ما زالت الدهشة الممزوجة بصدمة لا تطاق تحيط بعائلة الشاب العشريني المتحدر من منطقة الباحة بعد أن أطلق النار على زوجته وطفليه وأرداهم قتلى ثم أودع الرصاصة الأخيرة في رأسه لينهي بذلك حياته إلى جانب بقية أفراد أسرته. وقال أحد المقربين من أسرة الضحايا ل"الحياة":"إن رب الأسرة كان يرغب النزول إلى تهامة لقضاء بعض الوقت يوم الأربعاء الماضي، إلا أن والدته أصرت على أن يزور شقيقته في منزلها وتناول طعام العشاء هو وأسرته لديها، وبالفعل هذا ما حصل وفي اليوم الذي يليه توجه بأسرته لموقع الحادثة بالرميضة ببلدة حفار، وحصلت بعدها الحادثة". وأضاف أن الشاب كان يعمل بجامعة الباحة في وكالة الجامعة للتدريب والتطوير، ثم انتقل لإدارة المتابعة، ليستقر بكلية العلوم والآداب في المندق، لافتاً إلى أن المنتحر كان خلوقاً وحريصاً على عمله، إلا أن زملاءه في العمل لاحظوا عليه في الفترة الأخيرة كثرة الاستئذان وطلب الإجازات، خصوصاً أنه كان يحدثهم عن بعض المشكلات الأسرية، وشكوكه بأن العاملة المنزلية التي تعمل في منزله تحاول إيذاءه وأسرته. وأشار إلى أن المنتحر كان يضطر هو وزوجته للتناوب ومتابعة الأولاد والجلوس معهم، إضافة إلى ظروف والدته الصحية، وأنه كان يلمح لأصدقائه في الآونة الأخيرة بأن الخادمة التي كانت تعمل لديه ربما قامت بعمل سحري لإيذائهم، الأمر الذي دعاه إلى مراجعة بعض الرقاة بغرض التشافي. وأوضحت مصادر مقربة من الأسرة ل"الحياة"أن الزوجة كانت تعمل مساعد إداري بالمرتبة السادسة، وكان آخر خطاب وجه إليها لتكليفها بالعمل كسكرتيرة للغة الإنكليزية، إلا أنها تقدمت بطلب إجازة طويلة ولمدة عام لمتابعة شؤون أبنائها، إذ كانت موظفة جادة وحريصة على عملها وعلى قدر كبير من الخلق والخير. وأكدت المصادر أن الأسرة كانت تعيش حياة طبيعية، إلا أنه في الفترة الماضية، وتحديداً في رمضان الماضي، أصيب الزوج بحروق بمادة"الأسيد"في منطقة الساق وأسفل الظهر وأجزاء متفرقة من جسمه ومكث في المستشفى قرابة الشهر ونصف الشهر، بعدها بدأ يعاني من عدم الاستقرار، خصوصاً بعد سفر الخادمة التي كانت تعمل لديهم إلى بلادها. وكانت شرطة منطقة مكةالمكرمة أوضحت في بيان صحافي حول الحادثة، أنه تم العثور على شخص متوفى هو وزوجته وطفلاه بطلق ناري داخل سيارتهم في أحد الطرق الفرعية في بلدة حفار التابعة لمركز المظيلف شمال محافظة القنفذة، إذ إن الحادثة وقعت قبل يوم تقريباً من اكتشافها عبر أحد المواطنين وقام بإبلاغ الجهات الأمنية.