موضة خريف وشتاء 1992 - 1993 يمكن اختصارها بكلمتين: حزن وجمال، تنافس عليهما ثمانون مصمماً، بعضهم معروف جداً، وبعضهم يحاول ان يلحق بالتيار الفني بواسطة قماش ومقص وورق وأنامل مبتكر. جرت عروض الازياء الجاهزة لموسمي خريف وشتاء 1992 - 1993 تحت ثلاث خيمات كبيرة بيضاء احتلت مساحة من متحف اللوفر الباريسي الشهير، حيث شغلت على مدى اسبوع كامل الاعلام ككل، وأفرزت لها خدمة صحافية كبيرة في جناح خاص بها. كان الحشد كبيراً في كل عرض، وكانت الموسيقى صاخبة والعارضات كأنهن "الاقلام" في النحول والطول. وكانت آلات التصوير بمكبراتها الضخمة تلتصق بين ايدي المصورين وحول عيونهم، تشغل الجمهور بالنسبة ذاتها التي تشغلهم الازياء المعروضة. جرت عروض ازياء مماثلة، لكن على مستوى اخف ضجة وكمية، في قاعات باريسية مختلفة، منها قاعة واغرام وقاعة بلدية المنطقة الثالثة عشرة من باريس وقاعة سينما النورماندي. وقلة هم الذين يعرفون كم تكلف عروض الازياء هذه التي تشبه في احتفالاتها مشاهد استعراضية خارقة. ويكفي تقديم مثل على ذلك لادراك كم تستنفر هذه العروض من المال. فقد كلف عرض سونيا ويكييل الذي استغرق ثلاثة ارباع الساعة، اربعة ملايين ونصف مليون فرنك فرنسي فقط، وبعض العروض قد تجاوزت كلفته هذا الرقم الهائل. غياب القصير كان اكثر من ألفي شخص في كل عرض، جلسوا تحت اضواء "بروجيكتورات" قوية جداً انصبت على القامات الرشيقة التي عانقت السواد لكن لتتحدى صعوبات سنة 1991 التي حملت المبتكرين على اعادة النظر في برامجهم "الازيائية" والتفكير في تخطي الازمة بابتكارات حقيقية وتغييرات اساسية في قامة المرأة والبحبحة في استعمال الاقمشة الرفيعة المستوى والعملية في الوقت ذاته. لا قصير في الشتاء المقبل، ولا ألوان فاقعة مسيطرة كما كان الامر في الموسمين الربيعي والصيفي السابقين، وفي الشتاء الذي تقدمه. لون اسود مهيب مسيطر. تزاوج بين الاسود والابيض. بعض الألوان الخجولة في تايورات عملية. اقمشة من الجرسيه والمحبوكات والجلد والفراء الاصطناعي والحقيقي. البنطلون يعود بقوة ومعظم المصممين جعلوه القطعة الاساسية في تصاميمهم. فاما الطويل واما البنطلون. والبنطلون قاد طبعاً الى موضة تميل الى "الرجالية". لكن المبتكرين لعبوا لعبة الانوثة فيها. البنطلون ضيق او واسع فهو جميل مع "رادنجوت" ومع جاكيت طويلة او جاكيت عادية من نوع كروازيه. برفقة التايور الجديد هذا، بنطلون وجاكيت، فرضت الكنزة مشاركتها في تكميله. كنزة سادة او مشغولة بجاكار كبير الحجم. ألوان غامقة بصورة عامة منها الرمادي، الكستنائي، الخوخي والاخضر الغامق. والمصممون كانوا ماهرين في لعب لعبة الاناقة الرجالية لامرأة تقبل على عام 2000 بعجلة وحداثة ثقافية. وكانوا صلبين في سكب بعض "ماء الزهر" لازالة التوتر عن عبوس الحالة الاقتصادية. وكانت هذه هي الخطوط العامة لخريف وشتاء 1992 - 1993. مفاتيح الابتكارات غير ان المصممين، ولا مجال للاحاطة بخصوصية كل عرض جرى، كانت لهم مفاتيح ابتكارات تتجاوز الخطوط العامة المذكورة، وتضفي اسم المصمم وشخصيته على مجموعته. جان شارل دي كاستلباجاك اختلف عن سواه بإضفاء ضحكة على التوتر السائد. ذهب صوب الالوان الطفولية وسكبها على معاطفه الواسعة المزمومة عند الركبتين. واستوحى من كتب الصور الجميلة بعضاً منها والصقها فوق المعاطف والاثواب. صورة الدب والفهدة والغزالة بقرنين كبيرين، وكذلك