القانون ببساطة مجموعة من قواعد معيارية تبين ما هو جائز وما هو غير جائز، ولذلك تكمن أهميته، فليس أحد أكثر أمناً ولا أقوى حجة ممن يسير في حياته وفق ما يقضي القانون. القانون له أهمية كبيرة في حياتنا اليومية ومن دونه لن يستطيع الأشخاص تنظيم حياتهم اليومية، وعملية الضبط الاجتماعي وتنظيم المصالح إلا عبر وجود قواعد وأحكام، وهو ما أطلق علية اسم القانون. وهو الوسيلة الأساسية التي يعتمد عليها المجتمع في ضبط سلوك أفراده كما ذكر روسكو باوند أن القانون هو علم الهندسة الاجتماعية الذي يتحقق من خلاله تنظيم العلاقات الإنسانية في المجتمع، ويكمن دوره الأساسي في حفظ لحمة المجتمع والحفاظ على استقراره وتماسكه عن طريق توفير العدالة والأمن ويكون عبر الالتزام بالنظام والقواعد التي ينص عليها. يذكر أن علم القانون من قبيل العلوم البحتة، التي تكون لها قيمة علمية في ذاتها، بصرف النظر عن تطبيقها العلمي، وإنما هو علم عملي، علم معياري أو علم قواعد، وبهذه الصفة لا يكون له معنى ولا قيمة إلا بقدر ما تكون نظرياته واستدلالاته متجهة نحو غاية عملية في تطبيق القانون. أكثر ما نفقده في مجتمعنا هو غياب الثقافة القانونية، وإدراك أهميته والجهل لبعض المعلومات القانونية الأساسية التي لا غنى عن معرفتها، فتجد معظم الأشخاص لا يولون الثقافة القانونية أبسط اهتمام، إذ إن الثقافة القانونية تتركز في معرفة الشخص ماله وما عليه من واجبات، وكذلك الإلمام التام والمعرفة لحدود المسؤولية بين الفرد والمجتمع وما يترتب على العلاقات والتعامل من ارتباطات حقوقية سواء أكانت مادية أم معنوية. فتجد الكثير يقوم بالتوقيع على عقود بيع أو إيجار من دون التمعن بتفاصيل وشروط العقد كافة، ما قد ينشئ الخلاف في المستقبل، ونجد بعض النساء تجهل مالها وما عليها نتيجة عقد الزواج مثل النفقة وحق الحضانة وغيرها، وكذلك نجد الموظف يجهل نظام الخدمة المدنية وما يشتمل عليه من حقوق وواجبات للموظف. إن غياب الثقافة القانونية من أهم الأسباب المؤدية إلى عدم احترامه، فضلاً عن تطبيقه والعمل به. لن ننهض ونرقى ونصبح من الدول المتقدمة إلا بوجود الثقافة القانونية في المجتمع واحترامها، إذ إن القانون مرتبط بجميع نواحي الحياة الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية والإدارية. فيجب أن نعتبره الأساس في التقدم من خلال الإدراك بأن القانون في المجتمعات المتحضرة هو الفيصل في تطورها وتنظيم الحياة، وبذلك تتحقق الحقوق والواجبات وتسود العدالة بين أبناء المجتمع، ولهذا فإننا في حاجة ماسة لزيادة الثقافة والوعي القانوني، وعلى وسائل الإعلام العمل على نشر الثقافة والتوعية القانونية للمواطن والمقيم، لنرقى ونصبح مجتمعاً واعياً مدركاً لما له وما عليه. * قانوني سعودي.