لم يعرف ثنائي اجتماعي في أميركا الضجة والشهرة التي عرفهما دونالد وايفانا ترامب، الأول لغناه ومغامراته الإستثماراتية والثانية لجمالها أولا ولمهنتها السابقة حيث كانت تعمل عارضة أزياء قبل أن تدخل الحياة الزوجية الثرية. وايفانا هي نموذج للمرأة العملية والمحظوظة أيضا، إذ استطاعت أن تفر من بلدها الأم تشيكوسلوفاكيا بحيلة ماكرة وتستقر في الولاياتالمتحدة، حيث جمعت ثروة طائلة واصبح اسمها على كل شفة ولسان بعدما امتهنت عرض الأزياء وتزوجت من الملياردير الشاب دونالد ترامب. وفضلا عن جني المال وإدارة الأعمال مع زوجها التي نجحت فيهما، تحاول ايفانا حاليا إقناع الجميع بأنها صاحبة موهبة أخرى، إذ أصدرت أخيرا روايتها الأولى بعنوان "من أجل الحب وحده". وهي منكبة حاليا على كتابة رواية ثانية، كما تقول، على رغم العاصفة التي أثارتها الأولى على جبهتين: الصحافة وزوجها السابق. فبينما شكك صحافيون كثر في أن تكون ايفانا المؤلفة الحقيقية لقصة "من أجل الحب وحده"، اغتاظ مطلقها منه واعتبره مخالفة صريحة لعقد الطلاق الذي يلزم ايفانا بعدم التعرض إلى زوجها السابق علنا. "الوسط" توجهت إلى ولاية فلوريدا وأجرت حوارا خاصا ومطولا مع ايفانا، حيث تحدثت فيه بصراحة عن آمالها ومتاعبها ورحلتها الطويلة في مغتربها الأميركي. على أساس اتفاق الطلاق صار من حق ايفانا ترامب، المطلقة الجميلة أن تقيم في قصر دونالد زوجها السابق والملياردير الأميركي في ولاية فلوريدا شهرا واحدا كل سنة. وفي هذا الصرح الفاخر الذي يبلغ ثمنه 20 مليون دولار التقت "الوسط" هذه النجمة التي تبدو في هذه الأيام سعيدة جدا. ولكن ما سر سعادتها؟ أهو المليون دولار الذي قبضته حتى الآن لقاء روايتها؟ أم طلاقها من دونالد وقد عاد عليها ب 25 مليون دولار وقصر فاخر في غرينيتش 45 غرفة بالإضافة إلى دارة رائعة في نيويورك؟ افتر ثغرها عن ابتسامة عريضة هنا، وقالت: "أنا لا أسعى لاصطياد الأثرياء، لدي من المال ما يكفيني. فلماذا أركض وراء سعادة مزيفة... الحب الحقيقي هو ما أبغيه وليس سرابه". إذا هناك رجل جديد في حياتها؟ - "نعم، وهذا هو مصدر سعادتي. انه رجل رائع لا يضن علي بالدعم والمؤازرة". خطيبها المحظوظ هذا هو ريكاردو مازوتشيللي المهندس ورجل الأعمال الإيطالي الذي يعيش في لندن. ويضطر أحدهما حاليا أن يقطع آلاف الأميال للقاء الآخر، فإما أن تطير ايفانا إلى عاصمة الضباب أو يأتيها حبيبها إلى نيويورك كلما سنحت الفرصة بالتئام الشمل. أخبار الزوج السابق أما دونالد فهو يمر بأزمة عصبية حاليا. فبعدما كانت ثروته تقدر بثلاثة بلايين دولار في الثمانينات، تضاءلت مع الزمن وأصيب بنكسة مالية خطيرة خسر على أثرها بليونا وربع البليون من الدولارات. وفضلا عن ذلك، أخذ به الغضب كل مأخذ لدى ظهور رواية مطلقته، إذ أنها تكاد تكون سردا دقيقا لقصة حياتها وعلاقتها به التي انتهت نهاية محزنة. وعلى رغم تأكيدها ل"الوسط" أنها لم تنس بعد أزمة الطلاق الذي حصل قبل سنوات ثلاث، نفت ايفانا أن تكون القصة سيرتها الذاتية. وتابعت: "لم أكن لأكتب قصة حياتي أبدا لأن فيها خصوصيات حميمة لا أقوى على نشرها على الملأ، كما أنني لا أريد أن أنتقم من أحد. أنا لا أكره أحدا، بل أحب الناس جميعا". بين الحقيقة والتخيل إلا أن التشابه بين حياة ايفانا وحياة بطلة القصة