نادي اتحاد جدة هذا العام غير، غير تماماً في هذا الموسم كما هي شوارع جدة غير،"سلباً"في موسم الأمطار، وهو مثل مطار جدة"المكتظ"في موسمي الحج والعمرة، ومثل ملعب جدة المختنق في مباريات"الدربي". "الاتي"الذي أشاهده هذا العام لم أشاهد مثله عبر سنوات طوال، فالفريق القوي والعنيد الذي اشتهر برفضه التام للهزيمة ومكافحته في الميدان لآخر لحظة أصبح يهزم بكل سهولة من الفتح والرائد وغيرهما، وهو أمر غريب، ولا يمكن أن يقبله محبو هذا الفريق الذي عود جماهيره في السنوات الأخيرة على الكؤوس والألقاب. والاتحاد منذ عامين تقريباً بدأ يتضح على لاعبيه التقدم في السن والضعف اللياقي ولجوئهم للخشونة لتعويض النقص الفني في أدائهم، وكان لزاماً على القائمين في النادي أن يبادروا بالتجديد وتطعيم الفريق بوجوه شابة جديدة من أبناء النادي ومن خارجه أيضاً، وهو أمر لم يحدث للأسف لذا بدأ الفريق بالتراجع في الموسم الماضي، وتدهور هذا العام تحت إدارة ابن داخل الذي أثبت أنه أقل رؤساء الاتحاد إنجازاً وعطاء وفكراً رياضياً عبر سنوات، ولا شك أنه يتحمل ابتعاد أعضاء الشرف الداعمين، وبالتالي يتحمل الكثير من الفشل الذي أصاب نادي جدة هذا الموسم. وكم أتمنى أن يتدخل عقلاء الاتحاد قبل فوات الأوان لإقالة إدارة ابن داخل، والتعاقد مع مدرب عالمي ولاعبين أجانب على مستوى عال، إضافة الى إبعاد عواجيز الفريق وإعطاء الفرصة للشباب، وتطعيمهم بلاعبين محليين موهوبين، وإعادة لم شمل أعضاء شرف النادي المؤثرين، الذين ابتعدوا عن إدارة ابن داخل التي لا نعلم من أين جاءت، والى أين ستذهب بالنادي العريق. والعجيب أن محبي الاتحاد احتفلوا بشكل كبير بهزيمة جارهم، وغريمهم الأهلي بطريقة لا تتناسب مع أهمية المباراة بالنسبة إلى الاتحاد، الذي وقف 9 من لاعبيه بخبرتهم العريضة في مراكز الدفاع في الشوط الثاني، ولعبوا بتركيز عالٍ وخشونة زائدة تسببت في خسارة الأهلي لاثنين من مفاتيح لعبه هما الحوسني وبالمينو، إضافة الى إصابة محمد نور وأسامة المولد، وابتعادهما عن مباريات بطولة أبطال آسيا المهمة بالنسبة لفريقهم. وعلى رغم هذا كله، وقف ابن داخل رئيس الاتحاد بين محبيه بعد المباراة ليتلقى التهاني بالفوز على الأهلي وكأنه حصد كأس الملك! وكان الجمهور الاتحادي يهتف طوال المباراة بعباراة فيها شيء من الاستفزاز:"آي آم سووري، ما في دوري". وهي عبارة اغضبت الجمهور الأهلاوي الذي جلس على أعصابه طوال المباراة ليشاهد حلمه بتحقيق فريقه للدوري الغائب يتبخر حتى بعث لهم أبناء الشرقية الأمل من جديد بعد تعادل الاتفاق مع الشباب الذي كان من الممكن أن يظفر بالدوري، لو قدر له الفوز في تلك المباراة. بطبيعة الحال لا أحد يمكن أن يطالب الاتحاد بفتح الملعب والسماح لخصمه بتحقيق الفوز السهل، ولكن ما رأيته شخصياً كان أمراً غير مقبول من استفزاز للجمهور الأهلاوي، وخشونة اللاعبين الاتحاديين الزائدة وفرحة رئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته بالفوز في مباراة لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة إليهم، وهو الشيء المستنكر الى حد ما على رياضيين محترفين من المفترض ارتقاؤهم فكرياً وترفعهم عن هذه التصرفات. وكنت أتمنى لو أن رئيس الاتحاد محمد بن داخل ومن حوله تذكروا أن نادي الاتحاد لم يفز بأية بطولة، ولم يحرز حتى وصافة أي كأس، ولم ينجز شيئاً يذكر هذا العام، وهو المعتاد على الرباعيات والخماسيات وحصد كل البطولات، وكم كنت أتمنى لو تذكروا أن نادي جدة العريق أصبح معدل أعمار لاعبيه يفوق 33 عاماً، وهو معدل عال جداً، وعليه فإن تجديد دمائه أصبح ضرورة ملحة، وليتهم يعلمون أن الفوز في"الدربي"ليس بطولة تستحق الاحتفاء بل ثلاث نقاط ليس إلا، كم أخشى على الاتحاد وفيه مثل هذه العقليات. [email protected]