نقطة البداية في تطوير المشاريع ومجال التسويق تدور أولاً حول تطوير الفكر ومن ثم تطوير العمل، وتعيش معظم المنظمات في الوقت الحاضر عصر التسويق، إذ تمثل قضية التسويق الفعال محور اهتمامات جميع المنظمات على اختلاف أنواعها وفي جميع الدول، نظراً للدور التأثيري المهم الذي يلعبه النشاط التسويقي كمحدد لنجاح المنظمات، وتتمثل أهداف التسويق في العناصر الآتية: - إيجاد المستهلك المقتنع بشراء أو اقتناء السلعة أو الخدمة. - إشباع حاجات ورغبات المستهلك من خلال دراسة سلوكه والعوامل المؤثرة في عملية اتخاذه لقراره الشرائي. - المحافظة على المستهلك، والعمل على إبقاء القناعة لديه في أن سلعتنا أو خدمتنا التي نقدمها له هي الأفضل والأقدر على إشباع حاجاته ورغباته في ضوء ظروفه وإمكاناته الخاصة. - الاقتناع بالربح القليل في البداية لتحقيق الربح الكبير والأوفر في المستقبل، من أجل القناعة والرضا والولاء لدى المستهلك بالسلعة والخدمة. يتضح من الأهداف السابقة أن المستهلك هو نقطة البداية في العمل التسويقي، أي البحث عنه وإيجاده ودرس حاجاته ورغباته وذوقه ودخله... إلخ، وهو نقطة النهاية، بإحداث القناعة لديه والمحافظة عليه. المفهوم الحديث للتسويق وفق هدفه يشير إلى أن المنظمة تنتج ما تقدر على تسويقه، بمعنى أن عليها أن تنتج للمستهلك وفق رغباته وحاجاته وظروفه، ولا تنتج مجرد للبيع فقط، وهذا يعد الركن الأساس في نجاح وظيفة التسويق بوجه خاص والمؤسسة بوجه عام. كما أن المفهوم الحديث للتسويق يجعل المستهلك وخدمته هدفه الأول والأخير، فهو منبع الأفكار الإنتاجية والتسويقية المتجددة، ليكون العمل الإنتاجي والتسويقي في المؤسسة أكثر كفاءة وتحقيق أفضل الأرباح، فقبول ورضا المستهلك هو محور النجاح والبقاء والاستمرار، وهذا يعني التطور في الفكر التسويقي عما قبل. من هنا يمكن تحديد أهمية التسويق بالنسبة للمنظمات بأنواعها ومستوياتها المختلفة كالآتي: في منظمات الأعمال: يمثل قطاع الأعمال أكثر القطاعات اهتماماً بالنشاط التسويقي على اختلاف أنواعه واختلاف حجم منظماته، وقد انتشر التسويق بداية وبشكل سريع في المنظمات المنتجة للسلع الميسرة، مثل المياه الغازية والمواد الغذائية، ثم بدأت الشركات المنتجة للسلع الاستهلاكية المعمرة في الاهتمام بالجوانب التسويقية، ويليها في الترتيب الشركات المنتجة للمعدات الصناعية. لقد أظهرت كثير من الدراسات مدى تبني الشركات الهادفة للربح للتوجه التسويقي، وذلك على النحو الآتي: أ- تتبنى الشركات المنتجة للسلع الاستهلاكية المفاهيم التسويقية وتطبقها بصورة أكبر من الشركات المنتجة للسلع الصناعية. ب- تتبنى الشركات كبيرة الحجم المفاهيم التسويقية بصورة أكبر من الشركات صغيرة الحجم. وقد بدأ كثير من المنظمات الخدمية في العقد الأخير الاهتمام بتسويق خدماتها، وبصفة خاصة البنوك وشركات الطيران، عندما واجهت منافسة قوية في الأسواق ووجدت أن المشكلات التي تواجهها معظمها تسويقية الأبعاد. محمد بن ناصر الحميدي [email protected]