كاترينكا لا يخفي نفسه، إذ تهرب الأخيرة في العام 1972 من بلادها الرازحة تحت الحكم الشيوعي وتسافر إلى الغرب كبطلة للتزلج على الجليد ضمن البعثة التشيكية إلى دورة للألعاب الأولمبية. ويحالفها الحظ هناك فتتعرف على مليونير أميركي تتزوجه وتدير فندقه الضخم في نيويورك حتى ينتهي زواجهما بالطلاق. وايفانا كانت تمارس رياضة التزلج على الجليد، ونجحت بالفرار من تشيكوسلوفاكيا، بعد إقناعها رجلا نمساويا بادعاء الزواج منها في 1971 كي تستطيع مغادرة البلاد. انضمت بادئ الأمر إلى صديقها بطل رياضة الجري جورج سيروفاتكا، وفي غضون سنوات خمس التقت بشرك حياتها المليونير الأميركي دونالد ترامب وأحبته. لكن "الكاتبة" لا توافق على هذا التفسير بل تصر بأن آدم حبيب كاترينكا هو أشبه بصديقها ريكاردو وليس بزوجها السابق دونالد، وتقول: "إن آدم لطيف للغاية ويعامل زوجته برفق وحنان. كما أن القصة لا تدور حول امرأة ورجل إنما هي تتناول حياة كاترينكا وعلاقاتها وصداقاتها مع نساء أخريات. والصداقة بين بنات الجنس اللطيف هي موضوع يحوز على جل اهتمامي، ولذا سأعالجه في روايتي الثانية والثالثة ولن أمل من الكتابة عنه". ومرد هذا الاهتمام بالمرأة يعود، كما يبدو، إلى تجربتها مع الرجال والنساء فهي تقول: " ربما حصلت لي مشاكل مع الرجال، إلا أنني كنت دائما على وفاق مع بنات جنسي ولم يعكر صفو صداقتي بهن أي خلاف أو سوء تفاهم. وأنا سعيدة لأن لي بينهن صديقات كثيرات يتجاوز عددهن الألف امرأة". إلا أن الشابة الجميلة وعارضة الأزياء الأميركية مارلا مابلز التي هرب معها دونالد ترامب قبل سنتين ليس حتما في عداد هؤلاء الصديقات، فكيف تستطيع ايفانا أن تغفر لغريمتها التي تسببت لها في الطلاق الذي تأذت منه كثيرا، خصوصا أنه وقع في 1990 سنة وفاة والدها. وكانت ايفانا أعجبت بدونالد عندما تعرفت عليه بسبب "نسبه العريق - كما تقول ل"الوسط" - وحيويته الطافحة وليس لأنه ثري، فالحب لا يقوم على أساس حجم الحسابات المصرفية. وقفت إلى جانبه وناضلت معه لبناء مستقبلنا. ورفضت أن أكون مجرد ربة منزل، فهذا ما لم أعتده في الماضي. نشأت على احترام العمل والإيمان بأنه يكسب المرء مزيدا من الثقة بالنفس". نجاح ثنائي واستطاع الزوجان تحقيق نجاحات كثيرة، وسرعان ما احتلت صورهما أمكنة بارزة في الصحف، وصار يشار إلى ايفانا بالبنان كسيدة أعمال متميزة وفقت في إدارة نوادي زوجها في مدينة الملاهي "أتلانتيك سيتي". وهي الآن تبدو سعيدة مطمئنة إلى مستقبلها، فبالإضافة إلى حبها الجديد وثروتها الكبيرة اكتسبت "خبرة عملية واسعة ومهارات في ميدان الأعمال التجارية والادخارية يعترف بها الجميع وما يزيد من سعادتي بريكاردو 48 عاما هو محبته لأطفالي الثلاثة: دوني 14 عاما وايفانكا 10 واريك 8. انهم الورود التي تشع دفئا في حياتي، وأنا فخورة بدوني الذي يعتبر أصغر هاو في أميركا للتصوير تحت الماء. وبينما تمارس ايفانكا رقص الباليه والعزف على البيانو، ما يزال اريك صغيرا لم يختر هواية معينة بعد، إلا أنه يبدي شغفا بالرياضة". وأضافت المرأة التي أشيع بأنها تقوم بواجباتها الأمومية تجاه أطفالها عبر جهاز الفاكس، حين تكون في أحد منتجعات التزلج بعيدة عنهم، معبرة ل"الوسط" عن مخاوفها "ومع أن علاقة ريكاردو بالأطفال متينة ورائعة، أخشى أن تتغير