خطفه من حضن والدته، مع أنه لا يزال رضيعاً، ليقذف به على بعد كيلومترين من مكان الحادثة، مخلفاً وراءه أماً مفجوعة. كان الرضيع بين ذراعي والدته، أثناء محاولة والده قطع وادي روافة 110 كيلومترات عن مدينة تبوك بسيارته، قبل أن تجنح بهم السيارة وتميل على جنبها الأيمن ويسقط من حضن والدته، ويبتلعه السيل. كان هذا الرضيع الذي لا يتجاوز عمره عاماً ضحية الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة تبوك أمس، وجعلت من شوارع المدينةوالمحافظات والقرى المحيطة بها أشبه ما تكون بمجارٍ للسيول، لتحتجز سيارات وتقتلع أشجاراً وتحاصر راجلين، وتتسبب في انهيار أسفلت بعض الشوارع. يومٌ عصيب مرّ على أهالي تبوك أمس، بعد هطول أمطار غزيرة، أدت إلى وفاة رضيع وتعليق الدراسة ليومين أمس واليوم، كما تسببت في شلل شبه تام للمحال التجارية. وأعلن الدفاع المدني في منطقة تبوك على لسان متحدثه الإعلامي العقيد ممدوح العنزي عن حالة وفاة أمس لطفل يبلغ من العمر عاماً واحداً، جراء الأمطار. ويروي العنزي تفاصيل حادثة وفاة الرضيع:"كان الطفل في حضن والدته أثناء قطع والد الطفل وادي روافة بسيارته، قرب منطقة تسمى الخريطة، لتجنح السيارة بالعائلة بسبب السيل ويسقط الطفل من حضن والدته. وأضاف:"عثرت فرق البحث والإنقاذ في الدفاع المدني على الطفل على بعد كيلومترين من موقع سقوطه، علماً بأن والدي الطفل سليمان، وبقيا داخل السيارة". وأوضح أن فرق الدفاع المدني تمكنت من سحب وإنقاذ 25 سيارة و3 باصات طلاب وطالبات وإنقاذ سيارتين، مبيناً بأنه تم فصل التيار الكهربائي عن بعض المحال التجارية. في السياق ذاته، أعلنت الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة تبوك صباح أمس الأحد تعليق الدراسة في جميع مدارس منطقة تبوك التي تشهد تواصلاً لهطول الأمطار الغزيرة، معطية مديري المدارس كامل الصلاحية في تعطيل الدراسة خلال هذه الظروف. وقال المدير العام للتربية والتعليم في منطقة تبوك الدكتور محمد اللحيدان إن غزارة الأمطار التي تشهدها المنطقة استدعت تعليق الدراسة، مشيراً إلى توجيه مديري المدارس باستمرار استخدام صلاحياتهم في تعليق الدراسة في مدارسهم، خصوصاً في القرى والمحافظات. وشهدت منطقة تبوك منذ فجر أمس الأحد أمطاراً غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية، شملت مدينة تبوك ومراكزها ومحافظات حقل وضباء والمراكز التابعة لها. وأوضح المتحدث الإعلامي بإمارة منطقة تبوك علي القحطاني أن أمير المنطقة رئيس اللجنة المحلية للدفاع المدني فهد بن سلطان بن عبدالعزيز وجّه اللجنة بالعمل وفق الخطط المعدة مسبقاً في مثل هذه الأجواء والظروف، وتكثيف العمل على مدار ال24 ساعة، وبخاصة أن غزارة الأمطار أدت إلى حدوث تجمعات مياه في بعض الشوارع والأحياء، وتعطل عدد من السيارات نتيجة مرورها بنقاط التجمع. وشدد أمير منطقة تبوك على كل الجهات المعنية كالدفاع المدني وأمانة المنطقة وبلدياتها في المحافظات، إضافة إلى إدارات الطرق والمياه والكهرباء بتكثيف دورياتها وفرق الصيانة فيها لضمان استمرار الخدمات، وتقديم العون و المساعدة العاجلة لمن يحتاجها. وأسالت الأمطار الغزيرة أودية المنطقة كوادي البقار والضبعان ووادي الأثيلي والمعظم والديسة وشقري ووادي روافة والأودية في محافظات حقل وضباء والبدع، بحسب القحطاني الذي أوضح أن اللجان المتخصصة في مراقبة الأودية تعمل حالياً في الميدان بالتنسيق مع الدفاع المدني لمراقبة وضع الأودية، لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، والتأكد من وضع السلامة حولها. وأشار المتحدث الإعلامي للإمارة بأن غرفة العمليات المشتركة في الإمارة واللجان الفرعية للدفاع المدني تتابع الوضع في محافظات ومراكز المنطقة كافة. وأضاف:"وتؤكد التقارير كافة أن الوضع العام مطمئن جداً، فيما عدى ما وقع بكل أسف وأسى من حادثة وفاة طفل يبلغ من العمر عاماً، سقط من يد والدته خلال احتجاز سيارتهم في وادي روافة. وأشار القحطاني إلى أن غرفة العمليات المشتركة تتلقى أي بلاغ على الهواتف التالية: 044236032 و044228830 و044249474. "الجوف": 16 حادثة.. وانقلاب شاحنتين وفي منطقة الجوف، تسببت الأمطار الغزيرة في وقوع 16 حادثة مرورية وانقلاب شاحنتين، خلال ساعات الصباح، بحسب ما أفاد المتحدث الإعلامي لمرور المنطقة المقدم نهار القضيب، والذي أشار إلى أنها لم تسجل إصابات،"كلها تلفيات، كما سجل انقلاب شاحنتين في مدينة سكاكا". في حين قال المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة الجوف المقدم عطالله الرويلي إن الأمطار شملت جميع مدن ومحافظات المنطقة، ولم تسجل حوادث، سوى بعض الحالات لاحتجاز مركبات، تم التعامل معها من فرق الدفاع المدني. وحذّر المواطنين والمقيمين من الجلوس والتنزه في بطون الأودية، والاقتراب من السيول أو المجازفة باجتيازها بالمركبات أو سيراً على الأقدام.