نجحت دولة الامارات وسلطنة عمان في تجاوز امتحان حدودي طارئ وقع في الثامن من الشهر الجاري على جانبي الحدود بين سلطنة عمان وإمارة الشارقة في منطقة "دبا" المطلة على خليج عمان. واختلفت الروايات حول الحادث الحدودي الذي لم يعلن عنه رسمياً في البلدين، غير ان مصادر ديبلوماسية اوضحت انه وقع بين قبيلتين تقطنان على طرفي الحدود في منطقة دبا، فيما نقل عن شهود انه نتج عن توغل عمال من سلطنة عمان في أراضٍ تابعة لإمارة الشارقة اثناء القيام بعمليات رصف شارع في المنطقة ونتج عن الحادث اصابة اشخاص عدة بجروح. وتمكنت سلطات البلدين من احتواء الحادث بسرعة. وقالت مصادر ديبلوماسية لپ"الوسط" ان الحادث الحدودي انتهى ولن تكون له أية أبعاد سياسية أو أمنية. وذكرت المصادر نفسها ان التقييم المشترك للحادث في البلدين هو انه حادث طبيعي نظراً الى طبيعة التداخل الواسع في الحدود بين البلدين وطبيعة الحياة القبلية السائدة على طرفيها، وانه سيتم اتخاذ اجراءات مشتركة لتعزيز الهدوء الذي يسود على جانبي الحدود بين الامارات وسلطنة عمان منذ سنوات. وقالت المصادر لپ"الوسط" ان ملفات الحدود بين الامارات وسلطنة عمان كبيرة، نظراً الى ارتباط سلطنة عمان بحدود مشتركة مع معظم الامارات السبع في دولة الامارات، غير أنه أمكن إغلاق هذه الملفات بشكل نهائي خلال مفاوضات امتدت حوالي 11 عاماً. وقد توجت اتفاقات الحدود بزيارة قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات الى مسقط في أيار مايو 1991. ونتج عن هذه الزيارة تشكيل لجنة عليا مشتركة بين الامارات وسلطنة عمان يرأس جانب الامارات فيها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ويرأس الجانب العماني السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء للشؤون القانونية. وقد اتفق في الاجتماع الأول للجنة العليا على تبادل السفراء بين البلدين. ونظراً الى أهمية العلاقات بين الامارات والسلطنة اختير السفيران من الامارات وسلطنة عمان برتبتي وزير، وباشرا نشاطهما في أبو ظبي ومسقط خلال الأشهر الأخيرة. وفي تطور يشير الى العلاقات المتميزة بين الامارات وسلطنة عمان اتفق الجانبان على اعتماد بطاقة الهوية الشخصية لمواطني الامارات والسلطنة في التنقل بين البلدين والعمل في أي منهما من دون الحاجة الى جواز السفر. وشهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية تطوراً مماثلاً، اذ تم الاتفاق على تأسيس شركة للاستثمار اماراتية - عمانية لتمويل مشاريع استثمارية وتنموية في سلطنة عمان. كما قام حكام الامارات الآخرون، ومن بينهم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بزيارات متكررة لسلطنة عمان والاجتماع الى السلطان قابوس، في اشارة الى العلاقات المتميزة بين البلدين. وتشير المصادر نفسها الى ان تسوية الخلافات الحدودية بين الامارات وسلطنة عمان جاءت ضمن توجهات سياسية في البلدين لاغلاق ملفات الحدود مع الدول المجاورة، مؤكدة ان الامارات اتفقت مع المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة على ترسيم الحدود بينهما، فيما وقعت سلطنة عمان أخيراً اتفاقاً لترسيم الحدود مع اليمن. وتقوم دولة الامارات وسلطنة عمان حالياً بوساطات فردية لتسوية الخلاف الطارئ بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر. وذلك في اطار توجه جماعي داخل مجلس التعاون لدول الخليج العربية لانهاء الخلافات بينها في اطار أخوي وضمن الأسرة الخليجية الواحدة.