قال أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل رداً على سؤال ل"الحياة"إنه"يرجو أن تقدر الدول الإسلامية أن بقاع المشاعر المقدسة لا تنمو كما ينمو سكانها، مؤكداً نجاح موسم الحج العام الحالي، وتخفيض أعداد الحجاج المخالفين بواقع 70 في المئة. ويأتي رد أمير منطقة مكة على سؤال"الحياة"بعد قرار السلطات السعودية تخفيض نسبة حجاج الداخل بنسبة وصلت إلى 50 في المئة، وطلبت من الدول الإسلامية تخفيض حصصها إلى 20 في المئة جراء أعمال التوسعة والتطوير التي يشهدها المسجد الحرام في ساحات الطواف العام الحالي، و التي عادة ما تشهد كثافة كبيرة من الحجاج خصوصاً أيام التعجل، إذ تلقي بمسؤولية كبيرة على الجهود التنظيمية للموسم. وأبدى الأمير خالد الفيصل في معرض رده على سؤال"الحياة"، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده للإعلان عن نتائج موسم الحج بمشعر منى في مكةالمكرمة أمس، أمله في استمرار مستوى التنظيم والنجاح في الأعوام المقبلة مقارنة بالعام الحالي، وعند عودة النسب المقررة لأعداد حجاج الداخل والخارج. وأعلن خفض عدد الحجاج المخالفين بنسبة فاقت ال 70 في المئة بفضل التدابير المتخذة، موضحاً أن الأوامر والتوجيهات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين وتابعها ولي العهد، وقام بالإشراف على تنفيذها بكل حزم وقدرة واقتدار وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وبيّن أن النتائج المرضية والناجحة التي تحققت في هذا العام"تستحق منا جميعًا أن نشكر القائمين ميدانيًا في جميع المشاعر المقدسة ومدينة مكةالمكرمة من الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية من الأفراد الذين يتولون إدارة وأعمال هذه الخدمات على أرض الواقع في المشاعر المقدسة"، مشيراً إلى أنه تم الإعلان قبل الحج عن العقوبات التي ستطبق بحق المخالفين، وسيعلن عن أعداد المخالفين الذين طبق بحقهم هذه العقوبات. وأشار إلى أن"النقلة النوعية"التي حدثت في حج هذا العام في الخدمات، وتطبيق الأنظمة الجديدة وتنفيذها على الوجه الكامل، مثمناً جهود كل من أسهم وعلى وجه الخصوص رجال الأمن الذين أحكموا السيطرة على المنافذ وتولوا العمل الجاد والحازم داخل المشاعر وفي مكةالمكرمة. وقال إن الوقوف عند النجاح لا يعد استمراراً في التقدم، مضيفاً"فلا بد أن نضيف إلى ما تحقق هذا العام، المزيد في الأعوام المقبلة". وأفاد بأنه سيتم الاعتماد على التقارير المقدمة من اللجنة المركزية للحج بعد درسها مع المقترحات التي ترد من الإدارات الحكومية بعد الموسم مباشرةً، إضافة إلى عقد اجتماع للجنة المركزية للحج لمراجعة هذه التقارير والاستعداد من الآن لموسم الحج القادم. ورأى أن انسيابية الحركة المرورية هذا العام وسهولة تنقلات الحجيج تعود إلى التنظيم الجيد من ناحية، وقلة عدد الحجاج غير النظاميين والمخالفين للأنظمة ما جعل الافتراش يتضاءل كثيرًا في شوارع مشعري منى وعرفات ما سهل التنقل بين المشاعر المقدسة. وعند سؤاله عن أبرز الخطط الموضوعة للموسم المقبل، قال"لا أود أن أدخل في التفاصيل، وأفضل أن أنتظر التقارير التي سترفع للجنة الحج المركزية من المكلفين برفع هذه التقارير من أفراد منتشرين في جميع المشاعر المقدسة ومن مؤسسات حكومية وأهلية وعلمية وأكاديميين مهمتهم الدراسة العلمية لما يحدث لعمل التطويرات المثلى في الأعوام المقبلة". وبيّن الأمير خالد الفيصل أن العمل بنسبة تخفيض الحجاج يتم من خلال جهات عليا تستند على دراسات نتائج حج كل عام، مؤكداً أن مساحة المشاعر المقدسة واحدة ولا تتسع"وكلما تمكنا من النقص في الزيادات المعهودة كل عام في الحج كلما كان الوضع أفضل"، مستدلاً بعدد حجاج هذا العام الذين لم يتجاوزوا المليوني حاج ما أدى لتقديم خدمة أفضل للحجاج مما كانت عليه في العام الماضي عندما كان عدد الحجاج أكثر من 3.5 مليون حاج تقريبًا. وبيّن أن هناك مشروعًا للنقل العام في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة تم طرحه للتنفيذ، مضيفاً:"إن شاء الله إذا انتهى هذا المشروع فسيسهم في خدمة الحجاج، كما أن مشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام سيستوعب أكثر من 1.2 ألف مصل". وأضاف :"كل خطوة تخطوها السعودية بسياستها الداخلية ومشاريعها خاصةً ما يتعلق بالحج ، لا تتم ارتجالًا، ولكن تتخذ بعد دراسة مستفيضة من قبل المختصين من الخبراء والأكاديميين".