بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقى الشعب الوفي خبر وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، هذا الرجل الوفي المخلص، رجل الأمن الأول الذي عمل بجانب أخوته بكل حزم وعزم، رجل المرحلة الأمنية الحساسة من تاريخ بلادنا الغالية، رجل الأمن والتاريخ، وعد فأوفى، عمل فأنجز، حارب الإرهاب فهزمه، تبنى وأسهم في بناء البلد، حافظ على السلم الأهلي لمملكتنا الحبيبة، صاحب المنظومة الأمنية الأكثر كفاءة وتنظيماً وتطويراً، صاحب القلم والفكر، صاحب الأيادي البيضاء تجاه وطنه ومواطنيه، حافظ على أمنهم وأموالهم، وجعل من وطنهم موطناً للاستقرار والنماء. بنى جهازاً أمنياً حديثاً يضاهي به أعتى وأضخم الأجهزة الأمنية العالمية، جعل من رجل الأمن شريكاً ومواطناً صالحاً ومصلحاً في التعامل مع الوطن والمواطن، انعكس بدوره على نماء ورخاء الوطن من خلال المشاريع الاستثمارية. هو ذلك الرجل الخبير والكبير الذي جنّب بلادنا كثيراً من شرور إرهابيي"القاعدة"المأجورين، وضع استراتيجية مكافحة الإرهاب، وتبنى وأسس مركز"المناصحة"الذي أصبح مرجعاً دولياً في التعامل مع المغرر بهم. بقي أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، فقد فقد شعبنا رجلاً كبيراً في إدارته، وفي حكمته، وفي عمله، وفي تعامله الإنساني، رحمه الله رحمة واسعة. لقد كان، رحمه الله، خير معين لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تحمل الكثير وعانى الكثير وضحى بجسده وفكره ووقته من أجل وطنه ومواطنيه. سيدي خادم الحرمين الشريفين، ولي عهده الأمين الأمير سلمان، شعبنا السعودي الوفي، أحسن الله عزاءكم جميعاً، ورحم الله الفقيد وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، ودمتم ودام الوطن شامخاً. سعود بن غانم العابسي [email protected]