عندما وقع منتخب الجزائر على صك تأهله إلى المونديال على حساب بوركينا فاسو بهدف قائد الفريق ومدافعه مجيد بوقرة على ملعب مصطفى تشاكر في البليدة، قطع الفريق وقتها خطوة أولى نحو تحقيق حلم، يتمثل في أن يلعب الفريق دور بطولة في إحدى بطولات كأس العالم لكرة القدم. وعلى رغم أن الفريق لم يحقق شيئاً بعد فيما يتعلق بالتأهل إلى دور ال16، فإن مباراته أمام كوريا الجنوبية في بورتو أليغري أدخلته كتب التاريخ، بعد أن تحول بفوزه 4-2 إلى أكثر الفرق الأفريقية والعربية تسجيلاً للأهداف في مباراة واحدة في كأس العالم. كما أنه بات بمقدور المنتخب التأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى دور ال16 للمونديال، إذ إن مصيره في يده خلال مباراته الأخيرة أمام روسيا. وصنع منتخب "ثعالب الصحراء" ما لم يتمكن أي منتخب أفريقي آخر من تحقيقه حتى الآن بأهدافه الأربعة، فمنذ مشاركة مصر في مونديال إيطاليا 1934، لم يحقق أي فريق من القارة السمراء هذا العدد من الأهداف في لقاء واحد. سجلت بعض الفرق ثلاثة أهداف، وقدم البعض الآخر عروضا تاريخية مثل فوز الكاميرون على الأرجنتين بهدف في افتتاح مونديال إيطاليا 1990 والسنغال على فرنسا بنفس النتيجة في افتتاح مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، ونيجيريا على إسبانيا 3-2 في مونديال فرنسا 1998. وكانت آخر مرة يحتفل فيها المنتخب العربي الأفريقي بهدف مونديالي تعود إلى الثالث من حزيران (يونيو) 1986، خلال الجولة الأولى من مباريات المجموعة الرابعة لمونديال المكسيك، بفضل هدف سجله جمال زيدان أمام أرلندا الشمالية. وبعد إنهاء تلك اللعنة، التي وصمت مشاركة الفريق في مونديال جنوب أفريقيا الماضي عام 2010، جاء العرض التهديفي في مدينة بورتو أليغي في شباك كوريا الجنوبية. ولم يفوت مجيد بوقرة، أحد اللاعبين المخضرمين في صفوف ممثل العرب الوحيد بكأس العالم للمرة الثانية على التوالي، الفرصة للإعراب عن فخره بحمل شارة قيادة الفريق، الذي حقق كذلك انتصاره الأول في كأس العالم خلال 32 عاماً. وقال مدافع لخويا القطري "إنه شرف كبير كقائد للفريق أن أصبح جزءاً من تاريخ كرة القدم في الجزائر، وأن أكون عضوا في مجموعة بهذا القدر من الاتحاد". وستكون روسيا بقيادة المدرب الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو هي العقبة الأخيرة أمام تحقيق حلم التأهل إلى دور ال16. لكن أيا كانت نتيجة تلك المباراة، فإن محاربي الصحراء سطروا أسماءهم في كتب التاريخ.