توصلت دراسة حديثة أجريت على عينة من المجتمع السعودي إلى أن المرأة العاملة أقل تعرضاً للعنف من غير العاملة، وأن نسبة المعنفين من الأزواج والزوجات تقل كلما تزايدت دخولهم. ووفقا للدراسة التي أعدها باحثون من مركز رؤية للدراسات الاجتماعية بعنوان:"العنف الأسري... المظاهر والأسباب والنتائج وطرق المواجهة"، فإن مقابلات أجريت مع 90 شخصاً من المعنفين في مختلف مناطق المملكة 30 منهم من الأبناء الذين تتراوح أعمارهم بين ال10 و ال 19 عاماً، و30 من الأزواج و30 من الزوجات الذين تتراوح أعمارهم بين ال20 و ال59 عاماً، وتبين أن الشباب هم الأكثر تعرضاً للعنف، أما كبار السن فهم الأقل تعرضاً له، وعزت ذلك إلى التوقير الذي يحظى به أفراد هذه الفئة العمرية وما تفرضه حدود التقاليد الاجتماعية، لافتة إلى أن 6 من الزوجات صغيرات السن واللاتي تتراوح أعمارهن بين ال18و ال19 عاماً يمثلن 20 في المئة من جملة عدد الزوجات المعنفات، فيما يتركز 25 في المئة من الأزواج والزوجات المعنفين في الفئة العمرية من 20 - 29 عاماً، وتوجد أقل نسبة من المعنفين 7 في المئة في الفئة العمرية من 50 - 59 عاماً. وأوضحت الدراسة أن 61 في المئة من المعنفين تلقوا قدراً مناسباً من التعليم المتوسط والثانوي والجامعي، وبلغت نسبة الأميين ومن يقرأون فقط أو من يكتبون فقط 13 في المئة، أما المتعلمون تعليماً ابتدائياً فبلغت نسبتهم 26 في المئة، ما يؤكد أن المتعلمين يتعرضون للعنف بصرف النظر عن مكانتهم، فيما يمثل من يمكن أن يطلق عليهم أنصاف المتعلمين ممن يقرأون أو يكتبون فقط أقل نسبة بين المعنفين، يليهم في الترتيب الأميون والجامعيون، ما يعني أن المستوى التعليمي للمعنفين يأخذ شكل منحنى التوزيع المعتدل، إذ تقل نسبة المعنفين عند أدنى وعند أعلى حدود المستوى التعليمي، وترتفع نسبتهم عند منتصف المنحنى. وتطرقت الدراسة إلى أن 47 في المئة من المعنفين من المتزوجين، وتضم فئة أعزب 33 في المئه من المعنفين وهم من الأبناء الذين لم يتجاوزا ال18، فيما يمثل المُطلقون 12 في المئة من أفراد العينة، في حين أن المنفصلين وهم فئة من الأفراد الذين نبذوا الحياة الزوجية، ويعيش كل منهم في حياة منفصلة بعيداً عن شريكه، فبلغت نسبتهم 8 في المئة. وخلصت إلى وجود علاقة بين العنف والحياة الزوجية، إذ يلاحظ أن المعنفين والمعنفات ممن لم تنفصم عرى زواجهم بعد هم الأكثر عدداً، مؤكدة عدم وجود علاقة قوية بين نوع الوظيفة والتعرض للعنف الأسري. ولاحظت الدراسة أن عدد الزوجات اللواتي من دون عمل وتبلغ نسبتهن 60 في المئة من جملة عدد الزوجات هن أعلى نسبة بين المعنفات، ما يعني أن المرأة العاملة أقل تعرضاً للعنف من غير العاملة، أما بالنسبة للأزواج فتعرضوا للعنف الأسري ولم تكشف البيانات عن أبناء مهنة معينة يمارس عليهم العنف بصورة أوضح من غيرهم، بل إن العسكريين الذين لا يتصور أحد أن يتعرضوا للعنف، نالهم قدر من العنف على أيدي أخوة الزوجة، وكانوا أيضاً من العسكريين. وأوضحت أن أقل نسبة من الأزواج المعنفين 2 في المئة كانت بين أصحاب فئات الدخل العليا من 12000 ? 16000 ريال و 16000 ريال فأكثر، وأن أكبر نسبة من المعنفين عموماً 26.7 في المئة توجد بين الأفراد الذين دخلهم أقل من 4000 ريال، وتقل النسبة إلى 11 في المئة بين من دخلهم يتراوح بين 8000 إلى أقل من 12000 ريال، وهو ما يعطي مؤشراً على أن نسبة المعنفين من الأزواج والزوجات تقل كلما تزايدت دخولهم، مفسرة ذلك بأن أصحاب الدخول المرتفعة لديهم مرونة أكبر في مواجهة المشكلات الاجتماعية، خصوصاً تلك التي تنجم عن انخفاض دخل الأسرة، ثم لا يلجأون إلى العنف لتسوية منازعاتهم بقدر ما يلجأون إلى المساومة والتفاوض.