كشفت مصادر مطلعة ل"الحياة"وجود تحركات لدى جهات خيرية لإيجاد جمعيات خاصة للنساء العوانس، تهتم بمشكلاتهن وتبحث الحلول المناسبة لأوضاعهن الأسرية، إضافة إلى سد وقت فراغهن بالبرامج المفيدة، وحمايتها من أي ضغوط اجتماعية تدفعها للحزن أو الشعور بالعزلة لتأخرها في الزواج. وأوضحت أمسية توعوية أقيمت في الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري في محافظة جدة أمس، عن وجود أكثر من 1,5 مليون عانس في السعودية، إذ استعرضت أهمية العمل على وضع الحلول المناسبة لظاهرة العنوسة على مستوى المجتمع، بدأً بتجفيف أماكن الفساد وتنظيم اللقاءات والمحاضرات وتفعيل وسائل الإعلام في التوعية، إضافة إلى توعية الآباء بأهمية تقليل المهور واتباع هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأمور. وأبرزت الأمسية أهمية اختيار الزوج على أساس الدين والخلق لا المال ولا القربة، كما دعت لأهمية محاربة غلاء المهور داعية لإصدار قرار بتحديد مهر الفتاة بألا يزيد على 20 ألفاً، إذ إن المهم على حد تعبير المشاركين هو اختيار الزوج الكفء المناسب، مطالبين بتمكين الشباب من الزواج المبكر والاستمرار في التعليم بعد الزواج. وأشارت الأمسية إلى أن منطقة مكةالمكرمة تعد أكبر المناطق السعودية في نسبة العنوسة، إذ سجلت وجود قرابة 400 ألف عانس، تليها منطقة الرياض، ثم منطقتا الشرقية وعسير، ثم منطقتا المدينةالمنورة وجازان، وأخيراً مناطق القصيم والجوف وحائل. وحذرت الأمسية من العادات والتقاليد التي تحد من الزواج:"هناك عادات مثل تأخر زواج الصغيرة حتى تتزوج من قبلها ومن العادات إجبار البنت على ابن عمها أو ابن خالها وقد لا يكون ذلك الشخص مناسباً فشرع الله عز وجل إنما جعل الكفاءة في الدين والخلق". وانتقدت الأمسية الغلو في اختيار شريك الحياة، إذ ألمح الكثير من المشاركين إلى وجود أسر تشترط مواصفات عجيبة لاختيار الزوجة، لافتين إلى أن أسباب العنوسة تتعلق أحياناً بمسألة الاغترار بالجمال والمال والعلم، مؤكدين أن من أسباب تأخر الزواج هو السحر والمس والتشاؤم من المستقبل. ولفتت الأمسية إلى وجود امتناع لدى بعض الشبان عن الزواج بسبب تكوين النفس،"بعضهم لا يتزوج إلا بعد مضي عمر طويل، وكذلك من الأسباب عدم استعداد الشاب على تحمل مسؤولية الزواج وما ينتج منه، ومن الأسباب كذلك البطالة". من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري في جدة وقاضي التمييز بمحكمة الاستئناف في منطقة مكةالمكرمة عبدالله بن عبدالرحمن العثيم أن هذه الأمسية ناقشت هموم ومستقبل أكثر من 1,5مليون عانس في المملكة، مضيفاً أن الأمسية تميزت باستعراض تيسير سبل الزواج وتخفيف المهور وترسيخ المعايير الشرعية لاختيار الزوجين ومجانبة الأعراف والعادات والتقاليد الدخيلة التي لا تتناسب مع قيم ديننا الحنيف، وطالبت بتكثيف القيم الأخلاقية في المجتمع والبيت والأسرة ومعالجة الأزمات والعواصف والزوابع التي تهدد كيان المجتمع.