يحظى التعليم في بلادنا بدعم لا محدود من القيادة، لأهميته في بناء جيل المستقبل، ووزير التربية والتعليم يبادر وبشكل عاجل إلى كل ما يسهم ويساعد في تطوير التعليم و مخرجاته. ولكن ومع الأسف الشديد ما زالت التربية الخاصة تغرد خارج سرب التطوير، حفاظاً على البقاء، وإذا أمعنا النظر وجدنا أنهم يتعاملون مع فئة عزيزة وغالية على قلوبنا، وهناك كثير من هذه الفئة حققوا لأنفسهم ولوطنهم ما عجز عن تحقيقه الأسوياء. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل تستحق تلك الفئة كل هذا الإهمال والتجاهل وعدم الدعم، بل والإضرار بها، كما تفعل إدارة التربية الخاصة في قرارها المجحف بإيقاف تعليم المرحلة الثانوية للمعاقين، بحجة التطوير؟ أقولها وبشكل مباشر، لقد تسبب هذا القرار غير المدروس في مشكلات صحية ونفسية واجتماعية لهذه الفئة ولأقاربهم، وأضاف مصدر القرار الغريب معاناة أخرى تضاف إلى معاناتهم من الإعاقة. ترى ألم يحسب المسؤولون في تلك الإدارة حساب تبعات هذا القرار؟ لنعد إلى الماضي قليلاً، ونستذكر فضل سلطان الخير، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فعندما علم بهذا القرار أصدر توجيهه الكريم إلى وزير التربية والتعليم بتنفيذ الأمر، مع أن الأمر ظل حبيساً في أدراج المسؤولين في الوزارة فترة طويلة في محاولة منهم لنقل الموضوع وتحويله إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، التي ليست لها علاقة بالتعليم. من هذا المنطلق، نتطلع إلى وقفة من وزارة التربية والتعليم للإسراع في إنجاز مناهج التربية الخاصة للمراحل الدراسية ومراعاة خصوصية الطلبة في تلبية حاجاتهم ومتطلباتهم العلمية، وأن تحظى هذه الفئة بنصيبها، أسوة بالتعليم العام من مشروع رائد التعليم خادم الحرمين الشريفين بالدعم المادي والتعليمي وتزويدهم بالخبرات الأكاديمية المتخصصة لتطوير المناهج. مزيد السميران - الرياض