تشكل الذكرى السابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ملكاً على البلاد، محطة مضيئة في تاريخ الإنجازات العملاقة لبلادنا الغالية، إذ شهدت المملكة العربية السعودية بحمد الله وفضله منذ مبايعة الملك عبد الله بن عبد العزيز إنجازات قياسية في عمر الزمن تميزت بالشمولية والتكامل"لتشكل بذلك ملحمة عظيمة لبناء وطن، وقيادة أمة، خطط لها وقادها بمهارة واقتدار الملك المفدى، فبرزت هذه الإنجازات على أكثر من صعيد وفي مختلف المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والعمرانية والصناعية والزراعية والثقافية. لقد اتسم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات مميزة، من أبرزها تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله، وتفانيه في العمل على رفعة وطنه ومواطنيه، وأمته الإسلامية بل والمجتمع الإنساني بأسره، إضافة إلى حرصه الدائم بناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات، وواكب ذلك سن الأنظمة والتوسع في التطبيقات، وفق منهج رشيد عززته أوامر ملكية سامية تقدم حلولاً تنموية فعالة، بما يضمن تنظيم فاعل يوصل - بإذن الله - إلى أفضل أداء، وبما يقود بإذن الله إلى المزيد من الخير والازدهار لهذا البلاد وأبنائها، وهو ما أسفر عنه ولله الحمد تدفق ينابيع الخير يوماً بعد يوم، وتوالي العطاءات والمنجزات الخيرة لهذه البلاد الكريمة. ليعيش الوطن والمواطنين والمقيمين على أرض الحرمين عهداً زاخراً بالرخاء والنماء الاقتصادي الذي لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله قبل كل شيء والقيادة الحكيمة والمستنيرة لقائدنا الأعلى الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله. وفي الوقت الذي نال قطاع التعليم والتدريب أكثر من ربع موازنة الخير، حظي التعليم العالي بما مقداره 14 في المئة من الدخل الإجمالي للدولة، وكان من ثمار ذلك المزيد من المشاريع والبرامج الحيوية التي أصبح الوطن يقطف ثمارها ونتائجها القيمة، ولعل من أبرز الشواهد على اهتمامه حفظه الله بهذا القطاع الحيوي، تدشينه قبل أيام للمرحلة الأولى للمدن الجامعية ووضعه حفظه الله لحجر المرحلة الثانية لتلقي بظلالها الوارفة على مناطق المملكة ومحافظاتها كافة، وتسهم بصورة ملموسة في دفع عجلة التنمية في مساراتها كافة، كما أن من البرامج الضخمة التي لقيت عناية بالغة من قائدنا حفظه الله إطلاق أضخم مشروع ابتعاث شهدته هذه البلاد، هو برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي تم التركيز فيه على تمكين أبنائنا وبناتنا من دراسة تخصصات حيوية وجوهرية بجامعات مرموقة في عدد من دول العالم، وهو ما يسهم في توفير كفاءات وطنية قادرة على أن تلبي حاجات سوق العمل ومتطلبات برامج التنمية، وتسهم في نهضة الوطن وتطوره. وكذلك توجيهه رعاه الله بإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتكون منارة للمعرفة، وبيئة راقية للعلم، وجسراً للتواصل بين الشعوب، وصرحاً علمياً شامخاً للعلوم والتقنية يستقطب الطلبة والدارسين والباحثين من مختلف دول العالم، ويسهم في توطين التقنيات المتقدمة، التي صارت ضرورة من ضرورات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكان من الطبيعي أن تستفيد الجامعات السعودية عموماً من الدعم اللا محدود الذي لقيه ويلقاه قطاع التعليم العالي من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وتم استثمار هذا الدعم الكبير في تحقيق إنجازات مميزة، قادت إلى الارتقاء الكمي والنوعي بالتعليم الجامعي من خلال رفع كفاءته وجودته، وعزز هذا الجانب بربط البرامج التعليمية بمتطلبات التنمية، والتوسع في التخصصات العلمية التي تحتاج إليها مسيرة التنمية. وجاءت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات لتشكل علامة فارقة في التعليم الجامعي في المملكة عموماً وفي تعليم المرأة السعودية خصوصاً. كما تم إطلاق مبادرات مهمة تمثلت في برامج مراكز التميز البحثي، وبرامج تنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس، وتطوير برامج وخدمات الإرشاد الطلابي، وتطوير الأقسام الأكاديمية، وتطوير الجمعيات العلمية، وبرامج الاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي. ولم تنحصر إنجازات خادم الحرمين الشريفين في الشأن الداخلي"بل تجاوزت ذلك إلى خارجه، فكان للملك عبد الله بن عبد العزيز دور بارز أسهم في إرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي المعاصر وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله، وتمكن حفظه الله بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في إدارات الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته . وحافظت المملكة بقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - على الثوابت واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية، بما يحفظ لها هويتها التي نعتز بها جميعاً. حفظه الله لنا خادم الحرمين الشريفين بحفظه، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان. * نائب وزير التعليم العالي.