يمكن القول أن الرئيس السوري بشار الأسد مجرم حرب، لأنه ينتسب إلى هذه الفئة، لكن استخدام مثل تلك الأوصاف يحد من الخيارات المتاحة لإقناع الزعماء بالتنحي عن السلطة. لا يوجد عربي على ظهر البسيطة ولا مسلم ولا إنسان يعرف حقوق النفس البشرية، يقر ما يقوم به بشار الأسد وزمرته في سورية العربية وما يحدث في دمشق، وهي أقدم مدن العالم، من تدمير وتهجير وقتل واستباحة لما حرمه الله يدمي القلوب والعيون، فعل بأهلها ما لم يفعله التتار واليهود، فهل حقاً إن بشار عربي أو سوري أو صاحب انتماء؟ وهل هذا حاكم يخاف على شعبه، ويحمي مقدراته أبداً، أبداً، بشار هو هولاكو القرن ال21، دمر سورية، وحولها إلى خراب ومواقع أشباح، دمر فيها البنية التحتية في كل المدن السورية، عطل اقتصادها، شرد أهلها، استباح الأعراف والتقاليد والذمم، انقاد هو وزمرته إلى أبواب جهنم، غير مبال ولا مكترث بما يعانيه الشعب والتهجير القسري اليومي الذي يعد بمئات الآلاف، مفرقين على دول الجوار والعالم يتفرج، والأدهى والأمر الموقف المحير المسكين لجامعة الدول العربية، إذ أثبتت هذه الجامعة أنها لا تقدم ولا تؤخر، وليس لها أهمية تذكر، وإلا ما كان بشار يتمخطر فوق الجثث منذ فترة والجامعة تتفرج. ماذا نريد من الجامعة؟ وما الهدف من وجودها إذا كان ليس لها موقف مؤثر من هكذا أحداث؟ بشار يتناول أشكال النخب في البوارج الروسية التي ترسو على شواطئ سورية والشعب يمسي ويصبح على رائحة البارود ومنظر الجثث الملقاة في الشوارع، والعالم يتفرج، إنها أكبر مهزلة تحدث في العصر الحديث، ثم أين مجلس الأمن؟ أين حقوق الإنسان؟ أين منظمة العالم الإسلامي؟ أين الدول الكبرى التي تدعي المحافظة على سلامة الشعوب واستقرارها! العالم العربي منشغل بربيعه الذي سيقضي على ما تبقى من أحلام العرب، وما يحدث في مصر وتونس وليبيا والعديد من الدول الأخرى يقدم صورة باهتة لمستقبل العرب، ولا يبشر بخير طالما أن المظاهرات يومية، والشعب يأكل مقدرات الشعب في مصر وغيرها. لن تسترد الدول العربية عافيتها وهي تسير على هذا النهج، ولا بد للمواطن العربي أن يفوق، ويحذر مما يحاك ضده ومن التدخلات الأجنبية والمدسوسين في صفوفهم، ويلحقوا ما تبقى من إرثهم الحضاري ومقدراتهم قبل أن تصبح رماداً، ثم لا يجدون ما يأكلون، حقيقة أن الوضع العربي مزرٍ للغاية، ولا يبشر بخير على رغم أنني لا أحب التشاؤم، ولكن ما نراه يجبرنا على ذلك، وما يجري في سورية وحاكمها الأسد الذي تحول إلى مجرم حرب، لا بد أن يوقف ولا بد من البحث عن طريقة أو وسيلة لإيقاف هذا الحاكم الأرعن المغرور المتغطرس الذي يحارب ضد بلده وشعبه، ويدمر كل ممتلكات ومقدرات وقوات سورية، والذي لا يستفيد من كل ذلك إلا أعداء الإسلام والعروبة وأعداء سورية بالذات، ونحن في زمن لا مجال فيه لمثل هذه الأخطاء الكوارثية من حكام جلبوا العار والدمار لأمتهم وبلدانهم، نسأل الله أن نرى فيه عجائب قدرته، وأن ينصر أهل سورية على من ظلمهم وهتك أعراضهم ودمر ممتلكاتهم، إنه على ذلك قدير. نزار عبداللطيف بنجابي - جدة [email protected]