حسناً... هي جمعية تأسيسية. أزال البيان الصادر عن وزارة الثقافة والإعلام في وكالة الأنباء السعودية الثلثاء الماضي، اللبس في شأن الأعضاء الذين عيّنتهم الوزارة في الجمعية التأسيسية للإعلام الإلكتروني. سبب اللبس الرئيس هو تسرّع أحد هؤلاء الأعضاء في توزيع"شبه بيان صحافي"على الصحف الورقية تحديداً. كان ذلك البيان"المسرّب"ركيكاً، ونُشر في الغالب على علاته، فتارة وُصِفَ الأعضاء بأنهم أعضاء لجنة تأسيسية، وتارة وُصِفَ"الرئيس"بأنه أول رئيس لجمعية الإعلام الإلكتروني! ولم ترد أبداً العبارة ذاتها التي وردت لاحقاً في بيان الوزارة:"الجمعية التأسيسية للإعلام الإلكتروني". من ذلك، ما ورد في اللائحة التنفيذية لهذه الجمعية كانت له أهمية عالية:"تقديم دورات تدريبية للمنتمين والمهتمين بالنشر والإعلام الإلكتروني، يستطيعون من خلالها تطوير مهاراتهم في مختلف المجالات مثل: مهارات التوثيق الصحافي لحماية الصحافي من المساءلة القانونية". المادة الخامسة - ثانياً. في اللائحة التنفيذية للإعلام الإلكتروني قضايا كثيرة تستدعي مناقشات متنوعة، الدخول فيها الآن مبكر جداً. لكن هناك ما ينبغي مناقشته مباشرة من دون أيّ تأخير، لأنّه قد يقود"جمعية الإعلام الإلكتروني"على طريق"هيئة الصحافيين"، وهما مادتان تتعلّقان برئيس مجلس الإدارة ونائب الرئيس وأميني المجلس وأعضائه. المادة ال 20 شروط الترشّح لعضوية المجلس، يرد في هذه المادة الآتي:"يحق لعضو المجلس الترشّح لعضوية مجلس الإدارة الجديد، بغض النظر عن عدد المرات التي شارك فيها في عضوية المجلس"! المادة 21 أحكام عضوية المجلس، يرد فيها:"تكون مدة دورة عمل مجلس الإدارة ثلاث سنوات من تاريخ انتخابه، ويحق للجمعية العمومية تزكية وتجديد الثقة بأعضاء المجلس ذاته"! هل نتحدث هنا عن احتمال تعيين أو انتخاب رئيس وأعضاء مدى الحياة؟! اليوم الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى أن نرفض على نحو قاطع كل ما يحوّل الجمعيات والهيئات إلى مجرد مناصب يسعى أشخاص إلى الحفاظ عليها أكثر من أي شيء آخر. كارثي أن تنضم"جمعية الإعلام الإلكتروني"إلى مسيرة"هيئة الصحافيين"، كما تُشرع لها لائحتها التنفيذية. فپ"هيئة الصحافيين"الآن تجاهد لكي لا"توّرط"نفسها في كل ما له علاقة ب"تنمية الصحافة"، ويكفي أن تسمع من أعضاء انسحبوا منها أو لا يزالون فيها لتعرف أن الهيئة تُدير وجهَ الصحافة إلى الوراء، خصوصاً الورقية. أطرح هنا أسئلة مشروعة، وليست مطالبات: لماذا لم يُعْنَ أعضاء الجمعية التأسيسية للإعلام الإلكتروني الذين شاركوا في كتابة اللائحة التنفيذية بخطر تكرار ترشّح الأسماء ذاتها إلى عضوية مجلس الإدارة؟! هل يرشّحون أنفسهم لانتخابات المجلس المقبلة، أم يصرفهم عن التفكير في ذلك إيمانهم بأن دور غيرهم يجب أن يبدأ، وأن دورهم ينتهي بنهاية دورة عمل الجمعية التأسيسية من 6 إلى 12 شهراً - بحسب تصريحات متضاربة؟ السادة أعضاء الجمعية التأسيسية للإعلام الإلكتروني، ارحلوا بعد أن تؤدوا مهماتكم في الوقت المحدد. كونوا بذلك قدوة لأعضاء مجلس إدارة الجمعية ولرؤسائها المستقبليين، ولأعضاء مجلس إدارة"هيئة الصحافيين"... مجرد رأيٍ شخصي.