في الغالب يقتصر سفر السائح الخليجي إلى أوروبا على دولة معينة ومدينة بحد ذاتها، ولاسيما أن الإجراءات الطويلة للسفر والتنقل عبر مطارات أوروبا، التي تقع غالبيتها خارج المدن، تعد مضيعة للوقت، وجهداً إضافياً للسائح، الذي يجد من الصعوبة الانتقال بشكل مستمر بين مدينة وأخرى، ومعلم أثري وآخر في رحلة واحدة، ولكن يستطيع عمل هذا كله باستخدام القطارات السريعة التي تربط دول أوروبا ومدنها بشبكة متصلة تجعل من السفر متعة حقيقية للسائح، وتعطيه خيارات أوسع للتنقل بين جبال الألب السويسرية أو اللعب والمرح في"دزني لاند"في العاصمة الفرنسية باريس. لذا فإن الكثيرين يعتبرون أن القطارات السريعة في أوروبا قوارب نجاة من زحمة المدن وصرامة قوانين المطارات وطوابير الانتظار الطويلة فيها، وعلى رغم أنها ملائمة أكثر للمقيمين هناك، إلا أنها توفّر للسياح أيضاً سفراً آمناً، فضلاً عن الحرية في التصرف والحركة، شرط ألا يحملوا معهم أمتعة كثيرة حتى يستمتعوا بالمشاهد الطبيعية البانورامية الخلابة التي تمر أمام أعينهم عبر نوافذ القطار مثل شريط السينما، بدلاً من مراقبة حقائبهم كلما توقف القطار. خيارات التنقل أمام السائح الخليجي عدة ومتنوعة، ولكنه سيجد نفسه في نهاية المطاف أمام محطة القطارات لخمسة أسباب، وهي: لأن معظم محطات القطارات الرئيسة في قلب المدن الكبرى، وهذا يجنبه التنقلات الإضافية إلى المطارات وطوابير الانتظار الطويلة فيها، ومخاطر قيادة السيارة في بلد أجنبي. أيضاً يعد القطار وجهة سياحية في حد ذاته، لأن القطارات السريعة توفّر مشاهد بانورامية ساحرة لا يود أي سائح تفويتها، فضلاً عن أنها توفر عربات واسعة تضم عدداً كبيراً من المقاعد ومساحة مخصصة للأمتعة، ومطعماً للرفاهية والراحة، الأمر الذي يوفر حرية حركة ويلغي جميع القيود مثلما يحدث على الطائرة. وبما أن تحقيق المتعة بأقل التكاليف هدف كل سائح، فسيكون التوفير أحد أهم الأسباب التي تجعله يتنقل بالقطارات في أوروبا، إذ يمكن الاستفادة دائماً من العروض الترويجية عند شراء تذاكر أو بطاقات السفر التي ترافق شراءها عادة مكافآت إضافية، ولاسيما إن تم شراؤها بالحجز المسبق. وتعد القطارات السريعة داخل المدن الأوروبية صديقة للبيئة، فأنظمة السكك الحديد العالية السرعة والكفاءة صُممت لتُحافظ على البيئة أكثر من أية وسيلة نقل أخرى. ونصح المدير الإقليمي لشركة"ريل يوروب"الموزع الأول عالمياً لبطاقات وتذاكر السكك الحديد الأوروبية والعالمية وليد أحمد السياح الخليجيين والعرب بالاستفادة من خدمات حجوزات القطارات السريعة داخل أوروبا وأميركا وأستراليا واليابان وكوريا وكندا، المتاحة لجميع المسافرين من دول الشرق الأوسط والخليج العربي، إذ يمكنهم شراء التذاكر والبطاقات وتأكيدها قبل السفر من الدولة، وبأسعار تنافسية، إذ تتيح لهم بطاقة السفر بالقطار رحلات غير محدودة على شبكة السكك الحديد في دول عدة، كما باستطاعتهم الاختيار من مجموعة متنوعة من بطاقات السفر التي تغطي دولة واحدة أو أكثر، مع تخفيضات للأطفال والشباب وكبار السن، وتتنوع البطاقات كذلك من حيث فترة الصلاحية، فمنها المتواصلة والمرنة التي تتيح اختيار أيام السفر في خلال فترة صلاحية محددة. وأضاف:"يشعر السائح عادة بالخوف من استخدام القطارات في بلد لا