من عمق الاستمتاع والتنزه تولدت مأساة عظيمة لأسرة الطفلة لمى ستة أعوام، التي قضت في أعماق بئر ارتوازي استفاق للتو من تخفيه التليد، وتكشف أمام خطوات لمى التي لم تتوقف إلا على عمق 30 متراً داخل البئر، التي تصل إلى 100 متر على طريق حقل ? تبوك في ضواحي محافظة حقل أمس. وعلى رغم أن رب العائلة تفقد المكان قبل أن يطلب من عائلته النزول من المركبة، إلا أنه ما إن تقافزت ابنته"لمى"فرحة بالمناظر الفسيحة لتشارك شقيقاتها لحظات استرخاء بعيداً عن الكتب والمدارس، حتى سمع صراخ ابنته الأخرى التي لا تبعد عنه سوى أمتار قليلة"لمى طاحت"، وذهل لهول ما رآه، حفرة شبه مخفية في الأرض ابتلعت طفلته لمى وكتمت أنفاسها. وحتى فرق الدفاع المدني التي وصلت إلى المكان لم تكن أمامها خيارات لإنقاذ الطفلة، فالحفرة لا يتجاوز عرضها نصف متر، تبدو غائرة في أعماق الأرض، وكأنها بلا نهاية. كبار السن ممن يعرفون شعاب منطقتهم"حقل"، أكدوا أن المنطقة فيها آبار ودهاليز عدة مشابهة للحفرة التي وقعت فيها الطفلة في عدد من مناطق حقل من دون وجود أية إشارات تحذير. وأوضح المتحدث الإعلامي باسم الدفاع المدني في منطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي أن الكاميرا الحرارية كشفت عن أن الطفلة على بعد 30 متراً من البئر، التي يصل عمقها إلى 100 متر وقطرها نصف متر. وبين العقيد العنزي أنه تم عمل حفرة موازية للبئر لاستخراج جثتها، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني في تبوك بذلت جهودها كافة على مدار الساعة لانتشال الجثة، بالتعاون مع مجموعة من المتخصصين والمستشارين من فروع المديرية العامة للدفاع المدني بالمناطق وشركة"أرامكو". وأفاد بأن الطفلة سقطت داخل إحدى الآبار الارتوازية القريبة من محافظة حقل بمنطقة تكثر فيها الانهيارات الرملية، في بئر تحت الحفر يقع في وادي الأسمر 35 كيلومتراً جنوب حقل على الطريق المؤدي إلى منطقة تبوك، لافتاً إلى أنه تم استخراج جثة الطفلة.