توصل المحققون البريطانيون اخيراً الى معرفة سبب اندلاع الحريق الضخم الذي شب قبل ثمانية ايام في قصر وندسور الملكي الذي قدرت الخسائر المبدئية الناجمة عنه بحوالى ستين مليون جنيه استرليني. وأكد تقرير نشرته صحيفة "الدايلي ميل" الواسعة الانتشار ان الحريق بدأ عندما اشتعلت النيران في مصباح ضوئي كبير من نوع "الهالوجين" الذي ينتج عنه ضوء وحرارة مرتفعة. وانتقلت النيران من المصباح الى سائل كيماوي خاص يستعمل في اعادة ترميم اللوحات الفنية الثمينة كان موجوداً بالقرب من صالة سانت جورج. وأدى تطاير اللهب الى اشتعال اخشاب السقف والديكورات في اجزاء كبيرة من القصر التاريخي. وقد أمرت الملكة اليزابيث الثانية باجراء مراجعة دقيقة وشاملة لكافة معدات واحتياطات مكافحة الحرائق في القصور الملكية اثر هذا الحريق الذي وصفه المراقبون على انه "أكبر كارثة تواجه التراث البريطاني في القرن العشرين". وكان قصر وندسور يضم احدى أكبر وأثمن مجموعات الفن التشكيلي في العالم وقد تم بناؤها في القرن الحادي عشر وتستعمله العائلة المالكة كمقر لها بين حين وآخر كما تستقبل فيه الملكة بعض كبار ضيوفها من زعماء العالم. ومن اهم اللوحات التاريخية التي كانت في القلعة قطع لهولبين ورامبرانت وروبنز وفان ديك وكاناليتو وليوناردو دافنتشي. ولم يقتصر الضرر الناتج عن الحريق على بعض اللوحات والديكورات وانما امتد الى عدد من الكتب التاريخية والتحف والمقتنيات الملكية التي لا يقدر معظمها بثمن. المعروف ان الامير اندرو دوق يورك كان في القصر للاشراف على اعمال الترميم فيه عندما شب الحريق صباح يوم الجمعة في 20 تشرين الثاني نوفمبر. وشارك في عمليات الاطفاء حوالى 40 عربة و200 من رجال الاطفاء الذين لم يستطيعوا السيطرة على الحريق قبل ثماني ساعات كاملة. وقد أمضت الملكة اليزابيث والامير اندرو اكثر من 10 ساعات امام قصر وندسور بينما كانت النيران ما زالت مشتعلة فيه.