سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس تحرير نشرة الرابعة في "العربية" أكد تفوقهم في نقل أحداث تونس . مساعد الثبيتي : الإعلام داعم ل "الإرهاب" أحيانا ... وبث بيانات "جماعاته" مضيعة للوقت
مابين تهمة الانحياز في بث الأخبار، وبين نفي هذا الانحياز، يقع العبء الأكبر من القلق والتوتر على عاتق رئيس التحرير، في هذا الجانب يوضح رئيس تحرير نشرة الرابعة على شاشة"العربية"مساعد الثبيتي، آليات وأدوات تحرير واحدة من أهم نشرات القناة، موضحاً في حديثه متى يستبعد الخبر، ومتى يقفز به في مقدمة نشرته. إلى أي مدى تتأثر في أدائك المهني ليدخل رأيك في الخبر الذي تنقله أو تحرره؟ - إنسانياً هناك تأثر تختلف حدته من شخص لآخر فمعظم الأخبار، للأسف مأسوية أو لنقل غير جيدة، تؤثر في المتعاطين معها، وعملنا في المجال التلفزيوني أكثر تلمساً لمأسوية الخبر، وللأسف بحكم أننا نتعامل مع صور تلفزيونية، هذه الصور تنقل لنا مآسي وأوجاع أناس لا تملك معها إلا التعاطف وحسب، وبالنسبة إلي مع الوقت أصبحت هذه الأخبار جزءاً من عملي، على رغم أن هناك الكثير من زملائي يبدون كثيراً من الشفقة والتأثر عندما تمر بهم، خصوصاً عند سقوط طائرة مثلاً أو ما شابهه. أما من الناحية المهنية فدائماً ما أسعى إلى الفصل بين قناعتي الشخصية وما أؤمن به ومابين ما أبثه للمشاهد، أسعى دائماً للتوازن حتى لو خالف ذلك الأمر هواي، أحاول دائماً أن أقف في الوسط على بعد مسافة واحده من القضايا، فالمشاهد الآن يعلم الأخبار الموجهة والأخبار المقدمة بتجرد، لذلك أسعى دائماً لنقل الخبر كخبر من دون نقص أو زيادة وإن كان هناك قضية فإننا نجمع بين الفرقاء ونقسم الوقت في ما بينهم ليبدي كل واحد رأيه. أبرز ما لوحظ في تغطية"العربية"للأحداث الأخيرة في تونس هو سرعة تواتر الأخبار وتغيرها من آن لآخر ما جعل البعض يصف تغطيتكم ب"المربكة"إلى أي مدى تتوافق مع هذا الوصف؟ - أعتقد أن"العربية"تفوقت في نقلها لأحداث تونس كعادتها دائماً في جميع الأخبار بحيث تنقل الخبر كخبر، وما حدث في تونس كان مربكاً للعالم أجمع، من حيث تسارع أحداثه وعدم وضوحها، فسعت كل قناة نحو الاعتماد على ما تيسر من معلومات لتقديمها للمشاهد، والعربية كانت موفقة في نقلها ولله الحمد، ولم يكن هناك أي إرباك. في هذه التغطية كان المواطنون في تونس هم مصدر الخبر لكثير من القنوات، في حين غابت المصادر الاعتيادية من وكالات أو مسؤولين، إلى أي حد تعتمد كرئيس تحرير على هذه المصادر في اختيار أخبارك؟ - لا أعلم عن أي قنوات تتحدث لكن الخبر يجب أن يكون من المراسل أو من المصادر الأخرى كالوكالات وغيرها، لكنني مع ذلك لا أرى أي ضير في اللجوء للمواطنين كشهود أو لرواية قصة حدث معين لكن الاعتماد عليهم بالمطلق مضر جداً، وأذكر أن إحدى القنوات في أحد الأحداث في جدة اعتمدت على مواطنين في نقلها للخبر فكانت أخبارهم مضحكة ومدعاة للسخرية. هل ما يتم بثه من بيانات صادرة عن"الجماعات الضالة"يكون خالياً من أي"تمرير"أو"توجيه"منك أو من القناة، ولماذا لا يتم منع بث مثل هذه البيانات وتجاهلها؟ - عندما تبث هذه البيانات وتتعامل معها كخبر فهذا أمر جائز بل من واجبك كصحافي أو كوسيلة إعلامية القيام بذلك، لكن عندما تجتزئ ما يروق لك وتقدم وتؤخر فيه بحيث يتلاءم مع الرسالة التي تود تمريرها، فهذه جريمة إعلامية، الأمر الآخر هناك الكثير من بيانات الجماعات الإرهابية لا تحوي ما يفيد المستمع أو القاري وليس بها ما يدعو لنشرها لذا أعتقد أن التعاطي معها مضيعة للوقت وخطأ كبير وفيه تبني لآرائهم. إلى أي حد يتقاطع الإرهاب مع الإعلام في رأيك؟ - الإعلام يمكن أن يكون خادماً للإرهاب بل وواحد من أهم قادته، بل قد يكون دوره أكبر من دور السلاح والجنود المحاربين له وكل ذلك يتحدد بحسب القائمين عليه، فإن أرادوا جعلوه حاضناً ومتبنياً لما يطرحه الإرهابيون، وإن شاءوا جعلوه من أكثر الوسائل فتكاً به، و"العربية"من أبرز قادة الحرب الإعلامية على الإرهاب ونجحت في ذلك كثيراً، على رغم التهديدات وخسارتها للكثير من كوادرها الذين قضوا نتيجة جرأتها في تسمية الأمور بأسمائها. قبل انتقالك"للعربية"قدمت برنامجاً إذاعياً تميز بالجرأة في طرحه، ما أبرز الانتقادات التي وجهت لكم بسببه؟ - حقيقة لم يكن هناك انتقادات بمعنى الانتقادات، والبرنامج كان تجربة ناجحة، وربما نجاحها يعود لجرأة ما يطرح، لقد كانت جميع الإشارات أمامي مفتوحة. لماذا تقفز الأخبار السعودية والخليجية إلى المقدمة في نشرة"الرابعة"على رغم كونكم قناة إخبارية عامة لكل المشاهدين العرب؟ - العربية قناة إخبارية تسعى لنقل الخبر لحظة وقوعه ونشرة الرابعة تهتم بالجانب الخليجي، ومع ذلك لا تغفل الخبر المهم من خارج الخليج، بل يوضع في بداية النشرة ويحظى بوقت كاف للتغطية. لماذا يعتبر كثير من مقدمي الأخبار لديكم نشرة"الرابعة"فاكهة النشرات؟ "الرابعة"وقت الذروة في الخليج، وفيه يكون الناس أمام شاشة التلفاز، وهناك العديد من المسؤولين أو الصحافيين أخبروني أن الأصداء التي تصلهم عندما يكونوا في نشرة"الرابعة"أكبر من الأصداء التي تصلهم عندما يكونوا في نشرات أخرى، لذلك ينصب الاهتمام عليها. كيف تنفون عن أنفسكم اتهام"الانحياز"في تقديم الخبر وهل ما تبثونه يسبب لكم"صداعاً"أحياناً؟ - ربما يسبب لمدير القناة عبدالرحمن الراشد الكثير من الصداع لكن في النهاية لا يمكن أن نتجاهل الأخبار، فالخبر عند وقوعه يصبح من الواجب نقله وبتجرد تام، وعندما تكون هناك قضية ما، فإننا نسعى لجلب جميع الأطراف وعند اعتذار أحدهم أو رفضه نبين ذلك للمشاهد لنكون في حل من الانتقاد أو الاتهام بتبني وجهة نظر معينة. تنقلتم بين الصحافة المكتوبة والمسموعة وأخيراً المرئية... حنينك لمن في كل هذه المراحل؟ - في كل خير لكن العمل الإذاعي والمكتوب ميزته بأنه يحفظ تواجدك ويحفظ اسمك، أما العمل التلفزيوني فهو عمل من خلف الكواليس، لا يحصد ثماره سوى المذيعين أما المحررون والمعدون فهم أشبه بالمثل البدوي القائل"الطعن لزيد والمدح لمزيد".