يعرف فيه شيئاً، علماً بأن استخدامها ليس أمراً صعباً، إذ تتسم محطات القطارات الأوروبية بمواتاتها للمسافرين، الذين ما إن يصلوا إلى المحطة حتى يجدوا لوحات إرشادية كبيرة في كل أرجاء المحطة، وفي حال شعر أنه غير قادر على العثور على قطاره، فبإمكانه الاستعانة بطاقم العمل في المحطة". وتابع:"على السائح أن يقرأ جيداً رقم القطار وموعد المغادرة الموجود على تذكرته، ومن ثم متابعته على لوحة المغادرة الإلكترونية التي ستخبره عن رقم الرصيف الذي سيغادر منه قطاره، وعند الوصول إلى الرصيف الصحيح سيلاحظ أن لكل عربة من عربات القطار رقماً ودرجة معينة، وبالنظر إلى تذكرته سيصعد إلى المقصورة التي حجز عليها". واستطرد بالقول:"تستخدم محطات القطارات الأوروبية الرسومات التوضيحية التي يسهل فهمها والمُستخدمة أيضاً في المطارات الدولية، وبمجرد صعود السائح على متن القطار، سيجد أن جميع المقاعد مُعلّمة أيضاً كما هي الحال في الطائرة، وما إن يطابق رقم المقعد الموجود على تذكرته ورقم مقعد القطار، حتى يحظى بقسط من الراحة". أما عن كيفية التنقل من المطار إلى محطة القطار الموجودة في المدينة، فقال:"يسهل الوصول إلى معظم المدن التي تحتوي على مطارات عبر المواصلات العامة أي القطارات والحافلات وسيارات الأجرة والمترو، إذ إن بإمكان السائح الوصول إلى محطات القطار الموجودة في وسط المدينة عبر المطارات الآتية: أمستردام شيفول، أثينا، برشلونة، برلين، شونيفلد، برمنغهام، بروكسيل الوطني، كولون، كوبنهاغن، دريسدن، دوسلدورف، فرانكفورت، جنيف -كوينترن، جلاسجو، جراتز، هانوفر، كراكاو، ليبريخ، لندن جاتويك، لندن هيثرو، لندن ستانستيد، مدريد، ملاغا، مانشستر، ميونيخ، ميلانو، مالبينسا، نيوكاسل، نيس، نورمبيرغ، أوسلو، باليرمو، باريس شارل ديغول، بيزا، بورتو، روما فيوميتشينو، ساوثامبتون، ستوكهولم، شتوتغارت، تورينو، ترونهايم، فالنسيا، فيينا وزيوريخ". وعن السفر على متن قطار للمبيت، قال وليد أحمد:"إن استقلال قطار للمبيت يُعد بمثابة إضافة لمسة مغامرة للرحلة، بحسب نوع المقصورة التي حجزها السائح، فمن المتوقع أن يتم تسكينه مع أشخاص جدد أو أن يتشارك ورفيق سفره غرفة خاصة، وهنا أنصح العائلات أو حديثي الزواج بحجز مقصورة خاصة لتتوافر لهم مساحة أكبر للحركة ولوضع الأمتعة، كما عليهم ألا يقلقوا حين يطلب منهم مسؤول القطار جوازات سفرهم، لأن ذلك يتم لدواعٍ أمنية، وسيحصلون عليها في الصباح". موضحاً أن هناك تبايناً في تجهيزات النوم المتوافرة بحسب القطار والرحلة، وقال:"المقصورات الشائعة فردية ومزدوجة إضافة إلى وجود الأرائك، وتتيح بعض القطارات مقصورات نوم من فئة T3 أو T4 ديلوكس". مشيراً إلى أنه في حال عدم استخدم السائح تذكرة السفر بالقطار، فيمكن له استرجاع أمواله، من خلال إعادة التذكرة غير المستخدمة إلى وكيل السفر أو إرسالها إلى مكتب"ريل يوروب"الأقرب إليه، وهو ما يضمن له وصول المال إلى محفظته بشكل أسرع، وقال:"على السائح أن يعيد التذاكر غير المستخدمة إلى مكتبنا وتعليمها بختم غير مستخدم في أية محطة قطار ليتسنى له استرجاع أمواله". منوهاً إلى وجود بعض المفاهيم التي قد تكون غريبة على مسامع السائح، وقال:"تذكرة السفر بين نقطتين، هي تذكرة صالحة على مسار محدد بين مدينتين بناء على