شهد اليوم ما قبل الأخير من معرض الرياض للكتاب، ازدحاماً شديداً من الزوار، الذين توافدوا على دور النشر لإقتناء ما تبقى لهم من عناوين جديدة. وبدا أمس أن حركة البيع ممتازة بالنسبة للناشرين، الذين يعتبرون معرض الرياض، الأهم عربياً لأنهم يحققون أرباحاً لا يحققونها عادة في المعارض الأخرى. وأوضح مرهف المصطفى من دار المدى للنشر أن مبيعات المعرض هذا العام،"أفضل من العام السابق ونسبة الزائرين للمعرض اكبر"، مشيراً إلى أن مبيعات الدار وصلت إلى 100 ألف ريال، وأن أجور الجناح"مناسبة جداً مقارنة بالمعارض الأخرى". فيما قال قاسم بركات من دار الفارابي إن حركة المبيعات هذا العام"أفضل بكثير من السنوات السابقة، ولو كان مكان الجناح اكبر لكانت الأسعار أفضل"، مشيراً إلى أن أبرز الصعوبات التي واجهته،"تكمن في ضيق مساحة الجناح"، لافتاً إلى أن أسعار المساحة في المعرض،"مرتفعة مقارنة بالأسعار في المعارض الأخرى"، واتفق معه المدير العام للمركز الثقافي العربي بسام كردي، بالنسبة لغلاء الإيجار. وقال كردي إن حركة المبيعات"إجمالاً جيدة جداً مقارنة بالسنوات الماضية"، لافتاً إلى أن هناك تقدماً ملموساً في المعرض. وأكد كردي أن معرض هذا العام"يعتبر جيداً مقارنة بالعام الماضي"، مشيراً إلى أنه"يجب على كل ناشر أن تكون لديه رقابة ذاتية على الكتب، التي لا تناسب البلد الذي سيعرض كتبه فيها". من جهة أخرى عادت سوق الوراقين المتعمقة في التاريخ العربي الثقافي إلى الظهور مع تغيّرت المسميات ونمط الأسواق القديمة والأسواق الحديثة، كما تغيّرت الكتب والأوراق التي سطرت بها الكتب، التي أصبحت من ورق فاخر وبمختلف الخطوط والألوان، وما يجمع بين سوق الوراقين ومعرض الكتاب هو التجمع في مكان واحد، وعروض الأسعار التنافسية للكتب التي تباع بها، وكذلك كميات الكتب وكثرة العارضين التي يستحيل أن تجتمع إلا في سوق الوراقين ومعارض الكتاب. يقول مشرف احدى دور النشر في معرض الكتاب غازي سليمان، إن معرض الكتاب هذا يعد تظاهرة ثقافية لدور النشر، الذين ينتظرونه كل عام ويعملون على التجهيز له قبل المعرض بأكثر من 4 أشهر تستغل في طبع الكتب التي ستعرض، وتصفية الجزء الآخر من طبعات الأعوام التي سبقت المعرض، بخفض يصل في بعض الأحيان إلى 50 في المئة من قيمتها الفعلية في المكتبات، لافتاً إلى أن متوسط شراء المتسوق الواحد يتجاوز 400 ريال. وقال الناشر محمد الجهني إن معرض الكتاب"هو السوق الفعلية للكتاب في السعودية، وهو يعتبر المسوق الأول له محلياً"، لافتاً إلى أن الكثير من الزبائن"يتحفظون على شراء الكتب قبل المعرض لعرض الجديد منه، والاستفادة من تجمع الناشرين والمكتبات، خصوصاً أن الكتب المتخصصة لا توجد في جميع المكتبات، ويلزم من يرغب في شرائها أن يتجول على العديد منها في مختلف أحياء الرياض، والبعض يذهب إلى خارج السعودية من أجلها". من جهتها، تقول طالبة الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود نوف الحماد، إن معرض الكتاب"اختصر الكثير من الجهود والأموال، فبعض الكتب التي نحتاجها في دراستنا تكون نفدت من السوق، والبعض الآخر طبع في الخارج، ومشاركة دور النشر من الخارج وفرت علي الكثير من الأموال، فأحد الإصدارات التي احتاجها والتي صدرت من دار نشر مقرها القاهرة وصلني أجزاء منها للسعودية بمبلغ يتجاوز 800 ريال، في حين أن قيمتها في المعرض 200 ريال فقط". وأضافت ان غالبية زوار المعرض هم من طلاب الدراسات العليا،"الذين يبحثون عن مراجع لبحوثهم المتكونة من أمهات الكتب والكتب المتخصصة، وهذه الكتب في العادة يكون مقر دار نشر بعضها في بيروت أو القاهرة، وحين تنفد من السوق تغيب لفترات كبيرة، إذ انها تمر بمراحل لتأتي نسخ جديدة إذ لا بد أن يتم إرسال طلب لدار النشر الأصلية، تشير إلى نفاد النسخ من الموزع المعتمد، ومن ثم طباعتها وإرسالها وتوزيعها على المكتبات".