى المديرية العامة لمراقبة الشركات، او للوصاية على مصالح الاستثمار. وهي مديرية كانت تُعنى بمراقبة عمل مؤسسات الخدمات العامة، من بريد وهاتف وكهرباء ومياه… الخ، التي كان يديرها القطاع الخاص آنذاك، قبل ان تتحول الى مصالح مستقلة او الى قطاع عام تديره الدولة بصورة مباشرة او غير مباشرة. فشهدت بذلك تدهور عمل هذه المؤسسات واداراتها يوماً بيوم. وربما يكفي كقرينة على ذلك ان اذكر ان 90 في المئة من ميزانية هذه الشركات، بعد تحولها الى مصالح مستقلة صارت تُصرف على رواتب الموظفين الذين وُظفوا عن طريق المحسوبيات والاستزلام، من دون حاجة الشركات اليهم حاجة فعلية. وباستطاعتي ان اقول انني رأيت رأي العين وبالتفصيل بدايات انهيار بعض مؤسسات الدولة اللبنانية قبل سنوات كثيرة من بدء الحرب في لبنان. امضيت سنوات خدمتي الوظيفية كلها، حتى تقاعدي في العام 1984، وانا على حال من الغربة، كأنني "طائر يغرد خارج سربه". ربما هي ميولي الادبية في اصل غربتي عن الحال الذي تكون عليه شخصية الموظف ويكون عليه سلوكه. لذا امضيت ما يزيد على ثلاثة عقود ونيف من عمري كما لو انني على فراش من شوك. اما ما للوظيفة من فضائل عليّ، فيتمثل في انها اتاحت لي الفشل في مدرستها التي غالباًَ ما يكون معظم الذين يسلكون فيها وينجحون من المرائين وصغار النفوس المتمتعين بقدر كبير من اللااخلاقية. وها أنذا، كما تراني، تركت الوظيفة خالي الوفاض، مثلما دخلتها. فلا الراتب كان يكفي لمعيشتي وعائلتي، ولا الرتبة كانت تغريني. غرفة في حي اليسوعية ما ان دخلت سلك الوظيفة الرسمية وتخليت عن مهنة التعليم في مدرسة الحكمة حتى اتخذت لنفسي سكناً مستقلاً في غرفة استأجرتها في بناية قريبة من الجامعة اليسوعية. وفي محيط اليسوعية آنذاك كانت تكثر إقامة الطلبة الجامعيين في غرف مستقلة بعيداً عن اهلهم وعائلاتهم. في ذلك الحي في جوار اليسوعية كان يوجد مقهى صغير اسمه "مقهى ابو نؤاس" يجتمع فيه كل مساء عدد من الكتّاب والصحافيين والموسيقيين والمغنين في الاربعينات. منهم فاضل سعيد عقل وروبير ابيلا وفؤاد حداد الذين كانوا جميعاً يعملون في جريدة "البشير" كانت تُحرر وتُطبع في مطابع اليسوعية. أما صلاح كامل فكان ينضم الى رواد المقهى هؤلاء آتياً من عمله في مجلة "الطريق" فيما كان يأتي كل من غنطوس الرامي وأسعد سابا وفؤاد قرداحي ونقولا المني من الاذاعة اللبنانية. هكذا كان يجتمع الشمل في المقهى كل مساء على كلام لا ينتهي في السياسة والأدب والفن. كنت آنذاك اتردد على المقهى الذي منه ومن اقامتي المستقلة في حي اليسوعية تعرفت على بيرووت وعشت رومنطيقية الشباب في المدينة. الخفة والسذاجة والهوى كانت تحملنا على اجنحتها، فتهزنا اية قصيدة نسمعها. والحرب العالمية الثانية لم تُجر علينا سوى الخيرات والبحبوحة. وعن ذلك المناخ كتبت قصة "كما تمر بماء آسن" من كتابي "أولاً وآخراً وبين بين". ومن "مقهى ابو نؤاس" في آخر الليل كنا ننطلق، يحملنا هوى الشباب الى ساحة البرج وباب ادريس والزيتونة، وذلك قبل نهضة منطقة رأس بيروت والحمراء في اوائل الخمسينات. ومنذ ذلك الحين اكتسبت عادة ما تزال قائمة فيّ حتى الآن. كنت وما أزال اكره الخروج نهاري السبت والاحد، وأمقت ان اكون من الجموع التي اتخذت من الخروج في هذين النهارين طقساً عاماً تؤديه. فما ان كان نهار السبت ينتصف حتى كنت آوي الى غرفتي ولا اخرج منها الا صباح الاثنين، فأقضي الوقت كله في القراءة والكتابة والتأمل. وبعد زواجي ابقيت نهار الاحد لي اختلي فيه بنفسي، استمع الى الموسيقى، اكتب قليلاً، واقرأ. كم كنت وما ازال احب هذه العزلة وهذا الانفراد الذي اخلو فيه الى نفسي. مجلة انتليجنسيا الخمسينات في أوائل الخمسينات قامت مدرسة الحكمة باصدار مجلة ادبية شهرية