حضرت المرأة في موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء الإلكتروني المعنى بتقديم الفتوى، بقوة في حضور بدا واضحاً إذ تصدرت مواضيعها كثيراً من أقسام الموقع، ويظهر أن المرأة سجلت أكبر طلب للفتوى على حسب الفتاوى الأكثر مشاهدة في الموقع. وخصص الموقع الإلكتروني في قائمته الرئيسة باباً يتعلق بفتاوى المرأة، ويتشعب من باب فتاوى المرأة في الموقع الإلكتروني سبعة أبواب تنظيمية للمواضيع المتعلقة بالمرأة، ويظهر محرك البحث في أعلى البوابة الإلكترونية ل"البحوث والإفتاء"أن مفردتي"المرأة، النساء" وردتا في الموقع 6427 نتيجة، في المقابل لم تتجاوز مفردتا الرجل، الرجال ال 5973 نتيجة. وفي الفتاوى الأكثر تصفحاً في الموقع احتلت الفتاوى النسائية الغالبية بمجموع أربع فتاوى من أصل 10، إذ احتلت الفتوى المعنونة ب"أجريت لفتاة عملية جراحية فهل يلزم على أهلها إذا تقدم خاطب لهذه الفتاة أن يخبروه"الفتوى الأكثر قراءة في موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وخصص بعض الأكاديميين والمهتمين بالفتوى ونشرها مواقع إلكترونية تختص بفتاوى المرأة ولعل أبرزها موقع"الفتاوى للمرأة المسلمة"الذي يعنى بنشر كل الفتاوى المتعلقة بالمرأة المسلمة، ويضم الموقع أكثر من ألف فتوى مستندة إلى 11 كتاباً فقهياً. من جهته، بيّن مشرف موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء خالد العرفج ل"الحياة"أن عدد زوار الموقع في العام الماضي تعدى ال200 مليون زائر، مؤكداً ثقل الرئاسة كجهة موثوق فيها من جميع أنحاء العالم الإسلامي. وأشار إلى أن الموقع يتضمن آلاف الفتاوى لمفتي المملكة السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز وأعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء وفتاوى البرنامج الإذاعي"نور على الدرب"إضافة إلى الأبحاث العلمية لهيئة كبار العلماء، ويرى عضو اللجنة العلمية في الهيئة الإسلامية العالمية للتعليم برابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة الدكتور عدنان باحارث في حديثه إلى"الحياة"أن المرأة بطبيعتها لديها اهتمامات علمية وفقهية كالرجال، وأن ضيق سبل الوصول إلى المعلومة للمرأة جعل منها أكثر تردداً على المواقع الفقهية للعلماء الراسخين في العلم، كموقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء،"وهن بعكس الرجل الذي يستطيع حضور الحلقات العلمية". وأرجع باحارث قلة الطرق والأدوات المتاحة في جانب الاستفتاء الشرعي للمرأة إلى خصوصية المرأة في كثير من الأحكام الفقهية، مضيفاً"ليست لدينا خصوصية لكبار السن وفئة الشباب ولكن توجد خصوصية بالنسبة للمرأة، وهذا اهتمام وليس احتقاراً لها ووضعت لها قوانين وأحكام ربانية تخصها دون غيرها من الفئات". وأكد أهمية إقبال المرأة على الفتوى في المواقع الدينية، مشيراً إلى أن المؤسسة الدينية واجبها أن تحافظ على المرأة وتنقذها من عبث العلمانيين والليبراليين الذين يستغلونها ويفتونها في حجابها وأخلاقها وعرضها، وحفظ عرض المرأة مقصد أساسي وواجب.