لا يمكن الفصل عملياً، بين النشاط الديبلوماسي الواسع الذي قام به الرئيس الروسي بوريس يلتسين، بعد تكريس احتلال بلاده للمقعد السوفياتي في مجلس الامن الدولي، وبين تبادل اقتراحات خفض الاسلحة بين موسكو وواشنطن. ففي الحالين سعى يلتسين الى تأكيد اتجاه سياسته ليس الى انهاء الخصومة التقليدية، المرتبطة بالمرحلة السوفياتية، بين روسياوالولاياتالمتحدة وحسب، وانما ايضا الى ارساء قاعدة تحالف بينهما. رد الرئيس الروسي على خطاب "حال الاتحاد" للرئيس الاميركي جاء فورياً ومباشراً: بوش اقترح على روسيا ازالة صواريخها الاكثر خطورة في مقابل ان تزيل الولاياتالمتحدة صواريخها الاستراتيجية المتعددة الرؤوس وتخفض عدد القذائف النووية المحمولة في الغواصات. ورد يلتسين ان روسيا ازالت عملياً 1250 رأساً نووياً كان يحملها 600 صاروخ باليستي، وابطلت العمل بپ130 قاعدة اطلاق صواريخ استراتيجية و6 غواصات استراتيجية نووية. كما اوقفت انتاج رؤوس نووية تكتيكية كانت معدة لتنشر على الارض. وأكثر من قرارات خفض او ازالة هذا النوع من الاسلحة، تبادل الرئيسان الوعود بازالة برمجة المدن الاميركية والروسية كاهداف محتملة لقذائفها النووية. وعندما التقى الرئيسان في كامب ديفيد بعد قمة مجلس الامن بحثا، بالتأكيد، في هذه الخطوات التي هي بمثابة اجراءات ثقة بينهما. لكن البحث ذهب الى ابعد من ذلك… الى التحالف بينهما في ميدان الدفاع الاستراتيجي، لكن على قاعدة "مبادرة الدفاع الاستراتيجي" التي اطلقها الرئيس السابق رونالد ريغان وكانت بين الاسباب الرئيسية لانهيار الاتحاد السوفياتي الذي عجز عن منافستها. اقتراح التحالف الاميركي - الروسي في "حرب النجوم" جاء من يلتسين الذي اكد في خطابه في قمة مجلس الامن ان "الوقت حان لخلق نظام شامل لحماية الاسرة الدولية. وسيكون هذا النظام مستنداً الى اعادة تصويب مبادرة الدفاع الاستراتيجي الاميركية، والاستفادة من التقنيات المتطورة في النظام الدفاعي لروسيا".