ابدى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في خطاب القاه امس استعداد الحركة للتعاون مع اي جهود دولية اذا ما توافرت الارادة الاميركية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وقال ان المقاومة «وسيلة وليست غاية»، داعيا العرب الى اعتماد استراتيجية جديدة تجمع بين المقاومة والسياسة. وقال مشعل أمام حشد من المثقفين وقادة الفصائل الفلسطينية في دمشق، في خطاب شاملاأعاد من خلاله تأكيد ثوابت «حماس»، مع ابداء الاستعداد لانفتاح مرهون بمواقف الاطراف الاخرى. وقال ان «حماس» ستتعاون مع اي جهد في سبيل المصالحة الفلسطينية التي اكد ان الاعتقالات في الضفة تقف عائقاً امامها، داعياً اوباما الى سحب المنسق الامني الاميركي كيث دايتون. واستهل الخطاب الذي ألقاه في الذكرى الثالثة لأسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت، برد غير مباشر على خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، رافضاً موقفه من الحقوق الفلسطينية «جملة وتفصيلا، خصوصا ما تعلق بموضوعات القدس وحق عودة اللاجئين والاستيطان والتطبيع مع العرب ورؤيته للدولة الفلسطينية وأرضها وحدودها واشتراطها منزوعة السلاح». كما أكد رفضه «يهودية إسرائيل»، محذرا من أي تساهل فلسطيني أو عربي إزاءها لأنها تعني إلغاء حق العودة وتهجير فلسطينيي مناطق ال48. كما رفض التوطين والوطن البديل، خصوصا في الاردن، وطالب بدولة فلسطينية عاصمتها القدس في حدود عام 1967. ورغم ان مشعل اكد تمسك الحركة بالمقاومة خيارا استراتيجيا، الا انه قال ان «المقاومة وسيلة وليست غاية» تهدف الى تحقيق تغيير على الارض. من جهة اخرى، قدر مشعل لغة الرئيس باراك اوباما الجديدة تجاه «حماس»، لكنه اضاف انها غير كافية بل «خطوة اولى في الاتجاه الصحيح نحو الحوار المباشر بلا شروط». ولفت الى الشروط التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية في شأن الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف، معتبرا ان فرض الشروط امر تعسفي، وان الاعتراف بها لم يحل المشكلة. وقال ان «الذي احدث التغيير هو الصمود العنيد لشعوب المنطقة حين قاومت في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان ورفضت المحتلين». وشدد على ان اولوية «حماس» ليست اعتراف الآخرين بها، بل اعترافهم بالحقوق الفلسطينية، مؤكدا ان الحركة لن تقبل التنازل عن حقوقها مقابل الاعتراف بها. ووجه مشعل رسالة الى العرب، ودعاهم إلى «بلورة إستراتيجية عربية فلسطينية جديدة تفتح الخيارات وتجمع بين المقاومة والسياسة وتستجمع أوراق القوة اللازمة». كما وجه رسالة في شأن المصالحة الوطنية، واعتبر انها «ضرورة وطنية لإنهاء الانقسام»، وان العقبة امامها هو ما يجري في الضفة من اعتقالات وخطة ممنهجة تستهدف المقاومة والتنسيق مع الاحتلال وفق خطة دايتون، داعياً اوباما الى سحبه انسجاما مع روح التغيير التي ينادي بها. وتابع: «سنتعاون مع كل جهد» من اجل المصالحة، لافتاً إلى أن وفدا من «حماس» سيذهب إلى القاهرة بعد يومين لاستئناف الحوار. وفي شأن ملف الاسرى، قال ان التعنت الاسرائيلي عطل الصفقة، مبدياً الاستعداد لانجازها بوصفها الخيار الوحيد لانهاء هذا الملف. وأكد ان خيارات المقاومة مفتوحة لتحرير الاسرى.