صورة برج ايفل. قماش في الجرسيه والفراء المزيف وساد اللون الابيض. بعض التعقل المصمم "المعدني" باكو رابان اقتنع اخيراً بأن السنوات التي تقترب من العام 2000 تقضي بمراعاة الانسجام بين الموضة والبيئة. جاء بالمصمم الشاب اوليفييه غيومان وتعاون معه في ابتكار موديلات تلائم بين عصريته المعدنية وبين متطلبات شابات اليوم. استخدم لذلك الفراء الاصطناعي واقمشة الجرسيه التي تغلف الجسم. تركزت خصوصيته على جاكيت طويلة بدون ياقة وتحمل ازراراً تصطف عليها من العنق حتى اسفلها. البنطلون ضيق يحصر الساقين. للسهرة والثوب طويل بلون اسود وزنار ذهبي. اختصرت المصممة دوروتيه بيس موديلاتها على اثواب مستقيمة تغلّف القامة مصنوعة من اقمشة الجرسيه، ويبدو الجسم فيها كأنه قلم. الاسود والابيض يسيطران. المصممة "بيريتا" تركت التنورة تضيق على الجسم وتهبط على الكاحلين وفوقها جاكيت واسعة بشكل كاب. شانتال توماس لعبت في موديلاتها سحر مدينة البندقية في القرن الثامن عشر. كثير من الساتان الزهري والاسود. جاكيتات طويلة فوق كلسات يداخلها الدانتيل. فراء ثعلب على الكتف. قماش كليرا اسود يشد الجسم وفوقه جاكيت تعيد عهد "الثوب التايور". من فرح البندقية الى عتمة موديلات "كوم دي غارسون" التي صممها الياباني "ري كولكوبو". مئة موديل اسود ومظهر رهباني محض وفوضى في التصاميم. بنطلون واسع ومعطف عباءة بلا ياقة وبلا كمين. جاء بالكثير من بورجوازية القرن التاسع عشر وقلدها باستهزاء في موديلات شتاء 1992 - 1993. كأن المرأة في لباسها الاسود هذا تنتقم من الرجل من دون سبب. كلود مونتانا قال عن عرض مجموعة ازيائه: "كانت لدي رغبة في ابتكار ازياء لامرأة عالمية، اعني بذلك، ابراز شخصيتها من خلال الثوب او الطقم الذي ترتديه. وجعلها تجتاز الزمان والمكان بانسجام عظيم". اختار مونتانا الاسود والرمادي والاحمر كألوان اساسية لمجموعته. ركز على البنطلون الذي يضيق جداً عند الكاحلين وعلى الجاكيت الواسعة والطويلة فوقه. وظهر من خلال الموديلات التي قدمها انه يحن بقوة الى العودة للازياء الراقية التي تحمل اسمه الخاص هذه المرة. التايور - البنطلون سيد عنده، والجاكيت القصيرة التي تقف عند الخصر وتنشد عليه كانت من خصوصية موديلاته التي خففت من حدة "رجالية" موديلاته. السموكنغ الاسود كان للسهرة، وكان البنطلون الذي يحمل نصف تنورة من الخلف احدى صرعاته. التنافس الياباني "يوجي ياماماتو" استعمل كل حذاقته في عرض الازياء الذي قدمه ليؤدي من خلاله رسالة تدق ناقوس الخطر. فالاقمشة المتقشفة التي اختارها لتصميم موديلاته والتصاميم التي ابتكرها توحي بعدم الاستقرار. بنطلونات واسعة جداً عالية الخصر، ومن اقمشة متضاربة. اثواب من قماش مشمع كأنها لا تزال في مرحلة التجربة. والرسالة المتشائمة وصلت عبرها، وفي طول يصل الى منتصف الساق، ولولا القمصان الواسعة بانحراف في اسفلها، ولولا اللون الابيض الذي طغى على موديلاتها، لأمكن القول ان "يوجي" حث الانيقات على الانتحار من خلال موضته. الايطالي انجلو تارلازي المستقر في افخر شارع باريسي للموضة الراقية، الفوبور سانت هونوريه، جاء بعارضات يرقصن على خشبة العرض في خيمة "سولي" بباحة اللوفر. كانت الخيمة تغص بالحضور حتى الاختناق. بدأ بالألوان المتداخلة العاصفة والكاكية والسوداء. اثواب من قماش الجرسيه والمحبوكات تلف الجسم. التنانير سقطت تحت الركبة في