سمتها "الحكمة" وأسندت اليّ رئاسة تحريرها، بمبادرة من رئيس المدرسة آنذاك الخوري المطران اليوم خليل ابي نادر. وقد وُجد يومها من يتذمر ويستاء قائلاً: "كيف تُسند رئاسة تحرير هذه المجلة الى من كتب "قرف" وتهجم على الخوارنة والرهبان والاكليروس؟! لكن الخوري ابي نادر واجه هذا الامر بأن قال: "خلوا فؤاد كنعان عليّ". كانت الساحة الادبية، آن صدور "الحكمة" تعيش ما يشبه فراغاً وحاجة الى مجلة. فمجلة "الاديب" كانت تتوجه الى الخارج وضعيفة الصلة بالأوساط الادبية والثقافية المحلية، فلا يعتبرها الادباء اللبنانيون منبرهم. و"المكشوف" كانت احتجبت عن الصدور، كما اسلفت القول. استقطبت "الحكمة" قسماً كبيراً من كتّاب "المكشوف" امثال بطرس البستاني وخليل فرحات وكمال الحاج وخليل رامز سركيس وجوزف باسيلا وفؤاد حداد. هذا فضلاً عن استقطابها كثرة من الاقلام الجديدة امثال يوسف حبشي الاشقر وجميل جبر وشوقي ابي شقرا. وفي هذا المجال استطيع القول ان "جماعة مجلة شعر" بدأت تجاربهم الادبية في "الحكمة" التي بدأت ب 32 صفحة وجعلت صفحاتها تزداد حتى بلغت المئة ثم ال 180صفحة في اعداد خاصة صدرت عن كل من ميشال شيحا وصلاح لبكي. تكوكبت حول "الحكمة" حلقة من الادباء المثقفين والكتّاب. منهم يوسف الخال الذي تعرفت اليه في "دار الريحاني للطبع والنشر" في محلة الزيتونة حيث كانت تُطبع "الحكمة". فراح الخال ينشر ما يكتب في المجلة. من هذه الكوكبة حول "الحكمة" نشأت "حلقة الثلاثاء" الادبية التي راحت تجتمع كل نهار ثلاثاء بعضوية كمال الحاج وفؤاد حداد وخليل فرحات وجوزف نجيم وصلاح كامل وجوزف باسيلا، وسليم باسيلا، وأنا. لكن هذه الحلقة لم تعمر طويلاً فانبثقت عنها حلقة جديدة باسم "حلقة الثريا". ما ان بدأ نجم "الحكمة" يخبو في أواخر الخمسينات 58 حتى ظهرت مجلة "شعر" فتفرق الجمع الذي كان يتحلق حول "الحكمة" التي توقفت عن الصدور، كل في طريق وجهة، بعد ان كانت مجلة الانتليجنسيا طيلة عقد من الزمن. الترجمة والزمن الهارب بعد توقف "الحكمة" عن الصدور انصرفت الى الترجمة للحصول على دخل اضافي لم تكن الوظيفة تؤمنه لي لاقوم بأود العائلة التي تكاثر عدد افرادها. وطيلة سنوات الستينات، التي كانت مرهقة لي وانقطعت فيها عن كتابة القصة، انصرفت الى الترجمة عن الفرنسية لصالح "المنشورات العربية" في باريس. فترجمت "اوجيني غرانده" لبلزاك و"لبنان في شخصيته وحضوره" لميشال شيحا. وعلى الرغم من الارهاق والمشقة اللذين عشتهما آنذاك، كنت شغوفاً بالترجمة. وفي العام 1962، حين صدور ترجمتي لكتاب شيحا المذكور، اقيمت في المناسبة حفلة في قصر هنري فرعون حضرها حوالي 300 شخص من كبار الرسميين والادباء والكتّاب والمثقفين في لبنان. انا من المقلّين جداً في الكتابة. ربما هو طبعي هكذا، وربما هنالك اسباب شخصية ومعيشية ولكنني على الرغم من ندمي اجدني راضياً. بعد "قرف" الذي اصدرته في مطالع الخمسينات، اصدرت في عام 1964 كتابي الثاني "أولاً وآخراً وبين بين". وفي سنوات الحرب المريرة، وبعد تركي الوظيفة وزواج ابنائي وبقائي وحيداً وزوجتي، كتبت "على أنهار بابل" الذي صدر في اوخر الثمانينات. اسميته هكذا "على أنهار بابل" تيمناً بواحد من مزامير التوراة الذي يقول: "على أنهار بابل، هناك، جلسنا فبكينا وتذكرنا…". وفي كتابي هذا يمكنني ان اقول اني على ضفاف ما انقضى وفات جلست وبكيت وفاض بي الحنين. ومن وحي بيت الشاعر عمر بن حارث ومعناه اخترت اسم كتابي الجديد الذي سيصدر قريباً في بيروت، بعنوان "كأن لم يكن". اما بيت عمر بن حارث فيقول: "كأن لم يكن بين الحجول الى الصفا…"! في هذا الكتاب الجديد الذي سيصدر اجدني مثل هذا الشاعر، استعيد الزمن الهارب وحسّ الاقتلاع، زمانياً ومكانياً، بعد الذي حصل في لبنان.