قبل يوم من دخول فصل الصيف رسمياً، غداً، شهدت معظم أحياء مدن المنطقة الشرقية وقراها، موجة انقطاعات في التيار الكهربائي، توزعت بين ساعات النهار والليل، لتربك الحياة العامة في المنطقة، وبخاصة مع الارتفاع الحاد في نسبة الرطوبة. وتصدرت الدمام، قائمة من 16 مدينة نشرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، درجات الحرارة المتوقعة فيها أمس الأحد، إذ بلغت العظمى فيها 50 درجة مئوية، فيما سبقتها جدة فقط في نسبة الرطوبة، التي بلغت في الدمام 80 في المئة، وهي النسبة ذاتها المسجلة في جازان. فيما بلغت في جدة 85 في المئة. وفي حفر الباطن، تسبب ارتفاع درجات الحرارة في وفاة مقيم مصري، أثناء عمله أول من أمس، تحت أشعة الشمس لساعات طويلة في حي العزيزية. وشعر المقيم 45 سنة، الذي يعمل نجار مبان، بألم أثناء قيامه بشد الخشب فوق سطح عمارة قيد التشييد، فيما كانت الحرارة تزيد عن 50 درجة مئوية. واتجه لسكنه، وعُثر عليه لاحقاً مُلقى على الأرض، والدم خارجاً من فمه وأنفه، وقد فارق الحياة. وباشر الحادثة ضابط خفر في شرطة حفر الباطن الملازم مسفر الدوسري. وأحيلت الجثة إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك خالد العام، تمهيداً لتسليمها إلى ذويه. وتُعد هذه الوفاة هي الثانية بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الشرقية، إذ فارقت طفلة هندية ست سنوات الحياة، الأسبوع الماضي، بعد بقائها في حافلة مدرستها. وشهد حي الاتصالات في الدمام، أمس انقطاع التيار، لأكثر من سبع ساعات، إثر حدوث عطل فني في إحدى المعدات الكهربائية. وبدأ الانقطاع منذ الرابعة فجراً، واستمر إلى ال11 ظهراً، بحسب قاطني الحي، الذين أشاروا إلى"الحياة، إلى أنهم تفاجئوا بانقطاع الكهرباء عند ساعات الصباح الأولى، ما سبب لهم إرباكاً، وبخاصة أن يحدث خلال أيام الاختبارات النهائية. ولجأ معظم أهالي الحي إلى مكيفات سياراتهم، هرباً من الحر الشديد. كما طال الانقطاع حي الخليج والزهور، وبعض شوارع الدمام الرئيسة، مثل الملك عبد العزيز، وال18، ما تسبب في خروج إشارات المرور عن العمل في شكل نهائي. كما شهدت المحافظة انقطاعات مماثلة في عدد من القرى والأحياء، استمرت زهاء ثلاث ساعات. وتكرر الأمر في أحياء الخبر، إذ وصلت في يوم واحد إلى تسعة انقطاعات. وشهد جسر الملك فهد مساء أمس انقطاعاً للتيار الكهربائي تسبب في ايقاف حركة السفر بين السعودية والبحرين. وأبدى عدد من سكان الشرقية، قلقهم من هذه الانقطاعات، وبخاصة أنها تتزامن مع موسم الاختبارات النهائية، وشاهدت"الحياة"، عدداً من الطلاب في الأماكن العامة والواجهات البحرية، يذاكرون دروسهم. فيما لجأت بعض العوائل إلى المجمعات التجارية، هرباً من درجات الحرارة المرتفعة في المنازل. وتعزى موجة الانقطاعات للتيار، إلى زيادة الأحمال الكهربائية، إضافة إلى ضعف الشبكة الداخلية للشركة السعودية الكهرباء، وبخاصة في الكابلات المغذية، التي تجاوز بعضها عمره الافتراضي، نظراً لكثرة الأعطال الفنية التي لحقت بها خلال الأعوام الماضية، فيما لم تشهد أي عمليات صيانة، نتيجة لأطوالها التي تصل إلى كيلومترات عدة. وكان رئيس القطاع الشرقي في الشركة السعودية للكهرباء أحمد الدبيخي، قال ل"الحياة"الأسبوع الماضي:"إن مشكلة الانقطاعات تتكرر في موسم الصيف، بسب ارتفاع درجات الحرارة، ما ينتج عنه زيادة في الأحمال الكهربائية"، مؤكداً"استعداد الشركة لذلك، خصوصاً أننا نقوم بإصلاح الخلل الفني في شكل فوري، ما يدل على استعداداتنا الكبيرة لهذا الأمر".