تايورات رياضية بألوان حمراء وخضراء وبنفسجية. فراء بوبر طويل فوق كنزات موهير. تنانير وبنطلونات بعدد كبير. معاطف وبلوزونات من المخمل والصوف برسوم جاكار. تايورات بتنانير طويلة. اثواب من "أكريب جورجيت" مجنحة بدانتيل اسود، وأخرى من الموسلين الجرسيه بلون رمادي واخضر واسود. وباختصار، لعب انجلو تارلازي لعبة العصر المخنوق للخريف والشتاء المقبلين، فأدخل الفرح الى موديلاته التي تتركز خطوطها على الطويل بصورة عامة، على الواسع في الجاكيت وحصر الجسم في الثوب، وعلى كثير وكثير من قماش الجرسيه والمحبوكات. كانت قاعة الفنون في الخيمة التقليدية باللوفر تنتظر بلهفة عرض كارل لاغرفيلد الذي حافظ على عقصة شعره الطويل الخلفية منذ ان كان في دار ازياء شانيل وبعد ان تمرد عليها ليخرج موديلاته باسمه. كثير من الحضور وعرض صاخب سيطر عليه الاسود بصورة مطلقة وبعض الابيض الخجول. الالوان الفاقعة انحصرت في موديلات زاهية وكأنها جاءت لتشرق بهمسات من الفرح على عتمة القامات الجميلة. الطويل سيطر والقامة بدت كالقلم في النحالة مع ثنيات خفيفة تضفي حركة ضئيلة على ثوب متشبث بحاملته حتى الاختناق. وكما يقول لاغرفيلد ذاته: "من اجل تحديد هذا الاتجاه في الموضة المقبلة كان استخدام الاقمشة الرهبانية. الالوان يغلب عليها الظلام. الموضة مستوحاة من اللغز. الموسلين جميل فوق بنطلون يعانق الساقين. العين ترتاح بالنظر الى الازرار الامامية في جاكيت تبرز الخصر. الطويل سيد الكاحلين. انها موضة فخمة وهادئة، مريحة وخفيفة، والاسود جميل". كان الجديد عند "غولتيه" هو استقدامه "شيارا" الجميلة ابنة كاترين دينوف لتكون عارضة ازيائه. مرت امام الحشد وهي ترتدي "ريدنكجوت" اسود "مدرّز" بالابيض فوق بنطلون اسود. غير ذلك، فقد شد عرضه الانظار بغرابة بعض النماذج التي قدمها ومنها شبيهة لمارغريت دوراس الكاتبة الفرنسية الشهيرة اليوم بكتابها "العشيق" الذي بيع منه 600 الف نسخة. ومنها امرأة تزن 100 كلغ كأنها مدفع وثلاث نساء حليقات الرؤوس. وكل هذا جرى قبل ان تصل موديلات جان بول غولتيه "الرصينة" نوعاً ما للشتاء المقبل. جاكيتات بلون اخضر، جاكار مزهر، تنانير من الجلد، تايورات وأثواب مخصورة. الالوان السائدة هي الابيض والاسود طبعاً. والاكثر غرابة في مهرجانه هذا هي العروس بثوبها المصنوع من الاوراق الرقيقة. وربما ايضاً للتخفيف من "التوتر الاقتصادي"، جاءت موضة غولتيه غير جدية نوعاً ما. سونيا ريكييل عرضت بعض النماذج من الثلاثمائة الف موديل التي تصدرها سنوياً الى 275 مركز بيع في العالم. وظهر من موديلاتها الجديدة انها ثابرت منذ عشرين سنة وحتى اليوم على خط تصاميمها التي تعتمد كثيراً الجاكيت والبنطلون والتنورة. وحتى لقبت بشانيل الجديدة. اربعون عارضة ازياء من النخبة قدمن 81 كنزة، 81 جاكيتا، 35 ثوباً، 46 جوربا صوفيا، 14 موديلاً للاطفال و600 قطعة اكسسوارية. ما لفت النظر في خطوطها الجديدة هو ان البنطلون جاء مستقيماً وواسعاً قليلاً وان الجاكيت غطت الوركين وأبرزت الخصر سواء أكانت كروازيه او محبوكة الطرفين من الامام بعدد كبير من الازرار الصغيرة المصفوفة فوق بعضها البعض. للسهرة، كان الثوب الاسود طاغياً وبكثير من التطريز الذهبي. تميزت موديلات كريستيان لاكروا بأنوثة مدموغة بكثير من الرجولة. بنطلون وجاكيت وكنزة تحتها. لكن لاكروا تفنن في التفاصيل. بنطلون واسع بمربعات بيضاء