كشف مدير مستشفى الصحة النفسية في جدة الدكتور سهيل خان عن تزايد أعداد المراجعين للعيادات الصحية والمستشفيات النفسية في المملكة أخيراً، مبيناً أن متوسط عدد المراجعين لأقسام الطوارئ في المستشفيات جراء اعتلال نفسي يصل إلى 30 حالة يومياً، فيما يبلغ عدد المراجعين للعيادات 120 حالة، بمعدل 10 حالات جديدة يومياً ما يعني أن المعدل السنوي يصل إلى 3600 مريض جديد. وأوضح الدكتور خان أنه يوجد ازدياد واضح وملاحظ في أعداد المراجعين للمستشفيات الصحية لكن عموماً نسبة الزيادة في المملكة غير دقيقة لعدم وجود دراسة ميدانية للمستشفيات تكشف نسبة الزيادة في الأعوام ال10 الأخيرة. وأفاد بأن أبرز الأمراض النفسية المنتشرة في المملكة اضطرابات الوجدان والاكتئاب، واضطرابات القلق بأنواعها كالقلق العام والوسواس القهري والرهاب الخاص والرهاب الاجتماعي، والاضطرابات الذهنية كاضطرابات"الفصام"، والتي تعد الأكثر شيوعاً بين المرضى. وعزا أسباب شيوع الأمراض إلى عوامل عدة أبرزها الوراثة، والضغوطات سواء بيئية أو اقتصادية أو اجتماعية، مضيفاً"ولاشك أن وجود الحياة المعيشية الصاخبة والتطور والتمدن السريع الذي يحصل في مجتمعاتنا لها آثار إيجابية وأخرى سلبية وقد انعكس تأثيرها السلبي على الصحة النفسية". وجاءت تصريحات مدير مستشفى الصحة النفسية لدى انطلاق برنامج"الطب النفسي المجتمعي"في فندق أمس في جدة، ويستمر يومي الثلثاء والأربعاء خلال الأسابيع الخمسة المقبلة. وقال الدكتور خان ل"الحياة":"إن الأسباب المؤدية إلى إطلاق برنامج الطب النفسي المجتمعي تأتي في سياق الخطة التطويرية الإستراتيجية للإدارة العامة للصحة النفسية والخدمة الاجتماعية في وزارة الصحة، والتي انطلقت في عام 1428ه، وانتهت في العام 1432ه". وأفاد بأن الملتقيات والدراسات السابقة خلصت إلى أمور عدة منها تفعيل برنامج الطب النفسي المجتمعي، مبيناً أن الهدف الرئيس من هذا البرنامج هو معاينة أكبر عدد من الاضطرابات والحالات النفسية في المجتمع وعدم حصرها في المستشفيات والعيادات النفسية، وإشراك مراكز الرعاية الصحية الأولية عن طريق الكشف والتشخيص، ووضع الخطط العلاجية والمتابعة والإحالة المتبادلة ما بين المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية. وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أجر ت دراسة في العام 2000، تفيد بأن اضطراباً مثل الاكتئاب احتل المرتبة الرابعة في سبب العجز المؤدي للوفاة في العام نفسه، ومن المتوقع احتلاله المرتبة الثانية في العام 2020، والمرتبة الأولى في العام 2030، مؤكداً أن المنظمة العالمية كانت قد نبهت وزارات الصحة في كل أنحاء العالم على ضرورة توجيه الاهتمام والرعاية والعناية بمرضى الاضطرابات النفسية. وأضاف"والبرنامج سيطور الخدمات المقدمة في مجال الطب النفسي بالمنطقة لما لوحظ من التنامي المطرد في الأعداد التي تراجع العيادات والمستشفيات النفسية وسعياً لوضع الحلول العلمية المناسبة لمواجهة هذا الوضع فقد تمت دراسة موضوع برنامج الطب النفسي المجتمعي تماشياً مع الخطة التطويرية الاستراتيجية للإدارة العامة للصحة النفسية والخدمة الاجتماعية في الوزارة". ويركز برنامج"الطب النفسي المجتمعي"على تفعيل دور مراكز الرعاية الأولية في الكشف المبدئي والتشخيص، ووضع الخطط العلاجية الأولية لبعض الحالات النفسية الشائعة.