التحف الحجاج في منى أمس السماء أثناء توجههم إلى جسر الجمرات التي أفاضوا إليها من مشعر مزدلفة بعد وقوفهم في صعيد عرفات الطاهر، إذ بادروا إلى رمي السجادات و"الأغطية"التي يحملونها لمنع إيذاء الحجاج أثناء رمي الجمرة الكبرى. ورغم حاجتهم إليها للوقاية من ضربات الشمس وحرارة الأجواء، إلا أنهم عمدوا إلى ترك أغطيتهم على امتداد الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات غير مبالين بأشعة"الشمس". ولم يحتج الحجاج إلى من يوجههم إلى هذه البادرة التي تفاعل معها بعض المتطوعين الذين عكفوا على جمع"الحصوات"وإعطائها لهم بدلاً من حملهم للأمتعة والسجادات التي يفترشونها والشراشف التي يلتحفونها إلى موقع رمي الجمرات، خصوصاً أن الكثير من الشبان المتطوعين ورجال الأمن سهلوا مهمتهم في الإعداد لذلك، إضافة إلى منحهم حوافز من خلال توفير الحصوات للرمي. وأكد عدد من الحجاج الذين شاركوا في ذلك ل"الحياة"أنهم بادروا بالتنازل عما يحملون خوفاً من إيذاء نظرائهم أثناء عملية الرمي وكسباً للأجر في يوم عيد الأضحي. وقال الحاج المصري محمد شعبان:"قررت ترك اللحف وسجادات صغيرة في مزدلفة والذهاب إلى الجمرات من دون شيء يكلفني عناء، بيد أن أسرتي أصرت على أخذها للاستفادة منها بعد الرمي"، مشيراً إلى أنه أثناء توجهه إلى الجمرات شاهد العشرات من الحجاج يرمون بأمتعتهم إلى جانب الطريق. وأضاف:"كنت عاقداً العزم على الاحتفاظ بها لكن عندما وجدت أناساً يرمون بها على جانبي الطريق تشجعت على ذلك وقررت رميها طمعاً في الحصول على الأجر من الله من خلال البعد عن إيذاء حجاج بيت الله الحرام في مثل هذه الأثناء. فيما يرى الحاج أحمد أبو سليم أن التخلي عن مثل هذه الأغراض سيساعد الحاج على رمي الجمرات بكل يسر وسهولة، لافتاً إلى أن مبادرات ضيوف الرحمن برمي تلك السجادات أوجدت ردة فعل كبيرة من الكثير من العاملين في مشعر منى. أما شكيل محمد فتوقع، حينما شاهد إخوانه الحجاج يرمون بسجاداتهم وشراشفهم جانباً في طريق ذهابهم إلى جسر الجمرات، أن خلف فكرتهم أوامر من رجال الأمن لكنه فوجئ بأنها كانت مبادرة ذاتية منهم، إذ قرروا عدم الذهاب بها إلى موقع الجمرات بهدف عدم إلحاق الضرر بجموع ضيوف الرحمن المكتظة في المكان المعني. وسجلت الطرق في منى المؤدية إلى جسر الجمرات أمس أول أيام نسك الرمي أكواماً من الأمتعة المتمثلة في السجادات والشراشف وغيرها من تلك التي يستخدمها الحجاج في الافتراش عليها في المشاعر المقدسة خلال فترة الحج.