وسوداء فوقه جاكيت قصيرة تصل حتى الخصر، كروازيه بأزرار ذهبية، بمربعات بيضاء وسوداء ايضاً لكن بعكس البنطلون. عقد عريض مشبوك الحلقات على كنزة عالية القبة. هذا النموذج ساد في موديلات متعددة تتلخص في "التايور البنطلون" ايضاً، مع مراعاة الكثير من النعومة في اختيار الاقمشة والجلود التي تشكلت منها اثواب واسعة على جزمات تعود موديلاتها الى سنة 1990. المصمم الياباني الكبير ايساي مياكي هجم على الخريف والشتاء المقبلين بكثير من الألوان النباتية، بالموديلات المجعدة والتثنيات الحرة غير المصقولة وبلحاء الشجر. جمال طبيعي في ألوان الارض والصخر والخضرة والنحاس بلون الصدأ. قمصان واسعة فوق بنطلونات ضيقة. تقليمات مرتجفة على قامة اضطرت للرضوخ لفن ياباني على فرنسي اراد الخروج على المألوف، لكنه قد ينتهي الى محرمة في جيب. ميشال كلان بدا واثقاً مما قدم من موديلات. بلوزونات وجاكيتات ومعاطف من الجلد في ألوان الموز والشوكولا والسماوي والبنفسجي. جاكيتات جاكار فوق بنطلونات ريدنجكوت ومشلح من الجلد الاسود، تنانير من الصوف والجرسيه نصف واسعة والبنطلونات ترتفع فوق الخصر. للسهرة اثواب من الجرسيه بلون اسود تحمل أذناباً تنجر وراءها. جرى عرض ازياء روميو جيجلي تحت قبة بورصة التجارة، في شبه مسرح ايطالي تهادت على خشبته شابات يحملن معاطف ثقيلة مزينة بشرائط لامعة او فضية او برونزية. كان روميو صعد في سلم التاريخ الى نهاية القرن التاسع عشر واستعار من اثواب لوي فيليب موديلات طبقها على ابتكاراته. مخمل ملون وتزيينات على الاكمام والياقة تعود الى السنوات 1820. أثواب مخصورة تحمل الكثير من الدانتيل الفاخر وتطريزات تغطي القامة. انه تاريخ الازياء الرائعة، والموديلات جميلة لكنها غريبة. مارتين سيتبون عادت بالمرأة الى عهد التأنق والغندرة والكياسة المفرطة، "ريدنجكوت" معقود من الوراء ومفتوح من الأمام على بنطلونات قصيرة سوداء. جاكيتات من الفلانيل الرمادي فوق غيوم كثيفة من "التول". جميع انواع المشالح السوداء فوق قمصان من التول الحريري بلون اسود او رمادي. شرائط من الساتان و... باختصار، انها نزعة موضة آتية من الماضي بقوة ومن عهد امرأة كان كل رأسمالها هو اغراؤها وزينتها. كاترين هامنيت فرضت اللون الرمادي بكل مشتقاته على موديلاتها التي تلخصت بالبنطلون الضيق والجاكيتات الرجالية الطويلة المقلمة والاثواب المحبوكة الطويلة. ويظهر ان المصممة الانكليزية راعت العملية والابتكار في موديلاتها وافسحت مجالاً للجلد في ان يدخل في تصنيعها. وقد اختصر المصمم جونكو شيمارا موديلاته على الضيق جداً من قماش الجرسيه والمحبوكات مع جاكيتات واسعة سميكة تحسب حساباً لثلج جبال التيرول. وخصص الايطالي "روكي باروكو" الذي يحمل وراءه عشرين سنة من التصميم في روما وميلانو، موديلاته لقامات ارستقراطية ومن النخبة. اللون الاسود لم يسيطر عنده. عرض تصاميمه امام مجموعة خاصة من الانيقات في احدى قاعات فندق "موريس" ومنهن أنوك إيميه، دومينيك ساندا، ايلسا مارتينللي، ايرا دي فورستنبرغ وجرساند دورليان". الكبار كرسوا البنطلون هذه التفاصيل عن الموضة المقبلة تبقى مهمة بحد ذاتها، لكن اهميتها تكبر حين تقارن مع كبار المصممين الذين يعملون في مجال الازياء الراقية الفخمة وفي مجال الازياء الجاهزة في آن معاً. وهؤلاء خُصص يوم كامل لعرض موديلاتهم من الاخيرة. وكان العنوان الوحيد البارز