المسار والرحلة، إذ يحصل المسافر على تذكرة مفتوحة ذات سعر ثابت وفترة زمنية محددة من دون حجز مقعد، أو تذكرة السعر الشامل التي تتيح السفر على متن معظم القطارات عالية السرعة والقطارات الليلية، وتتضمن حجز المقعد وتاريخ وتوقيت السفر ورقم القطار". وأضاف:"حجز المقعد ضرورة، وعلى المسافر ألا يستهين بالمسافات الطويلة التي يقطعها القطار ويظن أن بإمكانه الوقوف على قدميه طوال الوقت، فهو إلزامي على القطارات عالية السرعة والقطارات الليلية وقطارات المناظر الطبيعية البانورامية، كما يجب حجزه بشكل منفصل عند السفر من خلال التذاكر المفتوحة أو البطاقات". ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يمتلك أفضل شبكات السكك الحديد عالية السرعة في العالم بما تحويه من قطارات دولية وداخلية بسرعة تصل إلى 320كيلومتر في الساعة، في إطار من الراحة والأمان والسلاسة، ونصح وليد أحمد السياح العرب باستكشاف سويسرا بالقطارات والحافلات والسفن. وزاد:"تتيح باقة الإقامة السويسرية للمسافرين فرصة التمتع بعجائب الطبيعة في سويسرا، بفضل دمج رحلات القطار مع الفنادق التي توفّر إمكان تعديل مسارات الحجز وتمديد الحجز والانتقال إلى فندق أكثر فخامة، ومن الباقات الأكثر شعبية: باقة قمم سويسرا التي تتضمن رحلة إلى قمة يونغفراو، وباقة البانوراما الجليدية جيليشار إكسبريس، وباقة قمم العالم المثيرة من فرنسا إلى ألمانيا". 3 درجات من الخدمة في"يورو ستار" عن مميزات القطارات الأوروبية، أوضح المدير الإقليمي لشركة"ريل يوروب"وليد أحمد أن قطارات"يورو ستار"توفّر ثلاث درجات من الخدمة، اثنتين منها للدرجة الأولى أي درجة الأعمال، أما الدرجة الثالثة فهي الدرجة العادية، ومن بين التسهيلات المتاحة لركاب درجة رجال الأعمال: الدخول السريع خلال 10 دقائق بالمحطات، مكتب تذكار مخصص لهم أيضاً، وإمكان استخدام صالات القطار لإجراء اجتماعات أو لقاءات عمل، فضلاً عن المقاعد المائلة بمساحات كافية للقدمين، وإنترنت لاسلكي بالمحطات، ومقصورة مخصصة لهم للرفاهية والراحة، إضافة إلى توفير صحف مجانية ووجبة مكونة من ثلاثة أطباق، أما مسافرو الدرجة العادية على القطار نفسه فيُسمح لهم بالدخول قبل 30 دقيقة من موعد المغادرة، ويتم تزويدهم بمقاعد مريحة وباقة من الأطباق التي تقدمها عربة البوفيه، ويمكن حجز رحلات على متن"يورو ستار"حتى 6 أشهر قبل موعد العودة، وهنا لا بد من أن نشير إلى أن قطارات"يورو ستار"تتيح رحلات مباشرة إلى"ديزني لاند"في باريس، وجبال الألب الفرنسية. وعن الدرجات التي توفرها قطارات"تي جي في"، أشار إلى أنها توفر درجتين للسفر، وهما الدرجة الأولى التي تتيح مقاعد أكبر تميل إلكترونياً، ومخارج كهرباء لأجهزة الكومبيوتر المحمول، والهواتف النقالة، إضافة إلى استخدام عربة البوفيه، أما الدرجة الثانية فتقدم المقاعد المريحة وإمكان استخدام عربة البوفيه التي تتيح للمسافر اختيار باقة كبيرة من الأطباق والمشروبات، ويمكن حجز تذكرة"تي جي في"مسبقاً قبل 90 يوماً. وقال:"توفر قطارات من نوع"فرييثتا روسسا"درجتين للسفر أيضاً، إذ يحصل حاملو بطاقة الدرجة الأولى على مشروب ترحيب ووجبة خفيفة وصحيفة إيطالية يومية، وباستطاعة ركاب كلتا الدرجتين تصفح الإنترنت باستخدام وحدة USB أو أي جهاز محمول آخر".