{ أكد استشاري مختص في طب الأسرة أن إهمال المرضى المصابين ب"السكري"لأعراض الانخفاض التي يتعرضون لها وعدم العلاج السريع لتلك الأعراض قد يؤديان إلى مضاعفة خطيرة على صحتهم تصل إلى فقدان الوعي والإصابة بحالات من التشنج العصبي. وقال استشاري طب الأسرة في مركز بانوراما الطبي الدكتور محمد الفواز، إنه لا خوف على مرضى السكري من الصيام في شهر رمضان، ما داموا يتبعون برنامجاً غذائياً سليماً مرشداً طبياً، كما لا توجد ممانعة"طبية"لممارستهم الرياضة بشتى أنواعها، شريطة أن تكون هذه الرياضة مما تعرف ب"اللينة"التي لا تستهلك جهداً كبيراً من صحة البدن. ولفت الفواز إلى أن ارتفاع نسبة السكر في الدم عند مرضى السكري هو حالة متكررة ومزمنة، ويكمن الهدف الأساسي في علاج مرض السكري في تقليل الفترات التي يحدث فيها ارتفاع السكر في الدم. ما مرض السكري؟ - هو ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهي حالة مزمنة تنتج من نقص جزئي أو كلي في هرمون الأنسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس"ليقوم بمساعدة السكر في الدم على الدخول إلى خلايا الجسم"إذ يتحول إلى طاقة تساعد الجسم على الحركة، وعندما يقل الأنسولين في الجسم فإن السكر يزيد في الدم، ولا يستطيع الجسم الاستفادة منه"لذلك نراه يظهر في البول. وما أنواع هذا المرض؟ - هناك نوعان من هذا المرض"النوع الأول: سكري الأطفال أو الشباب، وهو النوع المعتمد في علاجه على الأنسولين، والنوع الآخر هو سكري البالغين، وهو النوع غير المعتمد في علاجه على الأنسولين. ما ارتفاع سكر الدم عند مريض السكري؟ - ارتفاع نسبة السكر في الدم عند مرضى السكري حالة متكررة ومزمنة، ويكمن الهدف الأساسي في علاج مرض السكري في تقليل الفترات التي يحدث فيها ارتفاع السكر في الدم. إن مدى شعور المريض بأعراض ارتفاع السكر يختلف من شخص إلى آخر"لذلك توجد صعوبة في معرفة نسبة السكر في الدم من خلال الأعراض الظاهرة، ويمكن تعريف ارتفاع السكر في الدم بأنه زيادة في معدل السكر في الدم على 125 ملغم/ديسيليتر في حال الصيام، وعلى 200 ملغم/ديسيليتر في حال عدم الصيام. ما أعراض ارتفاع السكر في الدم؟ - الشعور بالتعب. - تكرار التبول مع العطش. - زوغان البصر. - الشعور بنمنمة أو وخز في أصابع القدمين واليدين. - بطء التئام الجروح. - تقلصات في العضلات. ما أعراض الارتفاع الحاد للسكر مع ارتفاع الأحماض في الدم؟ - ألم في البطن. - انبعاث رائحة الفاكهة في الفم الأسيتون. - نقصان في الوزن. - كثرة التبول. - الجفاف الشديد في الجلد والفم. - سرعة في معدل التنفس. ما أسباب ارتفاع السكر في الدم؟ - تناول كمية كبيرة من الطعام. - قلة الحركة أو عدم القيام بالتمارين المعتادة. - عدم أخذ علاج السكري. - المرض أو الإصابة بالتهاب حاد. - الوقوع تحت ضغط نفسي. ما علاج ارتفاع السكر في الدم؟ - إذا كان هناك ارتفاع في نسبة السكر في الدم فإنه يجب التفكير في السبب الذي أدى إلى هذا الارتفاع"إذ في الإمكان المحافظة على مستوى السكر في الدم عند المستوى الطبيعي عن طريق الحمية الغذائية المناسبة أو القيام بنشاطات وتمارين معينة وكذلك أخذ مخفضات السكر بحسب رأي الطبيب المعالج. متى تكون نسبة السكر في الدم منخفضة؟ يعد السكر منخفضاً عندما تكون نسبته في الدم أقل من 50 ملغم/ ديسيليتر مع ظهور بعض الأعراض أو غيابها. ما علامات هبوط انخفاض نسبة السكر في الدم؟ - هناك علامات أولية، منها: الرجفة، تصبب العرق من الجسم، تسارع نبضات القلب، قلة التركيز، الجوع الشديد، العصبية وتصرفات غريبة غير مألوفة، ويجب أخذ هذه العلامات بجدية كبيرة وعدم إهمالها"لأن استمرار انخفاض نسبة السكر في الدم من الممكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض أكثر خطورة، منها: تشنجات عصبية وفقدان الوعي. وإذا كان هناك أدنى شك في أن ظهور أحد تلك الأعراض ناتج من نقص السكر في الدم فإن عليك التأكد بفحص نسبة السكر في الدم أثناء ظهور الأعراض، وعدم التردد في أخذ القليل من السكر المذاب بالماء أو أي طعام أو عصير محلى إذا لم يتوافر لديك جهاز الفحص. ما أسباب انخفاض نسبة السكر في الدم؟ - زيادة النشاط الجسماني. - زيادة جرعة الأنسولين. - عدم أخذ كمية كافية من الطعام بعد تناول علاج السكري. كيف يمكن التصرف في حال حصول هبوط في سكر الدم؟ العلاج السريع في هذه الحالة إذا كان المريض قادراً على البلع: - تناول قطعتين أو ملعقتين كبيرتين من السكر مذابتين في الماء. - تناول نصف كوب من عصير الفواكه. - ثلث كوب من أي عصير محلى، وإذا لم تزل هذه الأعراض خلال 10-15 دقيقة فعلى المريض إعادة شرب الكمية ذاتها إلى حين انتهاء الأعراض، أما إذا كان المريض فاقداً للوعي فيجب عدم محاولة إعطائه أي مشروب عن طريق الفم"تفادياً لحدوث الاختناق، مع نقله فوراً إلى المستشفى. هل يصوم مريض السكري؟ - يستطيع معظم مرضى السكري الصيام بأمان عند اتباع إرشادات معينة، وبعضهم لا ينصحون بالصيام، ويمكن تصنيف مرضى السكري إلى ثلاثة أقسام بحسب طبيعة العلاج: إذا كان العلاج يعتمد فقط على تنظيم الغذاء فهؤلاء المرضى يمكنهم الصيام بأمان بل قد يفيدهم، خصوصاً إن كانوا من أصحاب الوزن الزائد"لأن الصيام سيساعد على تقليل الوزن، ولكن عليهم الالتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها أثناء الأيام العادية، مع مراعاة تقسيم الفترة ما بين الإفطار والسحور"ليتم تناول ثلاث وجبات خلالها على فترات متساوية، على أن تكون وجبة السحور متأخرة ومتكاملة غذائياً. وإذا كان العلاج يعتمد على تنظيم الغذاء وتناول الأقراص المساعدة لتخفيض نسبة السكر في الدم فإن هناك عدداً كبيراً من هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام باتباع النظام الغذائي السابق على أن يتم تناول الأقراص بالطرق التالية، وإذا كان المريض يتناول الأقراص مرة واحدة صباحاً فإن عليه أن يتناولها في رمضان مع وجبة الإفطار، وإذا كان يتناول الأقراص مرتين يومياً فإن عليه أن يتناولها مع وجبتي الإفطار والسحور، ولكن إذا أحس بأعراض نقص السكر أثناء النهار فإن عليه تقليل أو منع جرعة السحور، أما إذا كان يتناول الحبوب ثلاث مرات يومياً فعليه تناول جرعة الصباح والظهر أثناء الإفطار، أما جرعة المساء فيتناولها مع السحور. ويجب على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام أو تغيير نظام أخذ الدواء. وإذا كان العلاج يعتمد على الأنسولين فإن المريض الذي يحتاج إلى حقنة واحدة يستطيع الصيام بحيث يأخذها قبل الإفطار، وأما المريض الذي يحتاج إلى حقنتين صباحا ومساءً فيستحسن ألا يصوم، ولكن إذا أراد الصيام فعليه تعديل الجرعات باستشارة الطبيب، وأخذ حقنة الصباح قبل الإفطار، وحقنة المساء قبل السحور، مع مراعاة الآتي: ضرورة فحص نسبة السكر في الدم، خصوصاً خلال الأيام الأولى من الصيام، وتأخير فترة السحور إلى ما قبل الفجر بقليل، وتقليل كمية الأنسولين سريع المفعول في جرعة ما قبل السحور، إضافة إلى تناول كميات كافية من السوائل عند السحور. هل يستطيع مريض السكري الصائم ممارسة الرياضة؟ - يمكنه ممارسة الرياضة أثناء فترة ما بين الإفطار والسحور على ألا تكون رياضة عنيفة، ولا ينصح المريض بممارسة الرياضة أثناء فترة الصوم أو في الجو الحار، ولكن يمكنه القيام بأعماله العادية أثناء فترة الصوم. ما مضاعفات الإصابة في القدمين لمرضى السكري؟ - تعتبر إصابة القدمين من أهم المضاعفات المزمنة لمرضى السكري، وقد يعاني مريض السكري من مشكلات عدة في القدمين، وحتى البسيط منها يمكن أن يتحول إلى خطير، ومن الحالات المؤدية إلى إصابة القدمين: ضعف الدورة الدموية، واعتلال الأعصاب، وضعف الإحساس بالألم والحرارة والبرودة، وقروح القدم التي قد تنتج من الجروح أو البثور أو الأحذية غير الملائمة. وبالنسبة إلى عوامل الخطورة لإصابة القدمين فهي حدوث بتر سابق في الساق، وحدوث تقرحات متكررة بالقدم، والأمراض المزمنة لعشر سنوات أو أكثر كأمراض القلب وأمراض الدورة الدموية، وأن يكون العمر 40 سنة أو أكثر، ومن الأسباب التدخين، والفشل في ضبط السكر في الدم، وعدم القدرة على العناية بالقدمين بسبب مرض جسماني أو عقلي، وعدم نظافة القدمين وعدم الاهتمام بهما، ووجود تشوهات في القدمي