على عروضهم التي تهادت صاخبة بجلال اناقتها امام الجمهور الغفير المنتظر بلهفة لها هو: الاناقة الكبيرة كرست البنطلون موضة لخريف وشتاء 1992 - 1993 على الاطلاق. فالنتينو جاء بالمرأة "الفهدة" ثوبها يذوب في بنطلون طويل واسع وفوقه جاكيت مماثلة مرقطة بألوان نمور افريقيا المفترسة الجميلة. فالنتينو ألغى الثوب الذي يغلف الجسم كما فعل الباقون ممن جاء ذكرهم. البنطلون فقط في اشكاله المتعددة وأقمشته الجميلة من المخمل والساتان الحاملة لرسوم حيوانات افريقيا. وللسهرة اختار بعض الاثواب المتناهية الاناقة تحت "الفوال الاسود"، والمطرزة بقوة وفخامة. شيرر لعب لعبة "اليويو" مع الطول، وبشكل يبلغ معه الى نيل الاعجاب من كل انيقة. تنانير مثناة تحت جاكيتات قصيرة، وتنانير قصيرة تحت جاكيتات طويلة، تايورات من التويد، واستعمال للقماش المزهر للشتاء وعلى عكس السير الذي انطلق فيه "المتشائمون" مع الاسود. جاكيتات برسوم جاكار وكنزات "موازييك" بتقاطع نقوشها ووصولاً الى التايور الصوفي بثنياته الفنية، والتايور البنطلون والثوب المخملي المطرز ومن قماش الكريب ايضاً للسهرات. عرض هناي موري كان غابة فوضوية من الحرير وموضة قصيرة مخالفة كلياً عن الذي ساد. وما عدا التايور من التويد الذي غطت تنورة الركبة وما بعدها بقليل، بقي توجه مقصها ثابتاً على حكاية القصير. اقمشة من المحبوكات وجاكيتات طويلة بألوان عديدة. اما ثوب السهرة فبدا كأنه آت من غابات افريقيا حيث رسومها طرزت الحرير الذي تهاوى على القامات النحيلة مع مشالح "جاكار" التي تدلت من على الاكتاف. ألوان خضراء وبنفسجية غاب معها السواد. كانت الممثلة الجميلة كارول بوكيه في مقدمة حضور عرض شانيل الذي تميز بصورة خاصة، بالأزياء المصنوعة من الجلد. لون اسود فوق قمصان بيضاء. بعض التويد وكتافه من المجوهرات. تايور بجاكيت قصيرة او طويلة من اقمشة التويد والجلد. جزمات عالية بنعل سميك وسلاسل ذهبية. شال على الكتف. اثواب سوداء وجاكيتات قصيرة و "متقزمة" كأنها لفحة هواء شانيل خالفت عادتها كثيراً، كأنها تتحدى او تتحسر على عهد لاغرفيلد. من الطبيعي ان يكون عرض كريستيان ديور رائعاً بالفخامة والاناقة. وقد حرص فيه على اظهار رومانسية نهاية القرن العشرين. عصرية مطلقة بالرغم من انه استعار لجاكيت تايوره الياقة والازرار العسكرية وكل محلقاتها. معاطف كبيرة واسعة بثنيات عميقة. اقمشة صوفية بلون رملي وياقة صغيرة حمراء تعيد الى عهد بطرس الكبير وكاترين القيصرة الروسية العظيمة. تايورات مستوحاة من لباس نابليون بياقتها العالية المحيطة بالعنق. ديور استعاد الكثير ايضاً من اناقة القرن التاسع عشر وفرض التايور البنطلون. البنطلون - السيجارة اختاره للسهرة تحت اثواب ومشالح من التفتا. الطويل ساد في اثوابه، لكن البنطلون كان اساساً. وفي متاهة اللون الاسود سيطر "الرونجكوت" وكثير من التطريز. مهرجان عروض الازياء الجاهزة الذي اشترك فيه ثمانون مصمماً تكتل حول موديلات اساسية نشرت ظلها على الجميع. التفاصيل دارت على رؤساء كتل "موضوية" وكما الامر في "رؤساء الكتل السياسية". رئيس الكتلة هو الذي يتكلم باسم جماعته. في الموضة الجديدة المقبلة، تكلمت الموديلات الرئيسية باسم اصحاب كتلها. ومع التشديد على ان جميع اصحاب الابتكارات التي ستعطي نكهة تجديد للخريف والشتاء المقبلين. مرت تصاميمهم في هذه الجردة وحُفظت اسماؤهم عن ظهر قلب.