الأمور إذا ما تزوجته. قد يخيل للأولاد عندئذ أن مكانتهم في حياتي غدت ثانوية. لكن من الممكن معالجة هذه المشكلة تدريجيا، ولا بد لي أن أمنحهم السعادة والحب فهي أهم ما لدي في هذا العالم". من أكثر السيدات أناقة بعد نجاحها في عالم الرجل، تسعى ايفانا حاليا إلى بناء سمعتها المستقلة بمعزل عن شريكها السابق الذي ساعدها على تحقيق إنجازاتها في الماضي. ومن الآن فصاعدا ستكون هي الرأس المدبر الذي يستقطب، بمفرده، أضواء الشهرة، فهي عازمة على إنتاج بعض أنواع العطور والمستحضرات التجميلية التي ستحمل اسمها. كما قامت بتصميم مجموعة من الحلي لإحدى شركات المجوهرات الشهيرة. وهي ما زالت في منتهى الحرص على أناقتها التي دفعت بيت الأزياء الباريسي المعروف "ليوناردو" إلى وضع أسمها ضمن قائمة أكثر السيدات أناقة للعام 1989. وبالإضافة إلى ذلك، فهي تفتخر بما تقوم به من نشاط في الأعمال الخيرية، وتبذل كل ما بوسعها في هذا الميدان. وكانت أخيرا تبرعت بمبلغ كبير لمسرح "سميتا نوفو" في وطنها الأم تشيكوسلوفاكيا، فجاءتها المكافأة على ذلك باختيارها "رئيسة فخرية لهذا المسرح وأنا فخورة بذلك كل الفخر. أنه لشيء عظيم أن أقدم خدمة بسيطة لبلادي التي أصبحت الشيوعية فيها جزءا من مخلفات الماضي، وأن أساهم في دفعها إلى الأمام... إلى مستقبلها الجديد الذي أرجو أن يكون باهرا". أما عن جمالها الذي لا بد له أن يخبو مع تقدم السن فتقول العارضة السابقة أنها تغيرت تغيرا لا بأس به في السنوات الأخيرة. "بعد الطلاق بدأت أفكر في مشكلة العمر، وصرت استخدم مساحيق تجميل بأنواع جديدة أكثر ملاءمة لي في هذه السن. وبدلا من الألوان الفاقعة أميل حاليا إلى مستحضرات التجميل ذات الألوان الخفيفة". وإذا كانت تخشى التقدم في العمر فإنها لا تخشى أبدا من نقص في الموارد المادية التي تجنيها، فهي تستعد الآن لإجراء مقابلات وللآلاء بأحاديث صحافية ستقبض لقاءها ما يزيد على عشرين ألف دولار، إلى جانب كتابها الجديد ومشاريعها الأخرى في ميدان العطور والصناعات التجميلية. الهوايات لكن هذا الانهماك بالعمل لا يعيقها عن ممارسة هوايتها الرئيسية: التزلج على الجليد، وعن الاستمتاع بقصورها المترفة وما تحويه من نفائس رائعة، والتي لا تزال تمثل الشيء الأجمل في حياتها، إذ "يحلو لي أن أتجول بين ردهات المنزل وأمتع ناظري بالألوان الرائعة التي يزدان بها. فهذه هواية حقيقية اكتسبتها من عملي في السابق مديرة لفنادق عدة". إلا أن مهنتها القديمة كمديرة فندقية ليست السر في خبراتها العملية كربة منزل، بل يعود الفضل في ذلك إلى والدتها التي تعيش معها حاليا - والتي علمتها في الماضي فن الطبخ وإعداد المربيات والخياطة والكي. "أستطيع أن أقوم - تقول ايفانا - بكافة الأعمال المنزلية على نحو جيد. ويعرف من يعملون في منزلي أن بإمكاني التفوق عليهم في هذه المجالات. إلا أنني أكتفي بتنسيق الأزهار مع ريكاردو". تركنا ايفانا ترامب في تلك القاعة الفاخرة المزينة بتماثيل ملونة تنتشر في أرجائها إلى جانب أزهار شتى بديعة المنظر والتنسيق، ونحن لا نملك إلا أن نستغرب عودتها لمهنتها السابقة كعارضة أزياء ولو كانت عودة مؤقتة. فلماذا توافق سيدة أعمال ثرية على الظهور على غلاف مجلة "بنت هاوس" الإباحية؟ أليس لديها من المال والشهرة ما يكفيها... ويزيد عنها؟